صفحة الكاتب : حسن الخفاجي

الحنين لصدام حسين في زمن الديمقراطية !
حسن الخفاجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أثناء حملة صدام "الإيمانية" , التي اختتمها بكتابة القران بدمه صلى"أمير المؤمنين" عزت الدوري صلاة استسقاء "بالجمع المؤمن" من قياديي البعث وأنصاره , بعدما  أصاب العراق الجدب وانقطع المطر. بعد  أيام قليلة هطلت الأمطار .اعتقد العراقيون ان عزت الدوري (يشوّر) وان الله استجاب لصلاته , لكننا اكتشفنا لاحقا أن البعث خدعنا مرة أخرى , لان الأنواء الجوية بإمكانها ان تعطيك حالة الجو لأسبوع على اقل تقدير. عزت الدوري كان يعرف بموعد المطر قبل صلاته وما صلاته إلا لإقناع الناس بالحملة الإيمانية لا لهطول المطر !.

ثمة مسائل واضحة لا حاجة لصلاة عزت وغيره , أو لذكاء وفهلوة لمعرفتها , بالخصوص لمن يعملون في السياسة , ومن يملكون وعيا  يميزهم عن اقرأنهم.

السادة النواب كانوا يعرفون جيدا ان  مسالة السيارات المصفحة  وغيرها مما اقر من امتيازات  في الجلسة الأخيرة خطأ لا بل خطيئة وظلم , لكنهم كانوا يتصورون أنها ستمر مثل سابقاتها من قرارات ضمنت لهم امتيازات . ان  ما صرح به بعض النواب بأنهم يريدون ان يتساووا  مع أقرانهم في السلطة التنفيذية مخطئون , لأنهم يمثلون الشعب وهم من يجب ان يحاسب الحكومة ويقف بوجهها إن أخطأت , بدل ان يردعوا المخطئ سارعوا لارتكاب الخطأ ذاته . ان ما صرح به السيد النجيفي من ان: "مجلس النواب تعرض الى حملة ظالمة بسبب السيارات المصفحة "  كان خطأ آخر . أقول للسيد النجيفي: الحملة ضد قراركم الباطل  لتخصيص مبالغ لشراء السيارات كانت حملة  وطنية. الظلم كله كان في  تصويتكم  لمصلحة شراء سيارات , الدليل ان أغلبكم صوت لمصلحة القرار في الخفاء وتبرأ منه في العلن .
أيوجد نفاق وباطل وتدليس أكثر من هذا ؟.

بعد مقالي السابق سرقة "حلال" وصلني كم كبير من الرسائل , نشرت مواقع عربية لا اعرفها من قبل المقال. وصلتني رسائل ظاهرها  "مدحي بالدفاع عن العراق ", باطنها ذم العملية السياسية حتى ان احدهم كتب لي "كنت بوقا للحكومة وها أنت تنقلب ضدها".

العودة إلى أرشيفي يثبت انني لم أكن بوقا لأحد .أتشرف ان أغرد للديمقراطية ولا أكون  ذليلا بزمن الدكتاتورية  , على هؤلاء وعلى غيرهم ان لايفرحوا بنقدنا لممارسات وأشخاص في زمن ديمقراطي  جميل سمح لنا بنقدهم بشدة , عليهم ان يفرقوا بين مناصرتنا للتجربة الديمقراطية وموقفنا المبدئي الواضح  من البعث ونظام حكمه , سواء كان في العراق أو سورية , وموقفنا المبدئي من الأخطاء والممارسات المرافقة للعملية الديمقراطية .

ننتقد  تضمين الميزانية بند  شراء سيارات للنواب , لكننا نعرف كم هي ميزانية العراق , كم هي واردات النفط ,  في حين إننا لم نعرف .. كم هي واردات العراق من النفط طوال 35 سنة وأين صرفت !؟ .

لا يحاول البعثيون وأنصارهم خلط الأوراق , ولا يمكنهم خداع الناس ليحنوا لظلم صدام وعهده البائد بأساليب ملغومة خبرناها .

لا يفرح البعثيون لأنني وغيري الكثير من ضحايا البعث والقومجية  مازلنا نغرد للزمن الديمقراطي الجميل وسنستمر, على الرغم مما فيه من تجاوزات وأخطاء , وما ارتكبه البعثيون وأذنابهم من مجازر.

مثلما ان عزت الدوري كان يعلم في المطر  قبل  صلاة الاستسقاء فان من ذهبوا للسعودية يرومون  عودة العلاقات , يعرفون ان السعودية لا يمكن ان تمد يدها لنظام حكم ديمقراطي  فيه تداول سلطة في بلد يجاورها , لذلك عمدت السعودية لإعدام اثنين من العراقيين أثناء مفاوضات  الوفد العراقي في السعودية ,  ليقولوا للوفد بصريح العبارة أننا لا نرغب بزيارتكم .. فهل سيتعضون ؟ .

من كتب لي مؤيدا ومن عارضني ولمن كتب لي: "أنني أسير في درب مليء بالأشواك" اذكر الجميع بقول الإمام علي عليه السلام (لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسن الخفاجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/11



كتابة تعليق لموضوع : الحنين لصدام حسين في زمن الديمقراطية !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ميزر ، في 2012/03/11 .

ان مايدمي القلب هو واقولها بصراحة عدم الحكمة باتخاذ القرار من قبل الحكومة العراقية في الذهاب الى السعودية وحتى الصغيرة قطر رغم ثقتي بانهم يعرفون ان لاخير يؤمل من هاتين الدولتين وكان الاجدر بنا ان نرمم بيتنا الذي هدمناه بأيدينا وذلك بأدخال البعثيين والصداميين والارهابيين بالعملية السياسية وكاننا قصر وسنزيد الطين بلة بالسماح لدولة مثل السعودية للتدخل في شؤوننا بحجة العودة للحضن العربي المزيف ويكفي موقفهم المشين من مايجري من احداث في البحرين ومؤامرتهم وانقلابهم على الثورة اليمنية ودعمهم الاعمى لقتل الشعب السوري حتى تكون البوابة المشرعة لتنفيذ اجنداتهم بالعراق وكأنهم لم يكتفوا من قتلنا طيلة السنوات الماضية ولن اطرح المزيد واقول للعراقيين تذكروا حسن النية لدى السعودية بقطعها رؤوس العراقيين المتجاوزين للحدود تحياتي




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net