استفهامية عقيص.. في صلح الامام الحسن (عليه السلام)
علي حسين الخباز
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي حسين الخباز

أنا لست ممن يقول إن صلح الامام الحسن (عليه السلام) مع معاوية كان صلحاً، فلم يكن الصلح الذي وقع بين الإمام الحسن عليه السلام ومعاوية منشأه الدنيا وزمامه تقديم المصالح الشخصية، وهما الأمران اللذان يكوّنان أسس العلاقات السياسية على مر التاريخ، ففي القاموس السياسي للحكام، يكون عدو الأمس صديق اليوم، وعدو اليوم صديق الأمس.
أما في قاموس شريعة السماء فـ«حلال محمد (ص) حلال إلى يوم القيامة، وحرامه حرام إلى يوم القيامة»، ولذا: فمعاوية ومروان بن الحكم ونظراؤهما قبل الصلح هم أنفسهم بعد الصلح.
ولست ولله الحمد ممن يرى أن الامام الحسن (عليه السلام) قد خالف نهج أبيه علي (عليه السلام) ــ والعياذ بالله ــ ولمحبتي له ولأهل بيت رسول الله (ص) سألته:ـ يا بن رسول الله، لِمَ داهنت معاوية وصالحته، وقد علمت أن الحق لك دونه، وأن معاوية ضال باغ؟.
فقال: يا أبا سعيد، ألستُ حجة الله تعالى ذكره على خلقه، وإماماً عليهم بعد أبي عليه السلام.
قلت: بلى.
قال: ألست الذي قال رسول الله (ص) لي ولأخي: "الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا"، قلت: بلى.
قال: فأنا إذن إمام لو قمت، وأنا إمام إذا قعدت، يا أبا سعيد، علة مصالحتي لمعاوية هي علة مصالحة رسول الله (ص) لبني ضمرة وبني أشجع ولأهل مكة حين انصرف من الحديبية، أولئك كفّار بالتنزيل، ومعاوية وأصحابه كفّار بالتأويل. يا أبا سعيد، إذا كنت إماما من قبل الله (تعالى ذكره) لم يجب أن يسفه رأيي فيما أتيته من مهادنة.
وان كان وجه الحكمة فيما أتيته ملتبساً ألا ترى الخضر (عليه السلام) لما خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار سخط موسى (عليه السلام) فعله لاشتباه وجه الحكمة عليه حتى أخبره فرضي؛ هكذا أنا سخطتم عليّ بجهلكم بوجه الحكمة فيه، ولولا ما أتيت لما ترك من شيعتنا على وجه الأرض أحد إلا قتل.
والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني إليه سلماً، فوالله لأن أسالمه وأنا عزيز، خير من أن يقتلني وأنا أسيرهُ، أو يمنّ عليّ فتكون منّة على بني هاشم إلى آخر الدهر، ومعاوية لا يزال يمنّ بها وعقبه على الحي منّا والميت، خرجت من عنده وانا افكر في محاولات اغتياله الكثيرة والخيانات التي حدثت، فأقول مع نفسي: ساعدك الله مولاي الحسن عليك السلام.. ساعدك الله.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat