العلم نقطة كثرها الجاهلون الامام علي بن أبي طالب عليه السلام
د . ابتسام مشني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . ابتسام مشني

ليس الحق عند الاما م علي بن أبي طالب عليه السلام أحساسا ،يتوصل من خلاله الى تمييز ماهو حق عما هو باطل ،بل الحق عنده ،معرفة مدعوة بالإحساس النبيل .
وترتكز المعرفة عند الامام علي بن أبي طالب عليه السلام على (معرفة العقل ) ،حيث أفرد للعقل والعقلانية اهتماما واسعا ، في مناسبات عديدة ، ومعرفة الحدس ،والرؤى والتوقعات ،وهي متتمة لمعرقة العقل .
وقد استفاض في إعلاء شأن العقل ، فكان أن قدم إلينا فلسفة متكاملة ،لم تأخذ حقها من الشرح والتوكيد الفلسفي ، فهو اول من دافع عن الإسلام بمنطق العقل ،وأول من رد
شبهات المضللين واقوال المشككين ،وأول الآيات المتشابهة بما يتفق والعقل السليم بطريقته العلمية المنظمة .
وكان الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام قد أطلق فكرته القائلة (لا علم
كالتفكير ) والتفكير هنا يشمل جميع العمليات العقلية من التصور والتخيل والتذكير الى عمليات الحكم والفهم والاستدلال والتعليل والتعميم والتخطيط ،ولايفكر العقل حين تصادفه الصعاب والمعضلة..وقد يكون الانسان مسترخيا ويبدو انه لايقوم في أي عمل او انه يشعر بمعضلة عصية ،لكن عقله في الحقيقة يعمل ويتحرك ويعطي الاستنتاجات .
وقد ادرك ذلك الفلاسفة الاولون ،وأكد عليه المحدثين،ومنهم الامام علي بن أبي طالب عليه السلام الذي نبه لهذا الجوهر الثمين عند الانسان فاكبر من أهميته ووجوده وخباياه بالطريقة العلمية بالبحث والتقصي .
ويقول العقاد
(فالمزية التي امتاز بها الامام علي بن أبي طالب عليه السلام بين فقهاء العصور أنه جعل الدين موضوعا من موضوعات التفكير والتأمل ولم يقصره على العبادة ،واجراء الأحكام الشرعية .).
فجعل الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام الحوار الفكري بين القيادة والقاعدة حتى مع معارضيه ومبغضيه ،
فاعطى دروسا في تطبيق للعقل بالتفكير والحوار واعطاء البراهين في اعلاء كلمة الحق .وهي سلطة العقل .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat