صفحة الكاتب : علاء الخطيب

لاخيار بين الوطن.... واللاوطن
علاء الخطيب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تتصاعد الاحداث بوتيرة كبيرة في اهم محافظتين في الجنوب العراقي البصرة والناصرية، اثر حوادث استفزاز للمتظاهرين ، في البصرة اغتيال الناشطة ريهام يعقوب بطريقة تتكرر في كل المدن والفاعل واحد ، يمر دون حساب ، مما جعل المنتفضين يشعرون بخطة لتصفيتهم ، والدولة لا تحرك ساكناً ، وفي الناصرية محاولة لتفجير خيمة للمعتصمين في ساحة الحبوبي يثير غضباً عارماً .

اغبياء اؤلئك القتلة لم يقرأوا التاريخ ولم يتعظوا من الحاضر ، يحاولون اسكات صوت المظلومين بطرق بالية لا تزيد المعتصمين الا اصراراً وعزيمةً ، اصراراً على الحياة وعزيمةً على النصر ، كما تجعلهم اكثر صلابة وتصميماً على السير في طريق انتزاع الحقوق وبأي ثمن .

حينما يخيَّرون بين الموت وبين الاصرار على الحياة ، فأنهم يوضعون في موضع لاخيار فيه سوى مواجهة القتلة .

وكلاهما حياة ، فالموت من اجل الحق حياة والانتصار على الباطل حياة .

الذي يحدث في البصرة والناصرية هو صراع الموت والحياة ، صراع تكون او لا تكون .

الذي يحدث في البصرة هو صراع الارادات المتناقضة .

اغبياء اؤلئك الذين يسيرون عكس التيار ، سينتهون ولو بعد حين .

وكما يقول المثل. ( لا يصح إلا الصحيح )

السنن الكونية تنبئنا بانتصار ارادة الخير مهما تجبر المتجبرون ، ربما ينهزم الحق زماناً لكنه سينتصر في النهاية .

خاسرون اؤلئك الذين يعتقدون انهم اقوى من الوطن واشد من صرخة المظلوم وامضى من سهام الليل .

الذين يعشقون الوطن لا يبالون بالموت ولا بالاغتيال لانهم أبوا إلا يعشوا بكرامة ويعلمون ان الوطن لمن يحبه ويضحي من اجله وليس لمن يسرقه .

ورحم الله الشاعر الراحل كاظم الخطيب ( ت1997) الذي عشق الوطن وقال عنه و كأنه استقرأ المستقبل :

حديقه ها الوطن بس لليحبون

تمد اجفوفهه وتنطيهم اثمار

سگيناهه بمهجنه وطكت اورود

مر الفجر يمها وشكبن اشعار

اهواي اجروح تعضه اشفافه بليل

بس جرح الكرامة يطلب الثار

من اثنين وحده بهاي دنياك

لونومت لحد لوعيشت احرار

فعلا لقد فهم البصريون والناصريون ان لاخيار بين الكرامة واللاكرامة ... ولا منطقة وسطى بين الوطن واللاوطن .

فثمة مسافة لم تعد ممكنه في ادبيات المنتفضين بين الحرية والعبودية بين الحب والكراهية بين الخير والشر وبين الحق والباطل . تحولت كلها الى خيارات صريحة وعلنية ، ولم يعد الوقوف على التل تسلم ولا الاكل معاوية ادسم . بل تيقى الصلاةُ وراء الوطن أتم

فهو القبلة والإمام وهو الفاتحة والاخلاص .

انه الوطن منبت العز والكرامة

وها هي بوصلته تتجه نحو التغيير ولاشيء غير التغيير . فاما الوطن او اللاوطن. ولن نختار على الوطن شيئا .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء الخطيب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/08/24



كتابة تعليق لموضوع : لاخيار بين الوطن.... واللاوطن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net