صفحة الكاتب : علي جابر الفتلاوي

هجوم حديثة على ماذا يؤشر ؟
علي جابر الفتلاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هجوم حديثة الارهابي على قواتنا الامنية يعطي لنا عدة مؤشرات ،فالهجوم يدلل على ان الارهاب خاصة ارهاب القاعدة المتحالف مع  بعض  الجهات  الداخلية  المرتبطة  باجندة خارجية ، لا دين له ،  ولا  يميز بين عراقي واخر ، بل  جميع  العراقيين  هم اهداف للارهاب ، كما تؤشر جريمة حديثة على  ان  مؤسسات  الدولة  ورموز  هذه المؤسسة هم المستهدفون في أي منطقة من مناطق  العراق  ، لان  العداء  اصلا  هو للعملية السياسية الجديدة في العراق ، ولاي جهة تدعم هذه العملية  السياسية ،  بغض النظر عن الانتماء الديني او المذهبي او القومي  او المناطقي ، ونود الاشارة الى ان بعض المتسسللين داخل مؤسسات الدولة ممن يعادون العملية السياسية ،  لهذا السبب او ذاك هؤلاء يشكلون خطرا كبيرا على الدولة كونهم يقدمون المعلومات والتسهيلات للارهابيين،فأي شخص متسلل داخل مؤسسات  الدولة  وهو  يعادي العملية  السياسية انما  يعمل  وفق  الاجندات المرسومة له ،  من  دوائر خارجية  معادية  ، لان  الغاية  هو افشال العملية السياسية اوعلى الاقل تشويهها ، اوعرقلة عملها ، خدمة  للاجندات  التي تسّير هؤلاء الاعداء للشعب العراقي .
تعتبرجريمة حديثة  جرس  انذار للقادة  الوطنيين  العراقيين  من  سياسيين او غيرهم  الذين يحرصون على ازدهار العملية السياسية وعلى سلامتها ،  لمراجعة  عدة  امور منها ان المؤسسة الامنية والعسكرية ربما توجد فيها اختراقات تسهل عمل الارهابيين وربما تعطيهم غطاء رسميا ، وهذا يستلزم اعادة النظر في تدقيق هوية جميع منتسبي الاجهزة الامنية ، للتأكد من سلامتهم المهنية ، والتزامهم  بالمشروع  السياسي الجديد في العراق ، وعدم ارتباطهم بأي جهة معادية للعراق وللوضع الجديد فيه ، وفي اثناء ممارسة الواجب وحصول خطأ ما ، يجب التدقيق في هذا الخطأ هل هو  خطأ عفوي ومهني فحسب ، ام خطأ مقصود، وان كان مقصودا لابد من التعرف على  دوافع هذا الخطأ المقصود والجهات التي تقف خلفه ، ويفترض اتخاذ مثل هذه  الاجراءات  منذ افتضاح قضية طارق الهاشمي، كذلك تؤشر جريمة حديثة على ضرورة اعادة النظر في القيادات الامنية ، ومن الخطأ ان يبقى القائد الامني في منصبه فترة طويلة  سيما اذا تكررت الاختراقات الامنية في قاطعه ، قد تقع الاختراقات رغم تحوطات الامان التي يتخذها القائد ، ولا علاقة لنواياه بوقوعها ، لكن يمكن ان تكون بسبب  الضعف او التهاون او اللامبالاة ، اوغير ذلك من الامور ، هناك مواصفات يجب  ان يتصف بها القائد ، واخرى يجب ان يبتعد عنها كل قائد ،كل هذه المعاييريجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار عند تعيين أي قائد .
وتؤشر جريمة حديثة ايضا ، الى ان هناك جيوبا للقاعدة ، يتعاون معها فلول لحزب البعث الدموي ، لا زالت تشكل خطرا في بعض المناطق ، كما تؤكد  الجريمة  على ان هناك حواضن للارهاب في تلك المناطق التي تتعرض للارهاب ، او التهديد ولا بد من كشف هذه الحواضن ، بالاستعانة بالجهد الاستخباري ، ووقوع هذه  الجريمة بهذه السهولة ، وتقديم هذه التضحيات الكبيرة من الشرطة ، دليل على ضعف الجهد الاستخباري او انعدامه ، ودليل ايضا على ان التعاون والتنسيق بين الاجهزة الامنية المختلفة غيرموجود اوانه ضعيف ، كذلك تؤشرهذه الجريمة على ان الدعم الخارجي للمجموعات الارهابية لا زال موجودا ، وان  هناك  جهات  سياسية  تسهل هذا الدعم وتغطي عليه ،وتعطي العملية الاجرامية في حديثة كذلك رسالة مهمة للشعب العراقي الى ان هناك بعض الاطراف السياسية ، وربما  بعض هذه  الاطراف  موجود  داخل العملية السياسية تستغل مثل هذه الجرائم لتلعب على وتر الطائفية ،وتحاول ان تعطي انطباعا ان هناك استهدافا طائفيا من قبل  طائفة  اخرى ، او استهداف  سياسي  لجهة سياسية معينة ، وقد  سمعنا  مثل هذه التصريحات المغرضة من بعض السياسيين في الاعلام ، الخلاصة التي نتوصل اليها ، ان الشعب العراقي بكل مكوناته مستهدف من الارهاب،وان بعض السياسيين،وبعض مدعي الدين من السلفيين، واصحاب الدعوات التكفيرية ، الذين يريدون ان يعطوا انطباعا للاخرين على ان هناك استهدافا طائفيا او ان هناك تهميشا لطائفة على حساب اخرى  ، ان هؤلاء  الادعياء  من  السياسيين  او غيرهم انما هم كاذبون، ويعبرون عن نواياهم السيئة وبتصريحاتهم هذه التي يريدون منها تأجيج نار الطائفية من جديد بعد ان قُبرت ، انما يؤكدون على  ارتباطهم  بدوائر خارجية ، لان اعداء الشعب العراقي لا يهمهم من يقتل ، بل هدفهم القتل فحسب  من اجل ارباك الوضع العام ، والانتقام من الشعب الصامد ، ومن قواه  الامنية المخلصة للشعب والوطن  ، وافشال المشروع السياسي الجديد في العراق او تعويقه .
A_fatlawy@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي جابر الفتلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/10



كتابة تعليق لموضوع : هجوم حديثة على ماذا يؤشر ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : علي جابر الفتلاوي ، في 2012/03/13 .

الفاضلة الانيقة الاولى السلام عليكم شكرا لتقديرك العالي وشكرا لمروركم الكريم تحياتي لك
علي جابر الفتلاوي

• (2) - كتب : الانيقه الاولى ، في 2012/03/13 .

احسنت استاذي الفاضل على مقالك الرائع فانت يشهد لك التاريخ في كل وقت وحدث لك مقال رائع جزاك الله خيرا ودمت سالما لخدمه وطننا العزيز والامه الاسلاميه ولك مني اجمل ايات الود والحب والاحترام (الانيقه الولى)




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net