من هو "إقبال مسيح" وما هي قصته وكيف اصبح رمزا في باكستان
الأسطورة "إقبال مسيح" هو طفل باكستاني ويعتبر الرمز العالمي الأول لمكافحة استرقاق وعمالة الأطفال في العالم النامي.. تم بيع المسكين وهو في سن الرابعة من عمره من أجل الإستعباد للعمل في إحدى مصانع السجاد الكبرى بسبب الفقر الشديد، تضرع في سنوات صباه مرار الذل وجحيمه ... كبر الفتي وعندما أصبح مراهقا هرب ونجح في تحرير عدد كبير من الأطفال، وكانت نتيجة إنسانيته القتل رميًا بالرصاص.
ولد "إقبال مسيح" في عام 1983 في مدينة تجارية بجوار لاهور بباكستان اسمها موريدكي، وبسبب الجوع والضنك المرير قامت عائلته ببيعه في سن الرابعة مقابل اقتراض مبلغ ضئيل جداً وهو 600 روبية (7،42 دولار) من صاحب معمل للسجاد، وفي المقابل، كان مطلوبا من إقبال العمل معه حتى يتم دفع ديون أسرته.
كان الطفل المُعذب يبدأ العمل قبل الفجر ويشق طريق العذاب المظلم إلى المصنع، حيث كان معظم الأطفال الآخرين يعملون وهم مقيدون بإحكام بسلاسل لمنع هروبهم.
كان الطفل يعمل لمدة 14 ساعة في اليوم، سبعة أيام في الأسبوع، مع وجود استراحة لمدة 30 دقيقة، وكان كل يوم عمل يساوي 3 سنتات فقط من ديون قرض أسرته.
في سن العاشرة، هرب إقبال من العبودية بعد علمه بأن طريقة عمله أصبحت غير قانونية من قبل المحكمة العليا في باكستان، ولكن ألقي القبض عليه من قبل الشرطة وتم اعادته إلى رب عمله.
هرب إقبال مرة ثانية وانضم إلى جبهة في باكستان تناضل من أجل وقف عمالة الأطفال في جميع أنحاء العالم. ساعد إقبال البطل أكثر من 3000 طفل باكستاني على الهروب والحصول على الحرية، وطاف العالم ليلقي خطابات حول عمالة الأطفال، وقرر إقبال الإقبال على الدراسة فأكمل أربع سنوات من الدراسة في غضون عامين.
تم اغتيال إقبال من قِبل شياطين الأرض في موريدكي يوم 16 أبريل 1995، بعد وقت قصير من عودته من رحلة في أمريكا، وحسب بعض الروايات أن قاتله هو أحد المزارعين، بينما يرجح آخرون سبب اغتياله لنشاطه في محاربة العبودية، وانتهت حياة البطل بجنازة لم يحضر فيها سوى ما يقرب من 800 من المشيعين فقط.
إنتقلت روحه للسماء ولكن حُفرت مسيرته في قلوب الأطفال والكبار، وكان ملهماً لإنشاء عدة منظمات مثل "حرروا الأطفال (Free the Children)"، وهي مؤسسة خيرية مقرها كندا، ومؤسسة Iqbal Masih Shaheed Children Foundation، التي أسست أكثر من 20 مدرسة في باكستان، وفي يناير 2009 أنشأ الكونغرس في الولايات المتحدة جائزة إقبال مسيح السنوية للقضاء على عمالة الأطفال.
في عام 1994، كان قد زار إقبال مدرسة في كوينسي، ماساتشوستس، وتحدث إلى طلاب الصف 7 عن حياته. وعندما علم الطلاب بخبر وفاته، قرروا جمع الأموال وبناء مدرسة تكريما له في باكستان.
عندما تفنى حياة المرء من أجل مبدأ أو فكرة صالحة، حتماً يكون هو الإسطورة بحق مهما كان عمره.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat