أشيع في ستينيات مدينة بغداد أن أحد الأثرياء يئس تماماً من علاجه بعدما جرب طب عدة دول أوربية، فقرر أحد الأطباء المحليين مداواته وراهن على الشفاء مقابل مبلغ محترم استخدمه للدعاية والإعلام عن نفسه حيث طوع جوق من الكومبارس يتابعونه أينما ذهب ليعرضون حواراتهم عن خبرات هذا الطبيب وعلاجاته المذهلة التي نالوا بها الشفاء بعد اليأس- حتى اقتنع الثري بالذهاب إلى عيادته ليبدأ فصل جديد يدخل أمامه المريض محمولاً لكنه سرعان ما يخرج من غرفة الطبيب بابتهالات الدعاء والشكر والثناء، فالشفاء هنا فوري دون مراحل...!!
المهم أن الثري آمن بأنه سيخرج معافى- وكان الفصل الثالث من المسرحية حيث قدم الطبيب عرضاً نفسياً عبارة عن مجموعة من القصص المماثلة لمرضه والبيانات الموثوقة للعلاج الفوري- هكذا دون تحاليل وفحوصات وسرير مستشفى فحقنه مضادات حيوية وأمره بالجلوس وأن لا يقوم من مكانه حتى يشعر بالشفاء التام، وبعد دقائق قام ولم يشعر بالمرض طوال حياته ...!! وهذا النوع من العلاج يسمى العلاج الوهمي (بلاسيبو) أي العلاج المموه ويرى البعض أن المصطلح استخدم خطأ- فحقق الطب قفزة نوعيه بالأدوية الوهمية وقد أصبح موضوع دراسات علمية جادة- واكتشف الأطباء أنهم يستطيعون تحقيق الشفاء لمرضى الاكتئاب النفسي باستخدام الأدوية الوهمية- فهي تؤثر في إحداث تغييرات في نشاط المخ لدى المريض.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat