صفحة الكاتب : ثامر الحجامي

سياسة في زمن الكورونا
ثامر الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يصر العراقيون على أن يكونوا مختلفين عن غيرهم من الشعوب، ويستمر تميزهم حتى في الظروف الإستثنائية التي تمر على العالم بأسره، وليس في بلدهم أو المنطقة الاقليمية المحيطة فحسب.

على الرغم من موجة وباء كورونا التي ضربت العالم وشلت الحياة فيه، والتي لم تستثني العراق أيضا، إلا إن الحياة وتعامل الناس والحكومة هنا يختلف عن الآخرين!

مازالت مجاميع كثيرة لا تلتزم بحظر التجوال الذي أعلنت عنه الحكومة، تحاشيا من إنتشار هذا الوباء، وتمارس حياتها الطبيعية بكل أريحية في الشوارع والأسواق ، وما زال المتظاهرون مصرون على إستمرار مظاهراتهم في ساحة التحرير.

العجيب أن أدعياء الثقافة يصرون على إقامة فعاليات " تحدي الكورونا " في شارع المتنبي وسط العاصمة بغداد، غير آبهين بالمناشدات المحلية والعالمية، الداعية الى منع التجمهر، ضاربين مثالا سيئا لنموذج المثقف العراقي، الذي يفترض أن يكون قدوة للآخرين في مثل هكذا حالات وأزمات.

خلية الأزمة التي تشكلت لم تتمكن من وضع اليات حقيقية لمواجهة المرض، وعجزت عن تخصيص الأموال اللازمة لتوفير المسلتزمات الطبية للمرضى والمصابين، فخلت الصيدليات من الاقنعة والكفوف والمواد المطهرة، وظهرت الخلية على وسائل الإعلام وكأنها عاجزة عن صياغة بيان عن الأزمة التي تمر بها البلاد.

الحكومة الحالية تتصرف وكأن الأمر لا يعنيها، وتركت إدارات المحافظات تصارع وحدها، دون توفير المستلزمات التي تمكنها من مواجهة التحديات، فلا مستشفيات جاهزة لإستقبال المصابين، ولا كوادر صحية مدربة للتعامل مع هكذا حالات، ولا أموال مخصصة لتوفير الإحتياجات اللازمة، ولا وسائل للتطهير والتعفير، بل إقتصر الأمر على جمع التبرعات والهبات.

الأحزاب والكيانات السياسية هي الأخرى ما زالت تعيش حالة الصراع من أجل المصالح الخاصة، مبتعدة في الفعل والتفكير عن المصلحة العامة التي يفترض أن تكون أمينة عليها، فعلى الرغم من الأزمة الكبيرة إلا إننا نرى الفشل الكبير لهذه الأحزاب، في تكليف شخصية مناسبة تشغل منصب رئيس الوزراء يختار حكومة كاملة الصلاحيات، تقوم بما تحتاجه البلاد في المرحلة القادمة.

يبدو أن وباء " كورونا " قد أصاب الأحزاب السياسية، فجعلها مشلولة.. فلا هي ميتة وتخلصنا منها، ولا هي قادرة على تنفيذ ما وعدت به جماهيرها، بعد أن أصبح تفكيرها وغاية أهدافها الإمساك بالسلطة والتصارع على مغانمها.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثامر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/03/21



كتابة تعليق لموضوع : سياسة في زمن الكورونا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net