الهدايات العلية في الموعظة النقوية ( 3-3)
الشيخ صادق الحاج احمد الدجيلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 القسم الثالث:

الهداية السادسة عشر: مخاطبة القلب 

فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ (159)ال عمران

أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23)الجاثية

      فالقلب مصدر المحبة، والبغض، والرحمة، والقسوة، والحياة الانسانية قائمة على القلب ، قلب الام، قلب الاب، قلب الزوجة، قلب الزوج، قلب الارحام والاخلاء وهكذا 

  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (القلب ملك وله جنود، فإذا صلح الملك صلحت جنوده وإذا فسد الملك فسدت جنوده.

 إمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي - محمد علي البار - الصفحة ١٤٤

 عن الإمام الصادق (عليه السلام): (موضع العقل الدماغ والقسوة والرقة في القلب).

قَالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: إِنَّ الله لا يَنْظُرُ إِلى أَجْسامِكْم، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ " رواه مسلم.

معاني الأخبار: العطار عن أبيه، عن ابن أبان، عن ابن أورمة، عن محمد بن خالد، عن هارون، عن المفضل، عن سعد الخفاف، عن أبي جعفر عليه السلام، قال:
القلوب أربعة: قلب فيه نفاق وإيمان، وقلب منكوس، وقلب مطبوع، وقلب أزهر أنور، قلت: ما الأزهر، قال فيه كهيئة السراج، فأما المطبوع فقلب المنافق، وأما الأزهر فقلب المؤمن إن أعطاه الله عز وجل شكر، وإن ابتلاه صبر، وأما المنكوس فقلب المشرك، ثم قرأ هذه الآية "

 أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم " الملك: ٢٣  

. وأما القلب الذي فيه إيمان ونفاق، فهم قوم كانوا بالطائف فان أدرك أحدهم أجله على نفاقه هلك، وإن أدرك على إيمانه نجا. بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦٧ - الصفحة  ٥٢

   وعنه (عليه السلام): اعلموا أن الله سبحانه لم يمدح من القلوب إلا أوعاها للحكمة، ومن الناس إلا أسرعهم إلى الحق إجابة) غرر الحكم: ١١٠٠٥، ٣٤٤٩، ٣٠٧٨. 

    فالامام الهادي، خاطب فلب هذا الرجل وجلسائه، فقدم اليهم الموعظة والنصيحة، حتى انقلب هذا الرجل استشعر الرقة، وبكى حتى صارت دموعه على لحيته. 

الهداية السابعة عشر: 

وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99) الحجر

 مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ﴿42﴾ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴿43﴾ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ﴿44﴾ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ﴿45﴾ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ﴿46﴾ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ ﴿47﴾ فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ﴿48﴾ المدثر

وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ۚ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14) النمل

الإمام علي (عليه السلام): ما رأيت إيمانا مع يقين، أشبه منه بشك على هذا الإنسان، إنه كل يوم يودع إلى القبور، ويشيع، وإلى غرور.

ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٤ - الصفحة ٢٩٥٦

الهداية الثامنة عشر: قدرة الله تعالى على كل شي.

 قدرة الله تعالى وانه على كل شي قدير

يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ ۖ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٢٠﴾البقرة 

  بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ٢٤٧

    عنه عليه السلام: وأرانا من ملكوت قدرته، وعجائب ما نطقت به آثار حكمته، واعتراف الحاجة من الخلق إلى أن يقيمها بمساك قدرته ما دلنا باضطرار قيام الحجة له على معرفته.

نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ١ - الصفحة ١٦٣

 وعنه عليه السلام: فطر الخلائق بقدرته ومن شوااهد قدرته موت الانسان وما يحصل به بعد موته قال عليه السلام: ومن خطبة له عليه السلام يذكر فيها عجيب خلقة الطاووس

  أَقَامَ مِنْ شَوَاهِدِ الْبَيِّنَاتِ عَلَى لَطِيفِ صَنْعَتِهِ وَعَظِيمِ قُدْرَتِهِ [165]

 

التضاد الكوني: 

قانون التضاد: وهو قانون يحكم عالم الامكان باسره، فيوجد عندنا قانون التضاد الكوني، فالليل والنهار، والحرارة والبرودة، صلب يابس، قريب بعيد، لين قوي وهكذا حركة سكون ضياء ظلام وهكذا.

إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ  (164)البقرة.

إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ ﴿٦﴾ يونس

تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ۖ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ۖ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27)ال عمران.

قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تُحْصِنُونَ (48)يوسف

قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تُحْصِنُونَ (48)  )الانعام

وهناك تضاد شرعي كما في قوله تعالى:

 الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً  274)البقرة.

إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3)الانسان.

كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ  (187)البقرة.

 وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ ۚ قَلِيلًا مَّا تَتَذَكَّرُونَ (58)غافر.         

وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ۚ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37)فصلت.

التضاد العرفي:

فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82) التوبة.

قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) نوح.

التضاد: في الموت والحياة، والعزة والذلة، والخدم والحشم، والانفراد والوحدة في قبره قال تعالى: 

الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الملك

الهداية التاسعة عشر: الكلام حسب المقام:

    يعبر عنه في البلاغة، جريان الكلام على مقتضى الحال، ومناسبة الكلام مع الزمان والمكان والمخاطب: 

 وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)البقرة.

    فهم منكرون وغير مستمعين لمن ينصحهم ويهديهم، فجاء الرد بموكدات متعددة، منها (الا) الاستفتاحية، و( ان)، وضمير(هم)، و(ال)، وقال تعالى: 

لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ ۚ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (67)الانعام

 

    قال ابن عباس وغير واحد : أي لكل نبأ حقيقة ، أي : لكل خبر وقوع ، ولو بعد حين

 تفسير ابن كثير135.

والنبأ هو الخبر العظيم الذي يكون له اثر و فائدة، 

ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ 44 ال عمران.

فيكون المعنى ان لكل عظيم انذار وتبشير يكون فيه ويتحقق مضمونه

واشتهر عند العرب لكل مقام مقال:

يقال إن أول من قال الجملة الشهيرة: (لكل مقام مقال) هو الشاعر العباسي الشهير بشار بن برد  وذلك أنه كانت له جارية تسمى ربابة أعدت له طعاماً شهياً فأراد أن يشكرها أو يثني عليها بشكل شعري فقال:

ربابة ربة البيت

تصب الخل في الزيت

لها عشر دجاجات
وديك حسن الصوت

وعندما سمع جلساء بشار هذا قال له أحدهم: أمثلك أيها الشاعر الفحل يقول هذا الشعر؟ إنه لا يليق بك..
فقال بشار: هذا عند ربابة خير من قول امرئ القيس عندك.

مكر مفر مقبل مدبر معا

كجلمود صخر حطه السيل من عل

وقال بشار: هذا الشعر في مقامه أقوى..
ولكل مقام مقال 

   فاذن الكلام حسب المقامات: فنقول مثلا للعمى بصير، وللاعور كريم العين، وللمريض معافى، وهكذا.

   والامام عليه السلام: راى ان من المناسب لهذا الملك العباسي المتكبر، ان يذكره بمصيره، وما سيئول اليه، واي حالة في حفرة مظلمة، فراشها التراب، ويزوره الدود، وقد انزله الامام في حق منزله، وهو مصداق حديث النبي صلى الله تعالى عليه واله.

عنه (صلى الله عليه وآله): أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم 

 كنز العمال: 29179، 29216، 29284، 29282، 29011، 29283.

الهداية العشرون: 

     لماذا لم يستخدم الامام عليه السلام هدايته التكوينية، او قل ولايته التكوينية، يستخدم الامام ولايته التكوينية؛ بعد ان لا يبقى لذلك المخاطب، أي رادع، او صلاح، في الخطاب، وذلك كحادثة الامام الهادي عليه السلام،

 روي : ان المتوكل العباسي اراد ان يخجل الإمام الهادي (عليه السلام) بمحضر من الناس فصنع وليمة كبيرة دعا اليها جماعة من الوجوه والاعيان وعلى رأسهم الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام) ودعا اليها رجلاً هندياً يعرف بالسحر والشعوذة وطلب منه ان يصنع شيئاً في هذا الاجتماع يُخجل فيه الإمام (عليه السلام) ووعده ان قام بهذه المهمة الف دينار وجوائز اخرى فوافق الهندي على ذلك وطلب من المتوكل ان يحضر له ارغفة رقاقا من الخبز فأحضر له ذلك ، فلما اجتمع المدعوون ومد الإمام يده الى رغيف الخبز انفذ الهندي سحره فطار الرغيف فمد يده الى اخر فطار ايضاً فتضاحك الناس، فأشار الإمام الى صورة اسد كانت منقوشة على ستار فقال لها "خذي عدو الله" فوثبت الصورة (بعد ان صارت اسداً حقيقياً)وابتلعت الرجل الساحر، ثم عادت الصورة الى الستار. ففزع المتوكل ومن حضر مجلسه وصار يتوسل ويقسم على الإمام ان يرد الرجل فقال(عليه السلام) " والله لن تراه ابداً؛ تسلط اعداء الله على اولياء الله ؟" ثم خرج وتركهم خائفين فزعين. 

وهذا الرجل مصداق هذه الاية:

 

 وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ 6 لقمان  

     فاذن ما دام للنصيحة، والارشاد، والتوجيه محلا ومكان، فهو يفعل ذلك ولا يستخدم ولايته التكوينية مع هذا الرجل:   

الهداية الحادية والعشرون: قاعدة اياك اعني واسمعي يا جارة.

وهي من قواعد المشهورة عند العرب

القائل: سهل بن مالك الفزاريّ
أمّا القصّة: فإنّ سهل بن مالك الفزاريّ، خرجَ يريدُ النّعمان بن المنذر، ملك اليمن الشّهير.. وهو في طريقه إليه مرّ على قبيلة طيء...
فسألَ: من سيّد القوم؟
فقيل له: حارثة بن لَأَم
فقصده، فلم يجده، فقالتْ له أختُ حارثة: انزلْ على الرّحب والسّعة، عما قليل يعود حارثة. فنزلَ سهلٌ، ثمّ بعد قليل خرجتْ، فإذا بها جميلة فاتنة، عاقلة حصيفة، سيّدة بين النّساء! فوقعتْ في قلبه، فجلسَ محتاراً لا يدري كيف يخبرها بإعجابه بها، فجلس في فناء خيمتها وهي تسمع، وقال:
يا أُختَ خير البدو والحضارة
كيف ترينَ في فتى فزارة
أصبحَ يهوى حُرّةً معطارة
إيّاكِ أعني، واسمعي يا جارة!
فلمّا سمعتْ قوله، قالتْ:
إنّي أقولُ يا فتى فزارة
لا أبتغي الزّوج ولا الدّعارة
ولا فراق أهل هذي الحارة
فارحلْ إلى أهلك باستخارة
فقال: واسوأتاه، واللهِ ما أردتُ مُنكَراً!
فقالتْ له: صدقتَ!
فكأنّها تسرّعتْ في رفضها، إذ أعجبها كما أعجبته، وارتحلَ إلى النّعمان، وفي طريق عودته، نزَلَ على أخيها حارثة، فأرسلت إليه، أن اخطبني من أخي إن كان لكَ بي حاجة! فخطبها، وتزوّجها، وسار بها إلى قومه!

وسار بها الى اهله وحكا لهم ما مر به فذهبن مثلا، 

وهذه القاعدة من القواعد القرانية التفسيرية: فقد روي، فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن! فأخبرني عن قول الله عز وجل:
(عفا الله عنك لم أذنت لهم) (3).
فقال الرضا عليه السلام: هذا مما نزل (بإياك أعني واسمعي يا جارة) خاطب الله بذلك نبيه صلى الله عليه وآله وأراد به أمته، وكذلك قوله تعالى: (لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) (4) وقوله عز وجل: (ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا) الاحتجاج - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٢٢٢

والمقصود من القاعدة: ان المخاطب شخص، والمضمون يراد به غير ذلك المخاطب، كما هو واضح في الايات المتقدمة، وهو وارد في الادعية كثيرا،

ومثال ذلك ما ورد في دعاء كميل:
( اللهم اغفر لي كل ذنب اذنبته ...) فالامام الهدي عليه السلام، تكلم في شعر عن مصير الملوك، بصورة عامة، ولكنه قصد به الجالس وجلسائه.

    ولله الحمــــــــد أولا واخر، وباطنا وظاهر، ويوم تبلى الســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرائر،

         والصــــــــــــــــــــــلاة على النبـــــــــــــــــــــي الخاتم، والرسول الاكــــــــــــــــــــــــــــــــــــرم،

           وعلى اله الاخيار، المصطفين الابرار، ال محمد الاطهار،

             هذه البضاعة المزجاة، خطها عبدكم، والطالب رفدكم

الموضوع السابق قول ما لأيمكن قوله قراءة في لبابة السر رواية شوقي كريم حسن

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat