يعتلي معناه الإعلامي والأدبي بشغف جنوني ، يقتفي أثر الابداع وينقب عنه في كل مكان، قد يجده في بقعة جمال مخفية عند صحفي مبتدأ، أو أديب مغمور؛ يأخذ بيده ينير له اسداف ما خفي في عالم صاحبة الجلالة، وعالم الأدب، هكذا هو عميد إعلام العتبات، يعشق العطاء يؤمن بأن سعادته تكمن في ترسيخ أو نفي معلومة تاريخية كانت أو علمية، أدبية او اعلامية، المهم أنه يطلقها ولا يحتكرها، يحاول فك شفرة كل إنسان مبدع ليطلق طاقاته، أتسم اسلوبه بالابتكار فتراه يحلل المعلومة ويطرحها على طاولة النقاش، فتخرج منها مواضيع ومحاور عدة، ويترك لمحاوره حرية التعبير والتحليل والخروج بنتاج قد يتعدى أكثر من نص أو نصين، ولّد هذا الابتكار مجموعة لابأس بها من القفشات (قفشات الخباز) كلنا تتلمذنا على يديه وما نزال نتعلم منه الشيء الكثير، نحاول ان نقف عند مرتقاه ، عِبر هذا اللقاء سعيا للدخول إلى عوالم الاستاذ الاديب الكبير علي حسين الخباز/
&&&:
ـ سؤال لطالما دار في خلدنا، كيف يكتب الخباز نصوصه؟:
:ـ الكتابة عند الخباز عالم لكنه عالم فوضوي لا يخضع لموازيين ممنهجة، مشروعي أن أضع الشعرية العالية في جميع الاستخدامات، أنا لا أعد اسلوبا أدخل به الموضوع بل أعد الموضوع واسلوبه يأتي معه، ولكل موضوع ولادة، لكن الأغلب إني أشتغل على تأويل اللحظة وإيقافها للاستمتاع بها سواء أكانت ومضة حياة، أو حرف في قصة، أو قصيدة، أو كتاب كل شيء يستفز مشاعري أعانق فوضاه، واعايش جماليته لأبعد مراحل الشغف، وهذه هي كل حياتي، وأنا من عشاق كتاب الله ولي نزهة ثقافية في عوالم التفسير، واعشق الادعية ولي دراسات في أدب الدعاء نشرتها قبل عشرين سنة وأحب بلاغة الإمام علي عليه السلام وطبعت ثلاثة كتب في قراءة انطباعية ل45 فكرة في 3 كتب مطبوعة، وأحب المطالعة، وأعشق الحياة لدرجة صرت أرى الآخرة جزء منها، أعشق الائمة لأنهم المثال الأسمى لكل حرف يريد النجاة
&&&&
ـ مامفهوم النقد عند الخباز؟:
:ـ أن تقرأ النص بأمانة، وتتأمل عوالمه دون سواه، وأن يكون النص هو القانون، كل منجز له قوانينه وعوالمه، وأنا أبحث في عوالم المنجز
&&&.
ـ الخباز يقول: عظمة الكاتب حين لا يرى إبداع:
هل ينطبق هذا القول على الخباز نفسه حينما يخنق صوت قصائده؟
:ـ اخنقها حين لا تعبر إلّا عن حروفها، معناها لا يجتاز اللفظ ليس هناك شيء يبقى بعد القراءة وهذا موتا،أنا أحب الاجتياز طبعي المغامرة، هل ثمة جائزة مالية كانت مُعدة لأصحاب الحسين مثلما أُعدت لجند ابن سعد إذاً لماذا قاتلوا دون الحسين عليه السلام وضحوا بأنفسهم؟ إنهم أرادوا لوجودهم أن يبقى بعد الموت، وهذا ما نسميه الخلود وهو فارق القراءة بين أصحاب الحسين وجند ابن سعد
&&&.
:ـ ما هو الفرق بين الانطباع النقدي والنقد بشكل عام؟
:ـ النقد يقرأ قانون القصيدة العام والانطباعي يقرأ النص دون سواه لا تعنيه ادراج القوانين ولذلك الانطباع جزء من القراءة وليس من النقد
&&
:ـ هل يعد الخطاب الأدبي ركيزة للخطاب الإصلاحي إذا تم توظيفه في المفهوم التوعوي، واذا كان كذلك ماهي ضوابطه؟
:ـ الخطاب العام لابد أن ينتبه إلى مسألة مهمة أنه قبل وسائط التواصل الاجتماعي، كان الخطاب لا يتجاوز القضايا إلّا في محيط التعامل المباشر المحيط مع البيئة، الخطاب التوعوي مثلا كان يوجه لأبناء الانتماء المذهبي فهم أبناء الفكرة وهذا عالمهم اليوم توسعت رقعة الخطاب، أصبح منفتحا على العالم، على انتماءات متنوعة، هويات متنوعة، رؤى متنوعة، بمعنى صرنا بحاجة إلى خطاب إنساني شمولي يحمل الوجدان، بجانب التوعوية لابد ان ترتقي إلى المعنى الإنساني، لنتأمل الإمام علي عليه السلام) عند دخول الكنيسة قال أحدهم طالما عصي الله هنا أجابه الإمام طالما عبد الله هنا، لنتأمل معنى النظير الإنساني خطاب الإمام إلى البشرية الإنسانية
&&&.
:ـ كيف تولد قفشات الخباز، وماهي تأثيراتها على عوالمه؟
:ـ القفشات عبارة عن استفزازات سريعة وليدة زمانها ومكانها لكنها تذهب لا بعد بسبب تأثيرها المضموني على الناس
عند القراءة هناك اشياء ربما حتى لو مفردة صغيرة تستفز رواية
القفشة دقة قلب ... نبضات في الوجدان تنسكب على الورقة لكنها تكون قفشة بمعنى انها تكتب بلغة شعرية خيالية
(انحنت حمامة لتنقذ طفلة كاد يسحقها الزحام) يعكس في الوجدان احترام هذا المراقد للناس
اجمل شيء حين تكون المشاعر مؤثرة في الناس لان سبل التأثير ايضا تطورت صار الشاعر عليه ان يحتوي الذائقة الجديدة الذائقة التي انفتحت على العالم ورأت انواع المؤثرات الشعوري المعبرة، القفشة لوحة واشياء كثيرة
&&&.
:ـ كيف ينظر الخباز لـ:
فن التوقيع:؟
:ـ من مداعبات غفلة الزمن الاعور انه ترك التوقيع والومضة وراح يتحدث عن الهايكو الياباني بينما قمة الهايكو مأخوذ من ادب التوقيع، التوقيع هو قمة الفن بان تجازفي بكل محتواك وثقافتك وحياتك وتقديمنها في جملة فيها الراي والمعنى وانت محاسبة عليه دنيا واخرة من حيث جوهر المعنى
**
الومضة؟
:ـ الومضة هي اكثر سعة لأنها اكثر جمالية، وأكثر فنا ،لكني أرى أجمل ما في الومضة أن لا تحمل الذات والواقع بشكل مباشر، وإنما الاعتماد دائما على النظير الموضوعي، لا أصرح لكني أشير إليه أعطيه سمة الأشياء، والمتلقي النشيط يشتغل على مقاربتها، أما أن أعطيه ما يقال فالجميع اعتقد بهذه الحالة قادر على أن يقول الومضة أو يكتبها وهي من الفنون الخادعة التي تصور للناس دائما مفاتن ما يكتبون
*.
الخاطرة؟
:ـ الخاطرة فن التعبير عن الذات... رؤاك، مشاعرك ببساطة واضحة دون استخدامات التأويل واللعب على المعنى، فهو يريد الواقع وليس نظير الواقع يعتمد على الأحاسيس؛ فتكون الخاطرة متنفس شعبي عام للكاتب أكثر من المتلقي الذي يتفاعل بالمؤثر الذي يمثله في بعض الأمور، والخاطرة عامة لكونها ترتكز على المشاعر العامة التعبير عن الحب عن الصداقة عن المشاعر
**.
النثر: النثر ؟
:ـ هو أصالة الحرف، لأنه كان قبل الشعر، الجميل فيه أنه شعر غير مؤطر بقيود وزنية يكون مساحة للتعبير، ولذلك هو أكثر شهرة من الشعر لكنه أقل موقعا بسبب عمومية الكتابة، الكل يكتب النثر بمستويات متنوعة، والأجمل يبقى والعادي يذوي، النثر عالم شعري حر طليق يخضع لقابلية الناثر وقواه الإبداعية
**.
قصيدة النثر؟
:ـ قصيدة لها سماتها واستقلاليتها عن القصيدة فهي تسمى بالنثر المركز، أنا مولع بعوالم قصيدة النثر، الإشكاليات التي في قصيدة النثر أن الإجادة بها لابد أن تنطلق من عوالم الشعر، على الناثر أن يجيد الشعر وبحوره ثم ينطلق بعد دراية لكتابة النثر كقصيدة
*.
الشعر؟
:ـ عالم لا يتسع للشرح والتعريف، عالم العقل وعالم الجنون، عالم يكشف محتوى الإنسان، هناك من أتخذه سلم معيشة ومديح عروش، وهذا النمط الذي اعده من النظم، وهناك من ارتقى به مشاعرا وأحاسيسا وأجمله عندي الشعر الذي يكوّن مرتقى أيماني يخلد شاعره
**.
تناثرت آيات الامتنان والشكر تحت بساط أديبنا الكبير؛ لسماحه لنا بافتراشه، والدخول إلى عوالمه، واقتناص ما يمكننا معرفته عن جزء من عوالمه التي نتوق لمعرفتها، نغترف من بحر عطائه الوافر، على قدر الأواني التي نحملها، لا على قدر عطائه، ولكل إناء أهله.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat