صفحة الكاتب : صادق درباش الخميس

أفول الشمس قصيدة رثاء الى امي
صادق درباش الخميس

مالي أرى سحباً دهْماء من عثن ِ ***** أهوالهنّ جلاء الخير والحسن ِ


والليل يطمر وجه البدر في حللكٍ ***** والصبح ينعى أفول الشمس في الزمن ِ


حتى النهار اتاني رأسه خضبا ً ***** قد شق جلبابه في ساحة الشجن ِ


الدهر والريح والايام تندبني ***** مستصرخات ٍ فناء البيت والركن ِ


بالله هذا عزاء الام ّ اسمعهُ ***** امْ زلزلت نفخ يوم النار والعدن ِ


ناديت أمَاه وسط الناس منذهلا ً ***** فلا جواباً ولا أيماء ينقذني


أمَاه لا تتركيني دونما خبر ٍ ***** فالموت لا يفصل حبّ الأم ّ للأبن ِ


على يدي اتاها الموت في عجل ٍ ***** يستل سيفاً عقيماً فاقد المنن ِ


لو كان حرباً لنازعت الجيوش لها ***** اسل سيفاً غليظاً وارد المحن ِ


مطاعنا ً دون أمّي حاسراً صلباً ***** هيهات تدنو سرايا الموت في الطعن ِ


لكن أمر العلى قد رف بيرقهُ ***** فاستسلم العقل للأقدار والسنن ِ



قد سوّر القلب والأكباد بالفتن ِ ***** واستوطن الجرح والآلام في البدن ِ


وأطلقت سحب الأجفان غلتها ***** تكوي الخدود بنار ٍ من لظى الدخن ِ


وشيّد النوح والآهات أسورتي***** وجثّت النفس وسط اليأس للوسن ِ


يلتاع قلبي سرير المهد اهجرهُ ***** مازلت ارغب للأكتاف والحضن ِ


كيف الرحيل وناب الجوع ينهشني ***** أني إلى الآن لم اشبع من اللبن ِ


أمَاه ردّي غيوم البعد بارقة ً ***** مازلت أخشى ظلام الليل والدجن ِ


أمَاه هبّت مآسي الدهر مسرعة ً ***** كما الخيول إذا هدّت بلا رسن ِ


أمَاه هذي زوايا البيت لاطمة ً ***** حتى الستائر والجدران من جنن ِ


حملت نعشك نواحاً ومضطربا ***** فكيف للقبر اهدي روعة الفنن ِ



يا حافر القبر وسعْ مضجع الكفن ِ ***** فهي الحياة بحجم الكون والوطن ِ


يا حافر القبر أنْ تدري مكانتها ***** شلّت يداك من الحسرات والحزن ِ


يا حافر القبر لا تنهي على عجل ٍ***** كي تطلق العين فيها دمعة الزمن ِ


يا حافر القبر مهلا كي أودعها ***** وداع أبن ٍ بدا شيخوخة الوهن ِ


يا حافر القبر اجعلني بجانبها ***** فكيف أمضي الى بيت ٍ بلا سكن ِ


واريتك الترب عن بدٍّ وعن مضض ٍ***** كأن ّ كفي نسى برا ً يسيرني


فقد بكيت بكاءا ً كاد يسمعه ***** من في القبور ومن في الريف والمدن ِ


أماه مَنْ في صباح الغدّ يوقظني ***** وأيّ كفٍّ بطيب النفس تلقمني


و مَنْ لدائي اذا غارت عساكرهُ ***** وأيّ عين ٍ تسيل الدمع كالمزن ِ


مَنْ يسكب الماء عند الباب في سفري ***** بالحفظ تدعو وفي خير ٍ تودعني


ومن تسامر نجم الليل واجفة ً ***** حتى الرجوع بدفء الحضن تأخذني


بحر الحنان وعشب الدفء ساحلها ***** يا أغلى أمًّ توازي التبر في الثمن ِ



أمّي قلادة جيد الشمس في العلن ِ***** لا الكسف يحجبها لا السحب ذو الغضن ِ


صماء بكماء في محرابها سجدت ***** عساكر النطق والإصغاء والإذن


كل العيون إلى إيمائها شخصت ***** فتسمع العين قولا ً بالحديث غني


هيهات يسري حديث بين مجلسها ***** قد أفحمت كل راو ٍ ناطق ٍ لسن ِ


فيها الأمومة قد دكت معاولها ***** معاقل الظلم والأهوال واللزن


اذ العفاف وثوب الطهر ملبسها ***** ما شرّعت بابها يوما إلى الدرن ِ


الصبر والحزم في لبناتها طنبٌ ***** أسّ الثبات امام الأفك والأحن ِ


يا من حوت املآ في كل نازلة ٍ ***** لم تلبس اليأس جلباباً ولم تهن ِ


تقتات منها نجوم الكون زينتها ***** امّي مع الفجر حبل ٌ شدّ كالقرن ِ


أصبحت في الدهر من بعد الفراق سدى *****أمّاه ياليت لم أولد ْ ولم أكن ِ


في رحمة الله يا أمَاه اضطجعي ***** فلن أرى مثل هذا اليوم يفجعني




قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق درباش الخميس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/06



كتابة تعليق لموضوع : أفول الشمس قصيدة رثاء الى امي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : صادق درباش الخميس ، في 2012/03/07 .

اعتذر لموقع (كتابات في الميزان) ولكافة كتابها وقرائها عن وجود اخطاء مطبيعية في هذه القصيدة ولذلك ارسل القصيدة المنقحة ادناه وارجو من ادار ة الموقع ان تبدلها مع اعتذاري الشديد وزفائق شكري وتقديري

(أفول الشمس)
قصيدة رثاء الى امي
الشاعر/ صادق درباش الخميس
S_derbash@yahoo.com
مالي أرى سحباً دهْماء من عثن ِ ***** أهوالهنّ جلاء الخير والحسن ِ
والليل يطمر وجه البدر في حللكٍ ***** والصبح ينعى أفول الشمس في الزمن ِ
حتى النهار اتاني رأسه خضبا ً ***** قد شق جلبابه في ساحة الشجن ِ
الدهر والريح والايام تندبني ***** مستصرخات ٍ فناء البيت والركن ِ
بالله هذا عزاء الام ّ اسمعهُ ***** امْ زلزلت نفخ يوم النار والعدن ِ
ناديت أمَاه وسط الناس منذهلا ً ***** فلا جواباً ولا أيماء ينقذني
أمَاه لا تتركيني دونما خبر ٍ ***** فالموت لا يفصل حبّ الأم ّ للأبن ِ
على يدي اتاها الموت في عجل ٍ ***** يستل سيفاً عقيماً فاقد المنن ِ
لو كان حرباً لنازعت الجيوش لها ***** اسل سيفاً غليظاً وارد المحن ِ
مطاعنا ً دون أمّي حاسراً صلباً ***** هيهات تدنو سرايا الموت في الطعن ِ
لكن أمر العلى قد رف بيرقهُ ***** فاستسلم العقل للأقدار والسنن ِ

قد سوّر القلب والأكباد بالفتن ِ ***** واستوطن الجرح والآلام في البدن ِ
وأطلقت سحب الأجفان غلتها ***** تكوي الخدود بنار ٍ من لظى الدخن ِ
وشيّد النوح والآهات أسورتي***** وجثّت النفس وسط اليأس للوسن ِ
يلتاع قلبي سرير المهد اهجرهُ ***** مازلت ارغب للأكتاف والحضن ِ
كيف الرحيل وناب الجوع ينهشني ***** أني إلى الآن لم اشبع من اللبن ِ
أمَاه ردّي غيوم البعد بارقة ً ***** مازلت أخشى ظلام الليل والدجن ِ
أمَاه هبّت مآسي الدهر مسرعة ً ***** كما الخيول إذا هدّت بلا رسن ِ
أمَاه هذي زوايا البيت لاطمة ً ***** حتى الستائر والجدران من جنن ِ
حملت نعشك نواحاً ومضطربا ***** فكيف للقبر اهدي روعة الفنن ِ

يا حافر القبر وسعْ مضجع الكفن ِ ***** فهي الحياة بحجم الكون والوطن ِ
يا حافر القبر أنْ تدري مكانتها ***** شلّت يداك من الحسرات والحزن ِ
يا حافر القبر لا تنهي على عجل ٍ***** كي تطلق العين فيها دمعة الزمن ِ
يا حافر القبر مهلا كي أودعها ***** وداع أبن ٍ بدا شيخوخة الوهن ِ
يا حافر القبر اجعلني بجانبها ***** فكيف أمضي الى بيت ٍ بلا سكن ِ
واريتك الترب عن بدٍّ وعن مضض ٍ***** كأن ّ كفي نسى برا ً يسيرني
فقد بكيت بكاءا ً كاد يسمعه ***** من في القبور ومن في الريف والمدن ِ
أماه مَنْ في صباح الغدّ يوقظني ***** وأيّ كفٍّ بطيب النفس تلقمني
و مَنْ لدائي اذا غارت عساكرهُ ***** وأيّ عين ٍ تسيل الدمع كالمزن ِ
مَنْ يسكب الماء عند الباب في سفري ***** بالحفظ تدعو وفي خير ٍ تودعني
ومن تسامر نجم الليل واجفة ً ***** حتى الرجوع بدفء الحضن تأخذني
بحر الحنان وعشب الدفء ساحلها ***** يا أغلى أمًّ توازي التبر في الثمن ِ

أمّي قلادة جيد الشمس في العلن ِ***** لا الكسف يحجبها لا السحب ذو الغضن ِ
صماء بكماء في محرابها سجدت ***** عساكر النطق والإصغاء والإذن
كل العيون إلى إيمائها شخصت ***** فتسمع العين قولا ً بالحديث غني
هيهات يسري حديث بين مجلسها ***** قد أفحمت كل راو ٍ ناطق ٍ لسن ِ
فيها الأمومة قد دكت معاولها ***** معاقل الظلم والأهوال واللزن
اذ العفاف وثوب الطهر ملبسها ***** ما شرّعت بابها يوما إلى الدرن ِ
الصبر والحزم في لبناتها طنبٌ ***** أسّ الثبات امام الأفك والأحن ِ
يا من حوت املآ في كل نازلة ٍ ***** لم تلبس اليأس جلباباً ولم تهن ِ
تقتات منها نجوم الكون زينتها ***** امّي مع الفجر حبل ٌ شدّ كالقرن ِ
أصبحت في الدهر من بعد الفراق سدى *****أمّاه ياليت لم أولد ْ ولم أكن ِ
في رحمة الله يا أمَاه اضطجعي ***** فلن أرى مثل هذا اليوم يفجعني






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net