ادخلُوا مساكنَكم لا يَحْطِمنَّكُم
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود

هي آنذاكَ نملةٌ تَكادُ لا تُرى ، عندما أَدركت أَنَّ الخطرَ المُبيدَ يُداهِمُ أُمَّتَها جنَّدت نفسَها ناصحةً واثقةً ، ومحذِّرةً شاهقةً ، وآمرةً فارقةً: ﴿ادخُلوا مَساكِنَكُم لا يَحطِمَنَّكُم سُليمانُ وجُنودُهُ وهُم لا يَشعُرونَ﴾ [النمل/١٨] ؛ فتوقَّتْ ووَقَتْ اُمَّتَها من زحفٍ جارفٍ لخيلِ جيشِ سليمانَ (عليهِ السلامُ).
ونحن - الذين نرى - اليومَ لا نُذعِنُ للتحذيراتِ (العالَميةِ ، والمحليةِ) التي تُوجِبُ علينا أَنْ ندخلَ مساكنَنا كيلا يَحطِمَ وباءُ (ڤيروس كورونا) نفوسَنا ، ولا يُبليَ أَجسادَنا ؛ فلا مساكنَنا نَلزَمُ ، ولا التجمعاتِ نَعدَمُ.
العقلُ والعِلْمُ هنا يقولُ ، لا العاطفةُ ، ولا الجَهولُ: إِنَّـهُ الوباءُ الساحقُ ؛ فاجتنبوه ، واتقوا اللٰهَ في أَنفسِكم ، وفي أُسَرِكم وعِيالِكم ، ﴿ولا تُلقُوا بأَيديكُم إِلى التَّهلُكَةِ﴾ [البقرة/ من الآيةِ ١٩٥]
عندما نُصلِّي يجبُ أَن نُحقِّقَ مع (حضورِ القلبِ للٰهِ تعالى وحدَه ، والنيةِ الخالصةِ) نظافةَ البدنِ ، ونظافةَ الملابسِ ، ونظافةَ المكانِ والمُصلَّى ، وطهارتَها ، والتمكنَ الشرعيَّ من ذمَّتِها ؛ فلا تُقبَلُ الصلاةُ مع (حضورِ القلبِ للٰهِ تعالى وحدَه ، والنيةِ الخالصةِ) إِذا كانت هذه المتطلباتُ الماديةُ غيرَ نظيفةٍ ، ولا طاهرةٍ ، ولامباحةٍ ؛ إِذًا ليس من المتاحِ يُسرًا أَن نُسقِطَ سُبُلَ الوقايةِ الواجبةِ من هذا الڤيروس المُبيدِ ، ونتعاملَ مع مسبباتِه وعواملِ انتشارِه والعَدْوَى به كلِّها وندَّعي أَنَّ الدعاءَ يكفي للتحصُّنِ منه.
نعم ؛ إِنَّ للدعاءِ مع حضورِ القلبِ روحيًّا مقدماتٍ ماديةً واجبةً يَلزَمُ تحقيقُها واقعًا ؛ ليكونَ الدعاءُ نافعًا ؛ ﴿فاللٰهُ خَيرٌ حافِظًا وهوَ أَرحَمُ الرّاحِمينَ﴾ [يوسف/ من الآيةِ٦٤] حرسكمُ اللٰهُ ، وجعل الوباءَ على الخاصةِ من الأَعداء.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat