صفحة الكاتب : بشرى ازنيدي

المرأة العربية وعصر الاستهلاك
بشرى ازنيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  أصبح المجتمع الإسلامي اليوم مجتمعاً استهلاكياً اتكالياً أكثر من ذي قبل، وكل همّه الاعتماد على الشيء الجاهز؛ مجاراة مع الميولات الغربية دون الوقوف على مدى حاجته إلى هذه المواد والوسائل التي يحتاجها، وهل لها تأثير على أخلاقه، وعلاقته بذاته، وعلاقته بمن حوله، ومن ثم علاقته بخالقه.

على المجتمع الإسلامي أن يعود إلى الاعتماد على ذاته لتطويرها وتعويدها على العمل الجاد؛ حتى يتسنى له الإحساس بلذة عمله ومنتوجه، ويكون قد قام بتطوير ذاته عبر التطبيق العملي وعلى جميع المستويات، وبالتالي فأنه سيجني أرباحاً تعود عليه وعلى مجتمعه بالفائدة الكبيرة، ويبدأ بتشغيل الرجل والمرأة حتى يقضي على الكثير من المشاكل الاجتماعية وخاصة بعد تزايد حالات الطلاق؛ بسبب عدم التوازن الطبيعي بين الناس، وغيرها من الأسباب.
  ولو نظرنا إلى المرأة في المجتمع العربي التي يعدها هي الأساس في التوازن الأسري، والتوازن المجتمعي، فمن هنا علينا أن نلتفت إليها ونقوم بالتفاعل معها وخاصة أن الكثير من النساء يحاولن مجاراة المرأة الغربية وتقليدها في كل شيء، والاعتماد على المنتوج الجاهز وزيادة استهلاك اليومي، ويحاولن الابتعاد عن التصنيع المنزلي، واستقطاب كل ما هو مصنع من مواد التجميل المليئة بالمواد الكيماوية التي تسبب الخطر الكبير على حياته، وعلى الأغذية الجاهزة، والابتعاد عن الطبخ المنزلي ظناً منها أن المرأة الغربية نموذجاً للحرية والكرامة، وأن تلك الأشغال تحط من كرامتها وإنسانيتها، ناسية أن دينها الإسلامي يحتوي على جميع بنود الحرية والكرامة والرفعة، وخير مثال ذلك سيدتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) التي تعد النموذج الأمثل المتكامل للمرأة الكريمة والأبية والحرة، فهي العالمة والعاملة والفقيهة الفاضلة، التي تحمل من السجايا الإنسانية جعلها الله تعالى من خير نساء العالمين، أليست تقوم بأشغال بيتها بيديها الكريمتين، وتقوم بأعداد الطعام لولديها الحسن والحسين (عليهما السلام) بنفسها العزيزة، فأين نحن منها (سلام الله عليها)؟!
 نحن أيضاً في عصر المعلوماتية المتجددة، ويمكن للمرأة أن تطور ذاتها بالعلم والمعرفة والاستفاذة من تجارب الآخرين، لكن كامرأة عاملة لبيتها ولأولادها ولدينها لتطوير نفسها دون إفراط ولا تفريط.
عبر تحضير الأغذية في البيت بدل شرائها، وتعلم طرق حفظ وتخزين المواد، وإعادة تشغيل بعض الاثاث القديم أو الاغراض المستعملة، وتتعلم بعض الأنشطة اليدوية كالخياطة والحياكة وغيرها كُل حسب طاقتها، وثقافتها، ورغبتها.
 والأهم من ذلك هو أن يكون لديها الهاجس الأخلاقي الذي قامت به السيدة الزهراء (عليها السلام) التي استطاعت أن تربي جيلاً مناهضاً وقيادياً، ولم تكن تفكر في رصيدها الدنيوي بقدر ما كانت تفكر في رصيدها المعرفي والثقافي الذي يرضي الله تعالى، علينا كنساء ككل أن يكون لدينا نوع من الورع حتى نعود إلى ما أراده الله تعالى لابن آدم الكرامة والعزة، وباحترام الطبيعة، فيكون احترام الإنسان لنفسه وحفظ نعم الله تعالى إلينا باستغلالها خير الاستغلال للمنفعة الذاتية والمجتمعية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بشرى ازنيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/03/24


  أحدث مشاركات الكاتب :



كتابة تعليق لموضوع : المرأة العربية وعصر الاستهلاك
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net