صفحة الكاتب : قيس النجم

حكومة عاقر أنجبت توأماً!
قيس النجم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 رغم المناخ الديمقراطي الذي تعيشه العملية السياسية، ما زلنا محشورين في عنق الزجاجة، متناسين أن الذي يعيش في رحاب الحرية، يجب عليه أن ينمو ويزدهر، والمشروع العراقي يكبر لكونه قد سقي بدماء الشهداء الطاهرة، ليتحول الى شعلة حقيقية تزيد الجماهير قوة وتجذراً، ورسوخاً وثباتاً، وإصراراً على المواصلة.

لا يمكن أن يكون الوطن معافى ونشطاً وقلبه مريض، ثم أننا لا نريد مسؤولاً يختبئ وراء الكراسي والمناصب، وإنما مسؤولاً ميدانياً يسعى لخدمة الجماهير، وله بصمته وهي في صميم الواقع اليومي للمواطن.

لكي يتغير البلد بوضعه المزري، لا بد للحكومة القادمة من خارطة طريق وخطة عمل، وليس مسكنات، أو مختبرات لتجميد مشاكل يعانيها الشعب، والجميع يدرك أن اليد الواحدة لا تصفق، ثم أن الإصلاح ليس أمراً هيناً، ولكن علينا إدامة الزخم ونستمر بالتقدم الى الأمام، للمطالبة بعراق حر بعيد عن الفاسدين، ومَنْ ينل ثقة الشعب، فإنه لشرف عظيم له كي يكون خادماً له.

علينا أن تكون أقوياء، كي نستطيع مواجهة المرحلة المرتقبة، ولتنذكر أن التظاهرات في حقيقتها لا تختزل في ممارسات شكلية، وإنما يجب أن تتحول الى إجراءات تنفيذية، تنسجم مع طموحات المواطن العراقي، ولا تعني إيقاف الحياة وتدمير البنى التحتية، وإثارة الفوضى، ومنع المؤسسات الأمنية من ممارسة واجباتها لحماية الجماهير، بما فيها المتظاهرون أنفسهم، ويجب أن ينبذوا كل مسيء ومخرب يشوه صورتهم السلمية.

الجماهير لن تسمح مرة أخرى بأن يصادر صوتها وحقها في الحياة، لذا يجب أن يكون النهج الحكومي الجديد، طريقاً الى مستقبل مشرق وعيش كريم، يستحقه العراقيون جميعاً، وإن كانت التحديات مصيرية، والمنعطفات صعبة، فيجب أن نضع في الحسبان، الدماء التي سقطت من أجل الأرض والمقدسات، والحرية والإصلاح والتغيير، أنها لدماء زكية لرجال الحشد الشعبي والمتظاهرين السلميين على السواء.

إن ما يخيفنا حين تقول الحكومة بعد التصويت عليها، أننا لا نستطيع أن نحقق كل شيء لكم، لأن أمامنا مشاكل ومعوقات كثيرة جداً، وعلى طريقة الحكومات السابقة، وتقنع نفسها بحلول وقتية وترقيعية، ومن ثم تعود ريمه الى عادتها القديمة.

ختاماً: تذكر يا علاوي الجديد القديم، أن الأوضاع في العراق بعد التظاهرات وما حدث فيها، ليست كما كان قبلها، وأتمنى ألا تخرج علينا بعد عدة شهور، وتقول حكومتي عاقر لا يمكن أن تلد، وأنتم تطالبونني بتؤام!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قيس النجم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/02/17



كتابة تعليق لموضوع : حكومة عاقر أنجبت توأماً!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net