ما الذي يجري في معهد الإدارة / الرصافة
صلاح الهلالي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صلاح الهلالي

يعتبر الوسط الطلابي من أهم أوساط المجتمع وأكثرها تحسسا ً ولعله يكتسب هذه الأهمية من خلال ما يترتب عليه من دور في رسم صورة المستقبل , لذا نرى أن البلدان المتقدمة والمتطورة تولي اهتماما خاصا واستثنائيا لهذه الطبقة من خلال التخطيط والدعم في المجالات العلمية والبنى التحتية وتوأمة الجامعات لضمان تبادل الخبرات في المناهج والوسائل التعليمية المتطورة وطرائق التدريس من أجل الوصول إلى هدف سامي هو الرقُي والنهوض بالمجتمع علميا وثقافيا ومن ثم التطور في كافة مجالات الحياة إذا أخذنا بنظر الاعتبار أن هؤلاء الشباب بكافة اختصاصاتهم العلمية والإنسانية سيكون لهم الدور الكبير في دوران عجلة الحياة فمتى ما كان الأعداد جيد كان الأداء جيد ولاشك في أن المرحلة العمرية وبشكل عام لهذه الطبقة هي مرحلة تكوين الانطباعات وهذا أساس مهم نستطيع من خلاله بناء مجتمع ناجح في التعامل الإنساني والثقة والتواصل وإن هذا البناء يتحقق أولا من خلال الاختيار الأمثل للقائمين على هذه المؤسسات المهمة من حيث الاختصاص والخبرة والأداء التربوي الناجح إضافة إلى الدرجة العلمية , في الآونة الأخيرة سادت على بعض أوساط معاهدنا وكلياتنا الجميلة توترات عبر عنها الطلبة بطرق عدة بل أن الطلبة أرتقوا بأنفسهم ليرسموا صورة رائعة في التعبير من خلال التظاهر السلمي في رفض سلوك هذا العميد أو ذاك التدريسي ولعل أبرز هذه التوترات ما جرى في معهد الإدارة / الرصافة , يخطئ التدريسي أحيانا ً في قياسه لإمكاناته العلمية من خلال وضع اختبارات صعبة تفوق إمكانات الطلبة العلمية أو العمرية ولا يعلم أنه أذا كان في ذلك مؤشر فأنه يشير الى عجز وإخفاق في اختيار طريقة التدريس المناسبة أو ربما يأتي ذلك عن خلل في شخصيته لكي يقال إن اختبارات الأستاذ الفلاني صعبة , إن تظاهر الطلبة في معهد الإدارة /الرصافة كان سمة عامة طغت على الجو الدراسي والعلمي فيه وعند البحث عن الأسباب التي أدت إلى ذلك وجدنا أن الإفراط والصرامة في إصدار وتطبيق تعليمات تتناقض مع تعليمات الوزارة في تحديد الزى الذي يتنوع بتنوع أطياف المجتمع العراقي بل تتقاطع هذه الضوابط مع أبسط حقوق ممارسة الحريات التي أقرها الدستور العراقي لا لشيء إلا لنزعة شخصية تسيطر على عقلية القائمين على هذه المؤسسة التربوية العريقة أو تصور مسبق خاطئ عن هذا المعهد كانت هي السبب في وصول الأمور إلى ما وصلت اليه , ولو افترضنا جدلا صحة ذلك فبالإمكان تغيير الحال من خلال الطرق التربوية ومن خلال وضع إستراتيجية ناجعة يتعاون في تطبيقها كل من العمادة والكادر التدريسي والطلبة الذين من أجلهم وجدت هذه المؤسسات لا من خلال الطرق البوليسية وجمع المعلومات من خلال زرع العيون بين الطلبة وبالتالي الخوف والضغط النفسي الذي يولد انحراف في سير العملية التربوية والتعليمية , إن اختيار العناصر غير المناسبة وغير المؤهلة لقيادة هذه المؤسسات العلمية يأتي بنتائج سلبية أهمها التخلف العلمي من خلال سحب الجو العام فيها إلى أمور ثانوية تثير الطلبة وتشكل عودة من جديد إلى مشاكل تخلصت منها الأوساط الجامعية بقدرة قادر .
Helalysalah@yahoo.com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat