صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

 الشباب.. الذي يرعب الفاسدين
سلام محمد جعاز العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 " بورِكَ من جَمَعَ, بين هِمَّةَ الشباب وحِكْمَةَ الكِبار" طه حسين عميد الأدب العربي.

لم تكن الثورات الشبابية ظاهرة جديدة, ففي الكثير من البلدان, اندلعت ثورات شبابية, كادت تطيح أو تقوض, النظام السياسي في بعض البلدان,  كالثورة الفرنسية عام 1968, والتي اتسمت بوصولها حد العنف.

طبقة الشباب في المجتمع العراقي, طبقة واسعة بجميع ما تعنيه الكلمة, فهم ما بين خريجون أكاديميون, وكادحون ذوات احتياجات كثيرة, وكلهم يعانون من عدم الاهتمام, إن لم نقل أنهم أصبحوا, أدوات يستغلها أغلب الساسة في الانتخابات, بوعود كاذبة تتبخر, بعد تشكيل كل حكومة, ليبقوا تحت تأثير الوعود, لأربع سنوات أخرى.

كانت الاحتجاجات قد اندلعت في العراق, عام 2019 من قبل الخريجين, ومن أصحاب الشهادات العليا, كونهم الأكثر ضرراً ووعياً, و بسبب عدم استقطابهم, من قبل الحكومات المتعاقبة, والاستفادة من أفكارهم, وتوجيهها لخدمة العراق, وقد استطاع أولئك الشباب, من تحفيز الفئات الأخرى, بالمشاركة في الاحتجاجات, لتجتاح كل المحافظات الوسطى والجنوبية, ما دعا بعض متحيني الفرص, من ركوب الموجة الشبابية, سواءً كانت تلك الفعاليات, بتدخلات خارجية إقليمية أو دولية, أو من بعض الساسة من الداخل.

تأزم الوضع وتفاقم, ليسقط المئات من الشهداء والجرحى, أيدت المرجعية العليا, مطالب المحتجين السلميين, وطالبت بكشف المتجاوزين عليهم, والقصاص ممن تصدى بالسلاح لهم, مستهيناً بأرواح الشباب, إلا أن خلط الأوراق من المندسين, وتصعيد المطالب السريع, وحال العراق غير المستقر, أدى إلى ضياع الفرصة , في التغيير نحو الإصلاح, وتقديم ما يليق بفئة الشباب المنتفض, ليتحول الهدف إلى ثورة لتغيير النظام.

أصبحت الحركة الشبابية, قوة ضاغطة كبيرة, بعيدة المنال عن كبحها, في ظل مطلب تغيير الحكومات, إنَّ شعورهم بسرقة الجهود, وكشفهم لوعود الهادفة لتسويف مطالبهم, جعلت من  المتصدين, يغيرون جلودهم كل يوم, وتكاثرت الاتهامات المتبادلة لأغلب الأطراف, فمنهم من وصف المحتجين, بلغة الجمع لا التبعيض, بالجوكرية وأبناء السفارات, ليقابلهم الطرف الآخر بوصف الذيول.

صراعٌ لم يجد تشخيصاً دقيقا, لما يمر به العراق, من عاصفة مُدمرة, فالصراع معقد مشترك ما بين من يريد؛ خلق حَربٍ أهلية, للتغطية على الفساد, وفئةٌ تعمل على, الانتقام ممن دَحَرَ داعش, وخارجياً هناك الصراع بين, المحتل الأمريكي والجارة إيران, وخوف دول الخليج من صفاء جو العراق.

إنَّ ما يحتاجه المواطن العراقي, هو الوعي دون تَعصب, لمعرفة الفاسد من النزيه, وانتخابه تحت ظل حماية القانون, التي لا تسمح لأحدٍ, بالتعدي على أي مواطن, ومصادرة صوته أو شرائه.

"إن شباب العراق, كانوا وسيبقون عماد العراق وأمَلهُ, في بناء دولة قوية مقتدرة, ذات سيادة وعزة وكرامة" السيد عمار الحكيم_ زعيم تيار الحكمة العراقي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/02/22



كتابة تعليق لموضوع :  الشباب.. الذي يرعب الفاسدين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net