صفحة الكاتب : عباس قاسم عطية المرياني

منارات بصرية٢..
عباس قاسم عطية المرياني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

رجلٌ ابى الا ان يُسطر تاريخهُ بأحرف من ذهب، فطال السماء بحسن سيرتهِ، وذاع في العالم بطولاتهِ وشجاعتهِ، فأقر له العدو ذلك قبل صحبته، يقول المتنبي:

الرَأيُ قبل شجاعة الشُجعانِ

هو أَوَّلٌ وهي المحلُّ الثاني

فإِذا هُما اجتمعا لنفسٍ مرَّةٍ

بلغت من العلياء كُل مكانِ

انه علي چياد عبيد ابو تحسين الصالحي، رمز من رموز البصرة من مواليد ١٩٥٣م تلقب بشيخ القناصين وعين الصقر؛ لشجاعته في قتال الدواعش واجادته الكبيرة لسلاح القنص وتمكنه منه؛ حيث شارك في دورة للقناصين في بلاروسيا سنة ١٩٧٢م وحصل فيها على المركز الثاني من بين المشاركين من جميع العالم، شارك في العديد من الحروب التي خاضها العراق منها حرب الجولان عام ١٩٧٣م ضد اسرائيل ضمن الفرقة الجبلية، وشارك في معارك شمال العراق عام ١٩٧٤م ضد الاكراد، وحتى الحرب العراقية الايرانية، وبعد استراحة مقاتل دامت ٢٤ سنة من عام ١٩٩١م حتى ٢٠١٤م نهض لنداء الوطن، ولبى الشهيد فتوى الجهاد المباركة، فأنضم لقوات علي الاكبر البطلة التابعة للعتبتين المقدستين، شارك ابو تحسين في العديد من معارك التحرير منها في جرف الصخر، وبيجي، والفلوجة، والگرمة، وجبال مكحول، فضلاً عن ذلك اقام العديد من الدورات التدريبية في تعليم القنص لعدد من الشباب في قوات الحشد الشعبي.

من المواقف التي نقلها لنا الشهيد رحمه الله "انه في احد الايام كان في موقعه لرصد تحركات العدو الداعشي، وبنفس الوقت كانت هناك وجبة من ابطال لواء علي الاكبر تتحرك للنزول الى مدينة بغداد، واثناء ذلك لاحظت حركة لاحد القناصين الدواعش يحاول ضرب احد الابطال الذي كان متأخراً عن رفاقه وبسبب عدم مقدرتي على تحديد مكان القناص الداعشي، وحفاظاً على روح البطل من رفاقنا قمت بتوجيه القناص الى زميلي لكي اصيبه افضل من ان يقتله الداعشي، فاطلقت الرصاصة على فخذه لانه اهون مكان لا يتعرض فيه العظام للأذى، وبفضلٍ من الله سبحانه كانت الاصابة جرح بسيط دون اي أذى للمقاتل، وعندما عدتُ للاطمئنان على صحته عانقني، وقال لي: عرفت انك كنت تريد حمايتي وشكرني على ذلك"، ومن مواقفه النبيلة التي تبين التزامه بأخلاق الاسلام وقيمه الانسانية وتقيدهُ بها منها رفضه ضرب احدى نساء الدواعش بالرغم من قتله لداعشي كان برفقتها؛ وعلل ذلك "لعدم حملها السلاح، فأنا لا اقتل من لا يحمل السلاح، وهذه الحالة تكررت معي عدة مرات".

وينقل احد قيادات لواء علي الاكبر كان للصالحي دور كبير في معارك جبال مكحول، واستطاع من قنص وقتل قيادات كبيرة لداعش حتى انهم ومن خلال اجهزة التنصت كانوا يصرخون وينادون ان ابو تحسين قد قتل قادتهم، فكان يرعبهم اسمه، ويذكر انه قد قتل ما يقرب من ٣٣٠ داعشي بقناصه الخاصة طيلة فترة مشاركاته في معارك التحرير.

تميز الشهيد الصالحي بعلاقات اجتماعية طيبة ووطيدة مع اهله وابناء عشيرته وحتى ابناء منطقته التي لا زالت تنعى شهيدها لما امتاز به من حبه لبلده وتضحيته من اجله، فيبقى ابو تحسين رمزاً لمدينته ومنارة شامخة يعتز بها، ويتعلم منها الرجال والنساء، والصبي والكبير.

رحمه الله كان ينادي دائماً النصر والشهادة وقد منحه الله الشهادة، وتحقق النصر بدمه ودماء كل الشهداء وبطولة الشجعان الابطال وتضحياتهم الذين أبوا ان تدنس ارضهم؛ فكانوا مشاريع استشهاد وبطولة نفختر بهم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس قاسم عطية المرياني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/08/04



كتابة تعليق لموضوع : منارات بصرية٢..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net