الأستاذ تيسير خالد اغبارية والكتابة التاريخية
شاكر فريد حسن
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
شاكر فريد حسن

تعود علاقتي بالكاتب والموثق الفحماوي الأستاذ تيسير خالد اغبارية إلى سنين طويلة، حيث ربطتنا صداقة أخوية وعلاقة فكرية، وجمعنا الفكر السياسي والحزبي والتنظيم الواحد، في ذلك الزمن الجميل، زمن المبادئ والقيم والنقاء الثوري. وكم جلسنا في بيته العامر نتجاذب أطراف الحديث، ونتبادل هموم الكتابة والقلم، وقضايا شعبنا الوطنية والاجتماعية، وموضوعات الساعة، والكثير الكثير من الأجندات.
عُرِفَ الأستاذ تيسير خالد اغبارية كناشط سياسي وعضو السكرتارية القطرية للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وكنقابي ممثلًا للجبهة في نقابة المعلمين واللجنة التنفيذية للهستدروت، ومعلمًا في سلك التدريس بأم الفحم حتى خروجه للتقاعد.
وهو كاتب وموثق للرواية التاريخية الفلسطينية والفحماوية، ولكفاح شعبنا البطولي، وصحفي قدير أشغل المحرر المسؤول ورئيس تحرير صحيفة "الروحة" المحلية التي كانت تصدر في ام الفحم العام 1992، ولكنها لم تعمر طويلًا، وتوقفت عن الصدور نتيجة شح الموارد وغياب الدعم المالي. وكانت له فيها زاوية بعنوان "شموع ملونة" طرح من خلالها الكثير من المسائل والقضايا الاجتماعية والمحلية والعامة. ثم ساهم في العمل والكتابة بصحيفة " مرج ابن عامر" التي كان يرأس تحريرها الصحفي باسم داهود.
وللأستاذ تيسير خالد اغبارية الكثير من المقالات السياسية والاجتماعية والتربوية والنقابية التي نشرها في صحيفة " الاتحاد" ومجلات" الجديد" و " الغد"، و " التقدم" وغيرها.
وصدر له كتابان، هما : " عرين الثوار " العام 1988، و" شمس الروحة " العام 1990.
وكتابه "عرين الثوار"، الذي قدم له الكاتب الراحل إميل حبيبي، هو صفحات وطنية وكفاحية يرويها المناضل الشيوعي الراحل محمد شريدي وآخرون، عن أم الفحم ما بين السنوات 1935- 1965.
ويشير الأستاذ تيسير في استهلال الكتاب إلى اختياره الراوي المركزي لهذه الصفحات التاريخية المرحوم محمد يوسف شريدي (أبو سامي) كنموذج للبطل المناضل، المضحي، والشخصية الفذة، التي رأى بسيرة حياتها الشمعة التي تعجز كل ظلمات العالم عن اطفائها.
ويشكل هذا الكتاب التاريخي التوثيقي مرجعًا شعبيًا واكاديميًا لأم الفحم ومنطقتها، وتاريخ الثورة والكفاح الوطني الفلسطيني.
أما كتابه الثاني " شمس الروحة " فيلقي الضوء على تاريخ قرية معاوية ومنطقة الروحة والقرى الفحماوية المهدمة، البطيمات، البواشات، بير الصفصاف، واللجون. وفيه يتعرض لتاريخ وجغرافية الأرض، والمصادرة، وصمود الاهالي ودفاع الفلاحين عن أراضيهم وتصميم جماهيرنا على البقاء في الوطن وإفشال مشاريع الاقتلاع والترحيل.
وكت يقول المرحوم القس شحادة شحادة، رئيس لجنة الدفاع عن الأراضي، في التقديم : " هذا الكتاب يحكي عن جغرافية المكان بجباله ووديانه عن بيوته وعيونه، يتكلم بلغة الناس وأحاسيسهم كي تعرف أيها القارئ مدى الحب والتقديس لهذه الأرض والتشبث بها، وكي تعلم أيها القارئ أننا لا نزال في خطر داهم، وأنه علينا ان نوحد صفوفنا في وجه الطاغية الذي لا يهتم إلا بنفسه ويتعالى عن ما تحدثه أفعاله، ويتصامم عن صرخات شعبنا المتألم".
ولكن من المؤسف أن الأستاذ تيسير خالد، غاب عن المشهد السياسي والكتابي منذ سنوات، وترك الميدان لحميدان كما يقولون. ولكن كم كانت غبطتي ومدى سروري عندما فتح حسابًا في موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، وراح يكتب التعقيبات.
فالتحية الخالصة لصديقي وأخي تيسر خالد اغبارية، وكلنا أمل أن يشحذ قلمه من جديد، ويعود لمواصلة مشوار العطاء والكتابة، وإننا لعلى ثقة تامة أن في جعبته الكثير مما سيقوله ويدونه، ونرجو له الصحة والعافية
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat