صفحة الكاتب : شاكر فريد حسن

وقفة مع قصيدة زينة فاهوم : " الالم بلغته "
شاكر فريد حسن

عرفنا الصديقة ابنة الناصرة زينة فاهوم ككاتبة للأطفال، وكان قد صدر لها في هذا المجال ثلاث مجموعات قصصية  وهي : " الظبي المسحور " و " النعجة والحذاء " و " اليعاقيب ". ورغم معرفتي وصداقتي بزينة إلا أنني لم أعرف من قبل  أنها تكتب الشعر المنثور، وقد تفاجأت عندما قرات نصها الموسوم " الالم بلغته " المنشور في موقع صحيفة " رأي اليوم " التي تصدر في لندن، ويشرف عليه مؤسسه الصحافي والمحلل السياسي البارز عبد الباري عطوان.

فقد شدني النص بمضمونه وأسلوبه ورقة حروفه وصوره الأنيقة. ففيه ألم ووجع وحزن وشجن ووجد ومقاومة، ونجدها تقاوم الالم بالذكريات، بالرؤى، بالمناجاة، بالخيالات، وبقصيدة عشق لم يعهدها الزمان. ولنقرأ ما كتبته اناملها وجادت به روحها واحساسها الداخلي بكل صدق وعفوية وتلقائية وشفافية جمالية محببة :

قاوم الالم بالذكريات

بالرؤى بالمناجاة والخيالات

بقصيدة عشق لم يعهدها الزمان

اطهّر جروحي بظلال الشمس القرمزية،

واعلل نفسي بآمال واوهام سرمدية

امتطي الريح.. اطوي المسافات

اخترق جدار الاحزان واذهب الى صومعتي..

الى المكان.. حيث  انصهار الروح و.. انعتاق الوجد كان

اسأل الفراشات هل من قادم زار المكان؟

وهل الدحنون وشى للحوَر اسرار اللقاء؟

وهل الطير شدا لحن الفراق؟

لصدى صوته المخمليّ ترددٌ وانعكاسات..

وهمس خطواته تزلزلني وتفقدني الاتزان..

ومرادفات العشق حيرى مبعثرة على كل جدار

جديلتي على كتفي وجهي الحريري

يتوقان لراحتيه لانعكاس الضوء في عينيه

لطيفه المسافر.. لابتسامة وجنتيه،

اصحو.. اجرجر جسدي المتهالك

ليتعتق الحزن ويصبح نبيذ وحدتي..

توارى القمر بضوئه الشاحب خلف الضباب..

اعتليت حصاني عدت مكاني ادون ما تبقى من ذكريات.

واعتمدت زينة في نصها أسلوبًا بسيطًا سلسًا بليغًا ومتميزًا، والمعجم الذي وظفته من كلمات ومفردات من السهل الممتنع وصاغته بقالب فني بديع.

والشعر ليس في تعقيداته، بل أجمل وأفضل الالوان الشعرية تلك التي كتبت وتكتب بلغة الروح، وبشعرية واضحة يفهمها الجميع. والقصيدة الناضجة الناجحة تمتلك مفاتيحها المحكمة التي لا تستغلق على ذوي الذوق والحدس الذكي، إنها الصورة الجميلة والموسيقى المتناسقة مع اللغة والحدث، ومع الشكل والمضمون.

والإلهام عند زينة فاهوم ليس ضربًا من ضروب الخيال، بل هو معاناة داخلية عميقة وتجربة مع الكتابة والحياة، وتعبير عن الهم والوجع الإنساني العام. وهي ترصع نصها بصور شعرية قائمة على الجمال والبساطة، وتعتمد اللفظ الموحي والتوزيع الوتري والعزف الإيقاعي، والمناخ الموسيقي للقصيدة يعمق قدرة اللغة على تحريك الخيال والاقناع النفسي والإمتاع الروحي والحسي.

ويمكننا القول أن كتابة زينة فاهوم جميلة ومعبرة وموحية فيها عبق الروح ونبض الصدر ورهافة الإحساس، فلها منا أطيب الامنيات بالنجاح والتطور والتألق أكثر، ومتابعة المشوار مع الكلمة العطرة الهادفة الصادقة الواضحة، البعيدة عن الكليشهات والتعقيدات والرموز المبهمة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


شاكر فريد حسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/06/26



كتابة تعليق لموضوع : وقفة مع قصيدة زينة فاهوم : " الالم بلغته "
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net