صفحة الكاتب : شاكر حسن

هل يمكن تقديم شيوخ فتاوى التكفير امام المحاكم الدولية ؟
شاكر حسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يتعرض الشيعة بسبب فتاوى شيوخ التكفير , شيوخ الحقد والكراهية , بين فتره واخرى الى حملة ابادة جماعية ضد تجمعاتهم السكانية عن طريق السيارات المفخخة  والعمليات الانتحارية يروح ضحيتها المئاة من المدنيين الابرياء بين قتيل وجريح بالاضافة الى الخسائر المادية التي تلحق بهم في العراق وباكستان وافغانستان وغيرها من الاقطار بالاضافة الى التمييز والاضطهاد الصارخ والممنهج والمستمر وبدون رحمة  في اقطار اخرى وعلى رأسها المملكة السعودية والبحرين وبقية دول الخليج العربي .
 
والغريب في الامر ان هذا الموت العشوائي والاضطهاد والتمييز  يلاحقهم  وبغض النظر فيما اذا كان الفرد منهم متدين او غير متدين وانما يلاحقهم على  الهوية ( الاسم واسم الوالد والام واللقب والمنطقة والعشيرة وغيرها من الامور التي تثبت انتمائه الطائفي ).
 
اما في الداخل العراقي فحدث ولا حرج  , فقد تم  الاضطهاد والتمييز والقتل الجماعي ضدهم في القرن الماضي من قبل الطغمة الحاكمة انذاك , الطغمة التي لاتؤمن بالمساواة ولا بالديمقراطية والتي ليس لها دين او مذهب , والمحسوبه اسما على اخواننا السنة , اخواننا في الوطن والدين والانسانية  , والسنة منهم براء . ففي الحروب استخدم  الشيعة في العراق كمشاريع قتل منظمة ومقصودة , سواء اكانت هذة الحروب داخلية او خارجية . ففي الحروب الداخلية ضد الاكراد , اخواننا في الوطن والدين والانسانية , فقد  تم بصورة متعمدة ومدروسة وممنهجة زج الشيعة بها ووضعهم في الصفوف الامامية للتخلص من كليهما . فكما قال خال المقبور صدام حسين , خيرالله طلفاح عند سؤاله :  لماذا لم توقفوا الحرب في الشمال ضد الاكراد؟ فكان جوابه :   لماذا نوقفها نحن لانخسر شيئا عبد الزهره يضرب كاكه وكاكه يضرب عبد الزهره وعلينا الصافي . اما في الحروب الخارجية وخاصة اثناء الحرب مع ايران فكان يزج بالشيعة في الصفوف الامامية وبصورة متعمدة فكانت الغالبية العظمى من ضحايا هذه الحرب هم من الشيعة وبنفس الهدف الخبيث شيعي يقتل شيعي وعلينا الصافي . 
 
وبمناسبة حلول ذكرى انقلاب 8 شباط 1963 المشؤوم ضد اشرف وانبل وانزه حاكم حكم العراق في تأريخة القديم والحديث بعد الامام علي بن ابي طالب (ع) الا وهو الزعيم عبد الكريم قاسم رحمه الله الذي حاول بكل جهده القضاء على التمييز الطائفي والعنصري والمناطقي  , اتذكر جيدا وانا من سكنة الجعيفر في بغداد -  الكرخ في ذلك الوقت , حيث كانت هذه المنطقة معقل من معاقل البعثيين والقوميين , كيف قام  احفاد الطائفي ساطع الحصري , وهو غير عراقي , من افراد الحرس البعثي بتصفية الوطنيين والمناضلين والشرفاء من مؤيدي ثورة 14 تموز والزعيم الوطني عبد الكريم قاسم وبنفس الاسلوب الطائفي , حيث نال الشيعة النصيب الاكبر من هذه التصفيات والتعذيب والسجون. 
 
كل هذا يحدث بسبب فتاوى التكفير كما قلنا والتي تصدر من شيوخ معتوهين ظلاميين ووعاظ سلاطين في المملكة العربية السعودية وبعض الاقطار الاخرى ضد الشيعة وبعض الاقليات الدينية , حيث يستغل شيوخ التكفير الشباب المتحمس والذين يعانون من الاضطربات النفسية والحرمان الجنسي ,  باغرائهم بالسبعين حورية والغداء مع الرسول ( ص ) . ولذلك نرى ان الغالبية العظمى من  العمليات الانتحارية يقوم بها هؤلاء الشباب المراهقين الذين يوقعون اكبر خسائر بشرية في صفوف المدنيين الابرياء في التجمعات السكانية .
 
 انه من العار والخزي على كتاب ومثقفي وعلماء الشيعة , وغيرهم من احرار ومثقفي العالم الشرفاء, السكوت على هذه المجازر الجماعية التي تحدث بين فترة واخرى ضدهم دون ان يفعلوا شيئا وخاصة مع وجود وسائل اعلام مختلفة من صحف ومجلات وقنوات تلفزيونية وراديو وشبكات التواصل الاجتماعي المختلفة والاهم من ذلك المحاكم الدولية ومنظمات حقوق الانسان .
 
اعتقد انه يمكن جمع اهم فتاوي التكفيرلشيوخ الوهابية , وتحليلهم لقتل المخالفين وعلى الاخص الشيعة , وترجمتها الى مختلف اللغات الحية ومن ثم توزيعا على مختلف المحاكم والمنظمات الدولية ومنظمات حقوق الانسان والبرلمان الاوربي واهم الصحف والمجلات العالمية . وكذلك ذكر المجازر التي تحصل ضد الشيعة والمسيح وبقية المذاهب والاديان في العراق وباكستان وافغانستان وفي دول اخرى والتي تعتبر بمثابة ابادة جماعية يعاقب عليها القانون والمحاكم الدولية مرفقة بأ شرطة فيديو لهؤلاء المعتوهين وفتاويهم والمجازر التي تحدث بسببها.
 
 ومن هذه المحاكم الدولية هي المحكمة الجنائية الدولية التي تأسست سنة 2002 كأول محكمة قادرة على محاكمة الأفراد المتهمين بجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وجرائم الاعتداء.
 اختصاصات المحكمة
 الاختصاص الموضوعي
 ومن الجرائم التي تخضع لاختصاص المحكمة الجنائية الدولية هي:
الإبادة الجماعية
تعني بالتحديد أي فعل من الأفعال المحددة في نظام روما (مثل القتل أو التسبب بأذى شديد) ترتكب بقصد إهلاك جماعة قومية أو أثنية أو عرقية أو دينية، بصفتها هذه، إهلاكا كليا أو جزئيا.
 
الجرائم ضد الإنسانية
تعني بالتحديد أي فعل من الأفعال المحضورة والمحددة في نظام روما متى ارتكبت في إطار هجوم واسع النطاق أو منهجي موجه ضد أية مجموعة من السكان المدنيين وتتضمن مثل هذه الأَفعال القتل العمد، والإبادة، والاغتصاب، والعبودية الجنسية، والإبعاد أو النقل القسري للسكان، وجريمةِ التفرقة العنصرية وغيرها. الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية عرضة للعقاب بصرف النظر عن ارتكابها وقت "السلامِ" أَو الحرب.
 
واتذكر كيف فعل احد العراقيين في المانيا وهو البطل علي السراي عندما كان احد شيوخ الوهابية التكفيريين يعالج في المانيا , حيث قام بترجمة فتاوى هذا الشيخ المعتوه الى اللغة الالمانية وتوزيعا على البرلمان الالماني وعلى الحكومة الالماني وبعض الصحف , وقد صدرت بحق هذا المعتوه مذكرة القاء قبض ,  الا ان السفارة السعودية في المانيا قامت على وجه السرعة  بتهريبه دون ان يستطيع من اكمال علاجه .
 
وبنفس الوقت يجب على الشيعة منع الاغبياء والجهلة والمتعصبين من المحسوبين اسما على الشيعة , والشيعة منهم براء , من الاساءة الى رموز وائمة اخواننا السنة , اخواننا في الدين والانسانية ,  وعزلهم والتبرأ منهم وخاصة من قبل كبار علماء الشيعة لما له من اثر بالغ في القضاء على الطائفية البغيضة . فكما قال المفكر الاسلامي الشهيد مرتضى مطهري بحق هؤلاء  :
 ( يزيد قتل الحسين مرة واحدة وهؤلاء الرزوخونية يتقتلوه كل يوم ) .
 
وكذلك اخلاء المساجد والحسينيات من الكتب والادعية التي تثير الطائفية وتسئ الى بعض الرموز الدينية للمذاهب الاخرى والتي برجع اغلبها الى فترة الحكم الصفوي , وتهذيب الشعائر الحسينية من الخرافات والاعمال التي تسئ الى الاسلام والمذهب الجعفري ,فبدلا من ضرب القامات والزنجيل يمكن التبرع بالدم بأسم الحسين ( ع ) ايام عاشوراء .
 
اعتقد اننا نستطيع ان نفعل الكثير في هذا المجال وفي مجالات اخرى اذا كانت لدينا الرغبة والارادة والتصميم لخدمة الانسانية وتخليصا من شرور هؤلاء المعتوهين الحاقدين سواء كانوا محسوبين اسما على السنة او محسوبين اسما على الشيعة .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


شاكر حسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/02/20



كتابة تعليق لموضوع : هل يمكن تقديم شيوخ فتاوى التكفير امام المحاكم الدولية ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : شاكر حسن ، في 2012/02/22 .

الاخ الفاضل علي حسين الخباز المحترم
السلام عليكم
اشكرك كثيرا على مرورك الكريم وتعليقك القيم.
اعتقد ان هذا الموضوع والذي اعتبره في غاية الاهمية يحتاج , بالاضافة الى الكتاب والصحفيين ,
الى قانونيين ومترجمين في اللغات العالمية المهمة . ويمكن السير بهذا الموضوع وفق الخطوات التالية .
1 - اختيار اهم الفتاوى التكفيرية ضد المخالفين وخاصة ضد الشيعة وبفية الاديان والمذاهب والتي تحلل قتلهم.
2 - ترجمة هذه الفتاوى الى اللغات المهمة كالانكليزية والفرنسية والالمانية والاسبانية.
3 - بعد ذلك يأتي دور رجال القانون , حيث يقوم هؤلاء بعرض القضية على المحاكم الدولية
مع ذكر المجازر التي تحدث بسبب هذه الفتاوى وعمليات القتل والذبح التي تحدث في العراق وباكستان وافغانستان وغيرها مرفقة بأشرطة فيديو لهذا المجازر.
4 - نشر هذه الفتاوى التكفيرية في الصحف والمجلات العالمية ومنظمات حقوق الانسان .
5 - ان يكون هناك نقاش في جميع المواقع الالكترونية والصحف والمجلات حول هذا الموضوع من قبل الكتاب والمثقفين واصحاب الاختصاص .



• (2) - كتب : علي حسين الخباز ، في 2012/02/21 .

سيدي الرائع سلمت حقا فنحن بحاجة الى مثل هذا الاصرار المؤمن لندافع به عن مذهبنا وايماننا وعلى حياتنا وحياة ابناءنا فعلية لابد فعلا ان نقتحم جميع هذه الوسائل من اجل تقديم كل ماعندنا للصد
.. ارى اولا على المواقع التي تبنت مثل هذا الموضوع ونشرته ان تعمل على نشر ندوة موسعة
لمواجهة قوى الطاغوت
..فلنفتح هنا في كتابات ملفا يحتوي كل مايفعله هولاء الشيوخ واعود لقول الف شكر للمبدع شاكر حسن احسنت والله





حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net