من مبادىء الإحياء الواعي لمناسبات أهل البيت (ع)
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين

ممّا يميز أتباع مدرسة اهل البيت (ع) عن باقي فرق المسلمين هو بروز عنصر العاطفة إتجاه أئمتهم (ع) ، وهذه العاطفة متأتية عن حب وود أهل البيت المأمور به كل مسلم كأجر للرسالة بنص القرآن الكريم ( قل لا اسألكم عليه أجراً إلّا المودة في القربى ) ، وتتجسد هذه العاطفة على شكل جملة من الشعائر والطقوس المعروفة لدى الجميع ، وهذا الأمر كما قلنا لم يأت عن فراغ وإنما له جذور عقائدية وفقهية اسلامية رصينة وثابته في محلّها .
يطلق على مجموع أشكال تجسيد هذا الحب والود في الخارج بمصطلح ( إحياء أمر أهل البيت ع ) والمُنتزع من حديث للإمام الصادق ع يقول فيه ( احيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا ) .
ولا شك أنّ الإحياء له مستويات وأشكال متعددة ، تختلف بحسب وعي القائم بالإحياء وظروفه المحيطة به الخاصة والعامة ، نريد هنا التفكير بالمبادىء العامة للإحياء الواعي لأمر أهل البيت ع وبما ينسجم مع مقامهم وشرفهم ، ومع الأهداف المرجوّة من الإحياء المأمورين به نفسه ، لذلك سنحاول إعتصار الفكر بعد التوكل على الله جل وعلا والخروج ببعض تلك المبادىء والمحددات المنطقية ( وفق العقل ومنطق الشريعة ) للإحياء الواعي ومنها :
( ١ ) : الإخلاص في النيّة ، فالأعمال بالنيّات وللمرء مانوى - كما ورد - ، فكل عمل بلا نيّة خالصة لوجه الله تعالى فهو عمل أجوف في الإسلام ولا قيمة له ، فلابد أن يكون خالياً من الرياء والعجب وطلب السمعة أو طلب الجاه .. الخ
( ٢ ) : الإحياء عن معرفة ، فعندما نحيي أمر أهل البيت ع ونحن عارفون بفضلهم وحقهم ومقاماتهم وأهمية إحياء أمرهم غير ما نفعله عن تقليد أو موروث .. الخ ، والاختلاف من حيث الثواب ومن حيث الأثر ايضا ..
( ٣ ) : أن يكون الإحياء خالياً من كل عمل منهيّاً عنه في الإسلام ( على مستوى الحرمة او الكراهة ) وأن لا يكون مقدمة لعمل منهيّاً عنه ، فلا يُطاع الله من حيث يُعصى ، والغاية لا تبرر الوسيلة ..
( ٤ ) : أن يكون الإحياء منسجماً مع الأهداف المرجوّة منه وطريقاً موصلاً لها لا مُبعداً أو مبطّئاً للوصول اليها ، فلا يكون الإحياء إماتة لسنن وأخلاق وآداب أهل البيت ع مثلاً ، ولا يعكس صورة خاطئة عنهم أو عن أتباعهم ، الإحياء هدفه تعزيز حب أهل البيت والارتباط بهم لا العكس ..
( ٥ ) : أن تُراعى ظروف الزمان والمكان في الإحياء ، فلكل مقام مقال ، فأنا أحيي أمر أهل البيت في الجامعة بطريقة تنسجم مع هذه المؤسسة العلمية ومختلفة عن إحياءها في الحسينيات مثلاً ، ومظاهر الإحياء في أوربا لابد أن تختلف عن إحياءها في مجتمعاتنا الموالية لأهل البيت ع .. وهكذا
( ٦ ) : أن نتعبّد بالإحياء لا نعبد نفس الإحياء ، وفرق واضح بين الأمرين ، فالأول نعبد به الله والثاني نجعله شريكاً لله تعالى .. فتأمل
( ٧ ) : أن لا تكون مظاهر الإحياء مبهمة ، فينبغي أن تكون واضحة الرسالة وبيّنة المغزى وأن لا تقبل التأويل ما أمكن ..
( ٨ ) : تعظيم أهل البيت عليهم السلام يواجه محظورين مهمّين ، الأول : الإفراط الموجب للغلو والعياذ بالله أو الموجب لهلاك النفس كالحزن الشديد ، الثاني : التفريط الذي يسبب الجفو عنهم والإعراض عمّا أُمر به المسلم .
( ٩ ) :
اللهم اجعلنا ممن يحيي أمر أهل البيت عليهم السلام إحياءً واعياً خالصاً ومثمرا ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat