المنهج القويم للدفاع المقدس الحشد الشعبي أنموذجاً
مصطفى ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مصطفى ياسين

إنها البيعة مع الله تعالى عقد بين طرفين، إنها الطاعة المطلقة لله (عز وجل): "إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ".
للإنسان أيام معدودات في عالم الدنيا مهما طالت أو قصرت ومقدارها يرسم مصير ذاك الإنسان في عالم الأبدية... هناك من يبذل المال ومنهم من يبذل الجهد ومن يبذل الوقت وحتى يصل إلى بذل النفس والروح، والمهم بينهم ما هو الهدف وجوهر ما يصبو إليه.. وبذلك يحقق الهدف ويؤدي الرسالة الموكلة إليه.
كان للمولى ابو الفضل العباس (عليه السلام) صدى في نفوس الناس، ببذل ما هو غالٍ ونفيس ألا وهي الروح، فكان أسوة وقدوة، وخاصة بعد عدة محن مرت بها أرض المقدسات من اسقاط الطاغية، مروراً بدحر الاستعمار القديم الجديد المتمثل بالبريطانيين والامريكان، وصولا إلى أكبر شر ببداية هذا القرن وهو تفتيت الأمة تحت رايات ملونة بالتعصب الأعمى، وهي كقصة عصبة الحطب يسهل كسرها حطبة حطبة، ويستحيل كسرها متحدة..! ناهيك عن الأمور المبيتة نحو منهج أهل البيت (عليهم السلام) كتفجير مرقد العسكريين (عليهم السلام)، وما كان مهيأ لباقي المراقد الشريفة، والتاريخ يذكر وقد دوّن تاريخ الطغاة حرث مرقد الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).
وحين انظر للخلف أرى صورة سوداء لناس يدعون الإسلام والمدنية المتحضرة، ورفض سفك الدماء الزكية، وليتهم يكونون محايدين، بل يسلون الخناجر ويمدون الغوغائيين من حثالة جميع دول العالم قاطبة، ويسيرون بهم اما لتحقيق نواياهم المبيتة من صدر الاسلام إلى يومنا هذا، أو ليتخلصوا منهم بعيدا عن ممالكهم وولاياتهم..!
ولكن... هنا وفي حضرة الآيات القرآنية والولاية المحمدية العلوية الحسينية المهدوية... تمعن عميق ونظرة ثاقبة يتكسر بمحورها كل الشر، نعم كل الشر، ولو كان الثمن غالياً ونفيساً، فتلك مدرسة الامام الحسين (عليه السلام) تعلو بشعار (كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء) ولا ينطفئ عبر الزمن.
فهنيئاً لمن سطر بدمائه الزكية فصلاً جديداً بحرق تلك الرايات التي لا تحمل بين طياتها ما تكتبه من شعارات، بل تلوثها، وهبّ لتلبية النداء تاركا خلفه العيال والأموال وبذل النفس في طاعة المولى... فالطغاة يريدون أن يطفئوا نور الله... ويأبى الباري ذلك، ويتمه على أيدي المؤمنين، وتبقى بين أيديهم البواسل أحفاد العباس (عليه السلام) راية الله، ولم ولن تكسر حتى تسلم لصاحبها.
"فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا {المعارج/5} إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا {المعارج/6} وَنَرَاهُ قَرِيبًا {المعارج/7}".
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat