ان أشد مايخافه الغرب هو الرمزية الدينية، لانه يعي جيدا تأثيراتها وامتداداتها، انه لايهتم بالرمزية السياسية أو الفكرية أو الاجتماعية، لانها آنية ومرحلية لاتشكل خطرا بقدر الرمزية الدينية التي تشتغل على مدى التاريخ، وتعمل في ماضيه وحاضره ومستقبله، والرمزية الدينية التي ترتعب منها هي الرمزية الشيعية التي أذاقتها المرارة والويل، ولقد وجد الغرب مصداق ذلك في المرجعيات الشيعية من التاريخ ، وآخرها مرجعية السيد السيستاني في العراق، ان السيستاني العظيم يمثل فلسفة قوة التشيع ،وخلاصة المرجعيات الشيعية ورسالتهاعبر تاريخها الطويل، انه رمز التشيع الحاضر، انه رمز وجودي، وجوده يمثل وجود التشيع وقوته وعظمته، كما ان المرجعية الدينية تستمد وجودها من وجود الامام عليه السلام، وهكذا سلسلة بعضها من بعض( نور على نور، يهدي الله لنوره من يشاء)
ان سر بقاء هذه الرمزية( الرمزية الشيعية) مع تلاشي كل الرموز في الماضي والحاضر، سواء مايمثله اليهود والنصارى ورموزهم قبل الاسلام والى الآن، أو رموز الاخرين من نفس الدين، أوالعلمانية بكل تفرعاتها ومسمياتها، أو رموز الحضارات الاخرى ، الصينية والهندية وغيرها ، أقول ان سر بقاء الرمزية الشيعية ، هو واقعيتها وحقيقتها المتمثلة بالعقيدة الحقة ، والأحكام الواقعية الحياتية، والارتباط الروحي المستند على هذين الركنين، هذا الارتباط الموجود بين المرجعية ، وبين القاعدة الجماهيرية، سواء كانت مرجعية معصومة( النبي والامام) أو غير معصومة( المجتهد) لكنها مسددة من قبل المعصوم، هذا هو سر بقاء التشيع...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat