صفحة الكاتب : عبد الهادي البابي

هستيريا الإعلام العربي ضد سوريا..!
عبد الهادي البابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كلنا يرى ويسمع يومياً عشرات القنوات العربية وهي تصب جام غضبها على النظام السوري وتنعته بأشد النعوت مثل :حليف الفرس المجوس ..وقاتل الشعب..والنظام الهمجي..وغيرها من الصفات المشينة ..والجميع رأى كل ذلك الحقد والكذب والتلفيق الذي تمارسه هذه المحطات الفضائية العربية بحق هذا البلد العربي وهي تحاول قلب الحقائق وتشويه الصورة الحقيقية لمايجري في داخل سوريا..
عصابات القاعدة في سوريا تهيء ملاعب كرة القدم  لرجم النساء السافرات كما فعلوا في قندهار !!
إن مايحصل من تكالب بعض القنوات العربية على التحريض والتمرد والتخريب في سوريا هو جزء من الأستهداف الشامل للمنظومة السياسية التي لازالت تعتبر خارج مظلة التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب للأراضي العربية والذي يمارس القتل والتشريد والأقصاء بحق الشعب العربي الفسطيني يومياً دون رادع أو نكير ..وبمباركة الولايات المتحدة الأمريكية التي نصّبت نفسها راعية لحركات الشعوب وثوراتها وكأنها جمعية إرشادية لتأهيل وتوجيه ومساعدة شعوب المنطقة ..!   
إن هذا التظليل والتحريض الإعلامي العربي الذي يقوده بعض رجالات الدين وأمراء السياسة في دول الخليج يذكرنا بالجاهلية الأولى ..والحقد الجاهلي الأعمى ، هذا التلفيق وهذا الدجل والنفاق والتظليل والتحريض العجيب أنه شيء غير مسبوق في تاريخ الإعلام العربي !!
لقد سقط النقاب عن الوجوه الحاقدة ، وباتت حقيقة المتآمرين سافرة..!
وفي الحقيقة أن هذا الإستهداف هو أستهداف مركب بالواقع فهو يشمل كل مجالات الحياة الفكرية والسياسية والأقتصادية والدينية والإجتماعية والإعلامية ، وهو أيضاً أستهداف نفسي .فهو أستهداف مركب لهذه المنطقة الحيوية من العالم .. فقد أشتغلت عليه عقول كثيرة ومراكز أبحاث مشبوهة وخططت له جهات خارجية لتنفيذ مشروع خارجي يراد منه تمزيق المنطقة بالكامل وجعلها بؤرة للعصابات المجرمة من القاعدة والتيارت السلفية الهوجاء التي لاتفكر في دولة مدنية ولاتعنيها الديمقراطية أبداً ، وكل مايعنيها هو كيف تقيم الحد وترجم النساء السافرات والمتبرجات في ملاعب كرة القدم على الطريقة الطالبانية في قندهار ، أو كيف تذبح وتقتل من يخالفهم بالعقيدة  على الطريقة الزرقاوية ذائعة الصيت في العراق ، أو في أي مكان يفجرون أجسادهم النتنة وسط حشود الأبرياء على طريقة أبو حمزة المصري و أبو أنس الليبي وغيرهم من أيتام المقبور أسامة بن لادن ..!!
إن هذه الحملة الإعلامية المسعورة  وهذا الهيجان  المسعور على سوريا والذي بدأ مع بداية هذه المؤامرة الكبيرة أنه إعلام يقوم على التظليل والتطبيل ويقوم على قلب الحقائق والوقائع عبر وسائل قذرة وأولها سفك دماء الإبرياء من أبناء الشعب السوري وقتلهم على طريقة  (عصابات القاعدة) بطرق وحشية ثم يصورونها ويسربونها إلى الفضائيات العربية التي أستلمت الآوامر سلفاً من شيوخ وسلفية الخليج وأمرائهم ، ثم يقومون بعرض أجساد الضحايا والقتلى على فضائياتهم على  أنها جرائم أرتكبتها قوات الجيش السوري وقوات حفظ النظام ..!!وهناك مئات الشهادات من أهالي تلك المناطق الذين تحدثوا عن قيام المجموعات الأرهابية من خطف الناس من بيوتهم ثم تجميعهم في مكان واحد وتقييدهم والقيام بقتلهم والتمثيل بجثثهم ورميها في الشوارع على أنها جثث قتلت بسبب القصف أو بسبب أقتحام قوات الجيش لتلك المناطق السكانية ، في الوقت الذي قتل هؤلاء الأبرياء بيد العصابات الأجرامية المسلحة القادمة من كل شذاذ الأرض من أفغانستان وباكستان واليمن وليبيا والصومال والعراق وغيرها من المناطق التي كانت ميداناً ومسرحاً  لهذه العصابات الدموية المجرمة ..!!
القوى التي تقاتل في سوريا قوى رجعية ظلامية لاتحمل فكراً ولاتمتلك مشروعاً مدنيا جديداً..!
لقد سقط النقاب عن الوجوه الحاقدة ، وباتت حقيقة المتآمرين سافرة ، أنه زمن الفجور السياسي العربي والفحشاء الإعلامية الحاقدة والأرتدادات الفكرية الهوجاء  التي تعيش في أجواء هذا المناخ الوحشي المتمثل بالسلوك العدواني لهذه الجهات التي تريد الخراب للمنطقة تحت مجموعة واهية ومأزومة من العقد التكفيرية .مثل محاربة وأيقاف الخطر الأيراني المجوسي ..والخطر الشيعي القادم من العراق ..والخطر الحوثي في اليمن ..والخطر الصوفي في مصر  وغيرها من الأخطار الوهمية التي صاغتها وأبتدعتها عقلية مأزومة بالعقد الفاسدة وتريد أن تجعل منها مشروعاً كبيراً  لأصحاب هذه الأفكار السوداوية ، وأشد ما يؤلم القلب ويقرح الفؤاد أننا نرى الدولة الصهيونية الغاصبة للأراضي العربية والإسلامية آمنة ومطمئنة ومسرورة جداً بهذه التحول الكبير  في الإعلام العربي الجديد ..!!
أننا جميعاً ندرك بأن مايحصل في سوريا ليس ثورة بالمعنى الذي نقصده من الثورة ، لأن  الثورة هي عبارة عن أنتقال من مرحلة أدنى إلى مرحلة أعلى ، وهي تعتمد على حوامل وقوى ذات مضمون تقدمي بالبعد الإجتماعي والبعد الإقتصادي والبعد السياسي ، أما أن يطلق على مايجري اليوم في سوريا على أنه ثورة ..فاعتقد بأن كلمة الثورة هنا ملوثة وقذرة مقارنة مع هذه القوى الأجرامية التي تسمي نفسها ثورية ، فهي قوى رجعية ظلامية لاتحمل فكراً ولاعندها مشروعاً مدنيا جديداً ..أنما مشروعها الرئيسي الأول والأخير هو أيقاف الزحف الشيعي المجوسي القادم من العراق وإيران ..ومن ثم رجم النساء السافرات في ملاعب كرة القدم وبعدها قتل كل الحلاقين الذين يحلقون اللحى لأنهم يغيرون خلق الله ..!! مبروك على عرب الخليج آلتهم الإعلامية الجديدة ....ومبروك عليهم مشروعهم الثوري الجديد ...الذي نتمنى أن يرتد عليهم قريباً ، وعندها سيندمون طويلاً ..ولات حين مناص  !!!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الهادي البابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/13



كتابة تعليق لموضوع : هستيريا الإعلام العربي ضد سوريا..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net