صفحة الكاتب : ايمان رعد عبد الله الطائي

الفساد الإداري تحت مطرقة القانون
ايمان رعد عبد الله الطائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الفساد الاداري هذا الاسم البغيض الذي كنا نسمعه عندما كنا صغار و لم نعرف معناه لكون كلمة الفساد في نضرنا هو كل شيء غر اخلاقي و لكن عندما كبرنا و تخرجنا من الجامعات شاهدنا بعين الحقيقة الفساد الاداري و لا يحتاج ان يتم شرحه لنا لانه اصبح كمادة عملي و مطبقة في المجتمع العراقي ، لا يقع عبء القضاء على الفساد الإداري و المالي هذا السرطان الذي عجز الأطباء المختصين عن استئصاله او ايجاد علاج سحري يقضي عليه في مهده ، الدولة عاجزة عن القضاء عليه وحدها و لابد لها ان تقوم بجعل المواطنين يكونون سند لها في محاربة هذا المرض اللعين و يجب أن تكون المشاركة نابعة من مبدأ الشعور بالمسؤولية تجاه الوطن الذي هو بأمسّ الحاجة إلى كل فرد من أفراد المجتمع و الى أبناءه البررة فالدفاع عن الوطن لا يكون فقط بحمل السلاح و الوقوف خلف السواتر فقد يكون بكلمة حق تصدر منا فتفوق بمفعولها الأسلحة النووية و الذرية و تقضي على كل المتآمرين و المتراهنين على تربة العراق و تضيع الفرصة على أصحاب النفوس المريضة  حيث على الرغم من أننا في عصر الديمقراطية و حرية الكلمة إلا أن هناك الكثير من المواطنين يخشون الأخبار عن الجرائم لعدم توفر الحماية اللازمة لهم خاصة و ان هناك تسرب يحدث أحياناً بأسماء من يخبر عن هكذا جرائم فيتعرض لشتى أنواع التهديدات و الأعمال الإجرامية و لا احد يعرف كيف تم تسريب اسمه ، لذا كان من الواجب على الدولة التشديد في موضوع سرية الأخبار حتى يتمكن المواطن من أداء دوره الحقيقي بالإبلاغ عنها بعيداً عن الضغوطات التي تمارس عليه إذا كانت فعلاً تريد مساندة المواطن لها و بالفعل صدر قانون مكافأة المخبرين رقم (33) لسنة 2008 بتاريخ 2008/8/26 و رغم الوقت المتأخر لصدور هكذا قانون مهم إلا أنه عسى أن يحقق ما يهدف إليه من تشجيع في الإقدام على الإخبار و مكافأة المخبر عن حالات الفساد الإداري حيث تكون المكافأة بقيمة 5% من قيمة المال الذي لا يزيد على (100) مليون دينار و3% من قيمة المال الذي يزيد عن (100) مليون دينار بعد صدور الحكم البات و استعادة المال و كان من الأفضل لو أن تصرف مكافأة للمخبر بغض النظر عن مقدار المال للقضاء على الفساد الإداري مهما كان حجمه و تشجيع المواطن على الإخبار مهما كانت قيمة المال المسروق و حسناً فعل المشرع العراقي عندما ذكر في المادة السابعة من هذا القانون على صرف مكافأة مالية من قبل مجلس الوزراء إلى اللجنة التحقيقية التي تكشف عن الجريمة و تستطيع استعادة المال عند بذلها جهوداً استثنائية أو تعرضها لمخاطر بسبب عملها و يكون المشرع بهذا قد ادخل الاطمئنان إلى قلوب المخبرين و المحققين والى كل من يسعى من أجل القضاء على الفساد الإداري و المالي بأن جهوده لا تضيع سدى كما نرجو أن تفعل المادة الثامنة من هذا القانون و التي أكدت على الجهات التي تتولى التحقيق بالالتزام بالسرية التامة و كتمان اسم المخبر و نأمل أن يحقق هذا القانون ما عجزت السنوات السابقة عن تحقيقه من استئصال للفساد المالي و الإداري المستشري في العراق من خلال مساهمة المواطن الفعالة في المراقبة والمحاسبة للنشاطات الرسمية المشبوهة و على الدولة ان تكون لديها نية صادقة و حقيقية للقضاء على الفساد الاداري .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ايمان رعد عبد الله الطائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/06/28



كتابة تعليق لموضوع : الفساد الإداري تحت مطرقة القانون
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net