صفحة الكاتب : د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود

قراءةٌ في زيارةِ البابا
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لقد تضمًّن عهدُ الإِمامِ عليٍّ (عليهِ السلامُ) إِلى عاملِه على مصرَ مالكٍ الأَشترِ (رضوانُ اللٰهِ عليه) منهجًا أَخلاقيًّا دينيًّا وإِداريًّا واجتماعيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا رصينًا به نجاحُ القادةِ ، وصلاحُ العِبادِ وسلامةُ البلادِ.

ومن ذلكَ الجزءُ المختصُّ بتنبيهِه إِلى وجودِ المسيحيين الأَقباطِ وسواهم من الطوائفِ الدينيةِ المماثلةِ أَوِ اليهوديةِ فضلًا عن عديمي الهُوِيَّةِ الدينيةِ الذي جاء فيه: (( وأَشعِرْ قلبَكَ الرحمةَ للرعيةِ ، والمحبَّةَ لهم ، واللطفَ بهم ، ولا تَكونَنَّ عليهم سَبُـعًا ضاريًا تَغتنُمُ أُكُلَهم ؛ فإِنَّهم صِنفانِ: إِمَّا أَخٌ لكَ في الدِّينِ ، أَو نَظيرٌ لكَ في الخَلْقِ ، يَفرُطُ منهمُ الزلَلُ ، وتَعرضُ لهمُ العِللُ ، ويُؤتَىٰ على أَيديهِم في العَمْدِ والخطأِ ؛ فأَعطِهم من عفوِكَ وصَفحِكَ مثْلَ الذي تُحبُّ وتَرضىٰ أَن يُّعطيَكَ اللٰهُ من عفوِه وصفحِه ؛ فإنَّكَ فوقَهم ، ووالي الأَمرِ عليكَ فوقَكَ ، واللٰهُ فوقَ مَن ولَّاكَ)).

شكرًا لكَ أَميرَنا الموجِّهَ الصادقَ والأَبَ الهاديَ يا أَميرَ المؤمنين (عليكَ السلامُ) ؛ فعهدُكَ يجدُ صداه كلَّ حينٍ عندَ العقلاءِ المنصفين ، وله مصاديقُه الآنيةُ لاستقرارِ الناسِ أَجمعين.

قال اللٰهُ سبحانَه: ﴿...ولَتَجِدَنَّ أَقرَبَهُم مَوَدَّةً للَّذينَ آمَنُوا الَّذين قالوا إِنَّا نَصارىٰ ذلك بِأَنَّ مِنهُم قِسِّيسينَ ورُهبانًا وأَنَّهُم لا يَستَكبِرونَ﴾ [المائدة/٨٢] ؛ فلنُقِمْ ظنَّنا على (مودَّتِهم) إِذًا لا على سواها ، ولسنا نخسَرُ شيئًا بوجودِ عالمٍ ورجالٍ همُّهمُ السلامُ والإِصلاحُ والتآخي.

وهذا ما نستثمرُه نحن جميعًا من موضوعِ زيارةِ (البابا) ليس إِلَّا ؛ فما أَحوجَنا إِلى الكلمةِ الطيبةِ. أَمَّا ما يُثارُ ويُقالُ ويُستَنتَجُ من قراءاتٍ تخويفيةٍ وسلبيةٍ ؛ فليست إِلَّا وجهاتِ نظرٍ مختصةً لأَصحابِها لم تَرِدْ في مضمونِ ديباجةِ تنظيمِ الزيارةِ لا في الوسائلِ ولا في الغاياتِ.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/03/03



كتابة تعليق لموضوع : قراءةٌ في زيارةِ البابا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net