صفحة الكاتب : محمد كاظم خضير

مع الاسف الأمور ذاهبة إلى مجهول
محمد كاظم خضير

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يسيطر القلق على الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي وهناك معلومات وأجواء تنذر بأجواء غير مريحة في المرحلة المقبلة حيث سيشتد الصراع السياسي على الساحة الداخلية وستتفاقم الأوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية أكثر مما هي عليه خصوصاً وأن الحكومة لم تتمكن حتى الآن من إيجاد أي حلول أو معالجات لهذه الأزمة المستعصية وثمة امتعاض من المجتمع العراقي لعدم وجود خطة اقتصادية واضحة، الأمر الذي فرمل اجتماعات مجلس الوزراء مع البنك المركزي العراقي من أجل اعطاء الحلول أي هذه اللقاءات مكانك راوح وليس هناك ما يوحي بأن الدول  ستقدم على دعم العراق في المرحلة المقبلة لجملة ظروف ومعطيات ترتبط بالوضع السياسي المأزوم وفي إطار الخلاف القائم بين فئات عراقية حليفة لطهران وفئة حليفة لامريكا بعدما ارتفع منسوب التحاذبات  وصولاً إلى الخلاف والكباش الذي وقع بين الكاظمي والحشد الشعبي على خلفية قرار الكاظمي والمداهمات ، وبالتالي تداعيات هذه المسألة لا زالت قائمة، وهي تأكيد على أن العراق متجه إلى صراع بين المحاور الإقليمية من خلال حركة اصطفافات داخلية ودولية ما يعيد حقبة الماضي ويؤكد بأن الأمور في البلد ذاهبة إلى ما لا يحمد عقباه على كافة المستويات.

وفي هذا الإطار، عُلم أن ما ينقل من أجواء من قبل بعض السفراء حول المخاوف من تتدخل امريكي بشكل مباشر كما حدث في علمية البوعثية فذلك أمر وارد قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية وفي ظل التصعيد بين الأميركيين والإيرانيين وصولاً إلى الحشد الشعبي وفي ظل تحالفه السياسي والديني مع إيران، وهذا ما يرتب وضعية سياسية إقليمية يتحوّل العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات. وقد بات الأمر جلياً من خلال ما جرى ويجري من صراع وتبادل رسائل في أكثر من اتجاه، وما التصعيد بين حشد الشعبي والكاظمي والأمريكان في العراق دوروثي شيا إلى دليل قاطع وواضح لهذا المسار، في حين يبقى القلق الأبرز على الشأن الاقتصادي والذي قد يؤدي إلى انفجار اجتماعي اضحى وارداً في أي توقيت، نظراً للإنهيار الذي يأخذ طريقه بشكل جنوني. وثمة تحذيرات من عواصم غربية من إمكانية حصول اهتزازات أمنية في العراق على خلفية هذا الوضع المعيشي، وقد يكون الشارع في المرحلة القادمة عنواناً أساسياً لتصعيد بوجه السلطة، ما يدل على أن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون حاسمة وصعبة أكان على صعيد الوضع في المنطقة وانعكاساته على العراق ، وثمة ما يجري من انقسامات في الداخل وقلق على معيشة الناس، اذ باتت ظروفها بمثابة القنبلة الموقوتة التي ستنفجر في أي توقيت.

وأخيراً، فإن هذه الأوضاع لا تشي بأي انفراجات قريبة في ظل الشلل الذي يصيب مؤسسات الدولة، كذلك الوضع الحكومي الهش والحملات السياسية المتبادلة بين الأفرقاء السياسيين وصولاً إلى الدعوات التي بدأت تطالب باسقاط الحكومة أو تغييرها من خلال توافق داخلي لأن الأمور لم تعد تحتمل. وأضحت الأجواء غير قابلة للتسويف أمام موجات التصعيد التي ستتوالى فصولها في المرحلة القادمة، لذا أن الوضع في العراق بدأ يقلق المجتمع الدولي لأن أي اهتزاز أمني قد يؤدي إلى تداخلات محلية وإقليمية وعندئذ من الصعوبة لجم هذا التصعيد. ولهذه الغاية هناك اتصالات تجري على غير صعيد ولكن حتى الآن كل الأمور في البلد تدور في حلقة مفرغة، حيث أن الحلول لم تظهر نتائجها لان المسألة باتت معقدة ومرتبطة ليس بالحل الداخلي وإنما تتعداه إلى أكثر ما هو بكثير.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد كاظم خضير
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/07/03



كتابة تعليق لموضوع : مع الاسف الأمور ذاهبة إلى مجهول
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net