صفحة الكاتب : احمد عبد الصاحب كريم

البابا في ضيافة السيد السيستاني على ارض مدينة السلام و رجل السلام
احمد عبد الصاحب كريم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

خمسة واربعون دقيقة تاريخية شغلت ارجاء الكرة الارضية جمعت اكبر شخصيتين تحب السلام و تسعى الى ان يعم السلام في جميع انحاء المعمورة في ارض رجل السلام الاول و مدينة السلام انها مدينة النجف وادي السلام ارض علي بن ابي طالب (عليه السلام) رجل السلام صاحب المقولة التاريخية (الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق) هذه الارض المباركة جمعت اكبر مرجع للديانة المسيحية البابا فرنسيس مع اكبر مرجع للطائفة الشيعية في العالم سماحة السيد علي الحسيني السيستاني هذه الزيارة تناقلتها اكثر من (400) و سيلة اعلامية و وكالة اخبارية عالمية محطة فضائية من كافة بقاع الارض انه لقاء البابا مع ابن فاطمة الزهراء (عليها السلام) او لقاء ابناء العم لان جدنا الاكبر هو ابراهيم (عليه السلام) و ابوينا هم اسماعيل و اسحاق (عليهما السلام) هذا اللقاء جاء بعد ان شهد القرن الحادي و العشرين الكثير من المآسي جراء الحروب التي اكلت الاخضر و اليابس و حصدت الالف من الارواح و الملايين من المشردين و جاءت هذه الزيارة من قبل البابا لتقديم الشكر لسماحة السيد علي السيستاني لدوره الكبير في حقن الدماء و المحافظة على ارواح العراقيين بكافة دياناتهم و طوائفهم جراء ما حدث للعراق خلال فترة الطائفية المقيتة و هجمات داعش البربرية و دور السيد السيستاني الكبير لاحتواء هذه الازمات و السعي للتعايش السلمي مع الجميع و نبذ فكرة التطرف و حمل السلاح مع الشركاء في الوطن و تمخض هذا اللقاء التاريخي الاول من نوعه على مر العصور هذا الشخصيتان يملكان الكثير من الصفات المتشابهة هما انهم عاشا حياتهما لخدمة الناس و الدين لا يملكان جيوش و لكن جيوشهما قلوب المؤمنين و لا يملكان السلاح و سلاحهما السلام و فعل الخير هما رجلان عاشا من اجل العلم و السلام وهدفهما هو ان تكون الارض و الدول للعيش للجميع و ان يكون الدين لله ، و دار الحديث خلال هذا اللقاء حول التحديات الكبيرة التي تواجهها الانسانية في هذا العصر و دور الايمان بالله تعالى و برسالاته و الالتزام بالقيم الأخلاقية السامية في التغلب عليها حيث بين السيستاني عما يعانيه الكثيرون في مختلف البلدان من الظلم و القهر و الفقر و الاضطهاد الديني و الفكري و كبت الحريات الاساسية و غياب العدالة الاجتماعية و بالاخص ما يعاني منه العديد من شعوب منطقتنا من حروب و أعمال عنف و حصار اقتصادي و عمليات تهجير و غيرها و لا سيما الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة مؤكدا الى الدور الذي ينبغي أن تقوم به الزعامات الدينية و الروحية الكبيرة في الحد من هذه المآسي و ما هو المؤمل منها من حثّ الأطراف المعنيّة و لا سيما في القوى العظمى على تغليب جانب العقل و الحكمة و نبذ لغة الحرب وعدم التوسع في رعاية مصالحهم الذاتية على حساب حقوق الشعوب في العيش بحرية و كرامة و التاكيد على أهمية تضافر الجهود لتثبيت قيم التآلف و التعايش السلمي و التضامن الانساني في كل المجتمعات مبنياً على رعاية الحقوق و الاحترام المتبادل بين أتباع مختلف الاديان و الاتجاهات الفكرية منوها بمكانة العراق و تاريخه المجيد و بمحامد شعبه الكريم بمختلف انتماءاته مبديا أمله بأن يتجاوز العراق محنته الراهنة و التاكيد بأن يعيش المواطنون المسيحيون كسائر العراقيين في أمن و سلام و بكامل حقوقهم الدستورية متمنيا للحبر الاعظم و أتباع الكنيسة الكاثوليكية و لعامة البشرية الخير و السعادة، وشكره على تجشمه عناء السفر الى النجف الأشرف للقيام بهذه الزيارة التاريخية و ابدى البابا على أهمية التعاون و الصداقة بين الطوائف الدينية حتى تتمكن من خلال تنمية الاحترام المتبادل و الحوار من المساهمة في خير العراق و المنطقة للبشرية جمعاء حيث قدم البابا الشكر إلى آية الله العظمى السيستاني لأنه رفع صوته مع الطائفة الشيعية في مواجهة العنف و الصعوبات الكبيرة في السنوات الأخيرة دفاعا عن الأضعف و الأكثر اضطهادا مؤكدا على قدسية الحياة البشرية و أهمية وحدة الشعب العراقي . و خير دليل على ان المرجع الاعلى السيد السيستاني انه ما زال غير مقتنع برجال السياسة لم يستقبل في بيته البسيط سوى البابا مع اثنين مرافقيه الكادرينال و المترجم فقط . 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد عبد الصاحب كريم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/03/07


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • المركز الوطني للتدريب والتنمية البشرية يختتم دورة إعداد المدربين TOT الاساسية  (نشاطات )

    • المركز الوطني للتدريب ينظم دورة نوعية لأعداد المدربين المعتمدين TOT  (نشاطات )

    • الحملة الوطنية لتعديل المادة (٥٧) تنظم مسيرة جماهيرية حاشدة من اجل تعديل المادة (٥٧) سيئة الصيت وشمول المتضررين بالمدونة الشرعية وفقاً للمادة (٤١) من الدستور  (نشاطات )

    • صحة الكرخ / تنظيم احتفالية بمناسبة اليوم الوطني للصحة المدرسية وافتتاح اول وحدة صحة مدرسية على مستوى العراق في مدرسة الفضائل الابتدائية المختلطة   (نشاطات )

    • البكاء على اللبن المسكوب لا ينفع ..  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : البابا في ضيافة السيد السيستاني على ارض مدينة السلام و رجل السلام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net