صفحة الكاتب : نزار حيدر

العراقية..مزرعة بصل
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   عزا نــــزار حيدر، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، الموقف المتذبذب والمتردد الذي تنتهجه (القائمة العراقية) من العملية السياسية برمتها الى سببين رئيسيين:

 
   الاول: هو تبعية قرارها السياسي الى عدة قوى واجندات متناقضة تقف خلف الحدود.
 
   الثاني: هو انها قائمة بعدة رؤوس، وليست براس واحد، ينطبق عليها قول الشاعر المعروف؛
 
                      رؤوس قومي كلهم         ارايت مزرعة البصل
 
   واضاف نـــــزار حيدر، الذي كان يجيب على اسئلة الاعلامي العراقي المعروف الاستاذ جهاد العيدان:
 
   ان القائمة تتلقى اشارات متناقضة من عدة قوى تقف خلف الحدود، اقليمية ودولية، ما ينتج كل هذه المواقف المتناقضة التي نلمسها يوميا من القائمة ازاء العملية السياسية، فضلا عن التناقض في التصريحات التي يدلي بها اعضاء من القائمة، فيما يسبب تعدد الرؤوس في القائمة الى تناقضات من نوع آخر ليس له علاقة لا بالمصلحة العامة ولا بمصلحة الوطن، وانما بمصالح شخصية يسعى كل راس من رؤوس القائمة الى تحقيقها، حتى اذا جاءت على حساب وحدة الموقف.
 
   ان تناقض وتضارب المواقف لهذه القائمة هو انعكاس حقيقي لتناقض وتضارب مواقف القوى الخارجية التي تملي عليها اجنداتها الخاصة.
 
   وتوقع نـــــزار حيدر ان تتشتت القائمة وتتفتت صفوفها اذا ما استمرت على هذه الحال، لان في صفوفها من القادة والزعماء الوطنيين من لا يرضى بمثل هذه المواقف المتذبذبة التي تؤشر على خلل في القيادة الجماعية للقائمة، كما ان فيها من لا يرضى ان يلحق ادنى ضرر بالعملية السياسية، خاصة بعد الاتفاقات السياسية التي توصلت اليها مختلف الاطراف المشاركة فيها، وكما هو معلوم فان مثل هذه المواقف المتذبذبة تضر بالعملية السياسية وقد تعطل، اذا ما استمرت على هذه الحال، الانجاز الذي ينتظره العراقيون من الحكومة الجديدة.
 
   وتمنى نـــــزار حيدر على القائمة العراقية ان تحسم امرها وعلاقتها بالعملية السياسية ومن تشكيل الحكومة المرتقبة بشجاعة ووضوح وواقعية، بعيدا عن كل محاولات الابتزاز والاستنزاف، ولا يمكن ان تحقق القائمة كل ذلك الا اذا قررت الابتعاد عن الاجندات الخارجية والتمسك بالخيار الوطني، لان المرحلة الحالية التي يمر بها العراق لا تتحمل مثل هذه المواقف المتذبذبة او المترددة، بل لا بد من مواقف وطنية شجاعة، ترتقي الى مستوى الشعور بالمسؤولية والاحساس بمعاناة العراقيين الذين لازالوا يدفعون دماءا وارواحا كثمن لصبرهم وصمودهم واصرارهم على بناء تجربتهم الديمقراطية الجديدة.
 
   واعاد نــــزار حيدر الى الاذهان الظروف التي تشكلت فيها القائمة العراقية، والتي لعبت اجندات وضغوطات خارجية من اجل تجميع كل هذا الكم الهائل من الاتجاهات المتناقضة والتي ما كانت لتجتمع تحت عنوان واحد لولا سعيها الى السلطة فحسب، ولذلك فان القائمة ستتفتت لو لم تشارك في السلطة لان ذلك يعد بمثابة انتفاء سبب اتفاقها، والا ما الذي يجمع اليساري مع اليميني؟ والديني مع العلماني، والطائفي مع الليبرالي، والبعثي مع القومي؟ والقاتل مع المسالم؟ سوى السعي الى السلطة وبهذه الطريقة الممجوجة التي اثارت الكثير من الريبة والشك؟.
 
   عن ما يتردد اليوم في بغداد بشان ضرورة ان يتم اختيار الوزراء في الحكومة القادمة على اساس المهنية وليس على اساس الشراكة الوطنية، وما اذا كان الامران متناقضان ام لا؟ قال نــــزار حيدر:
 
   بالعكس فانا لا ارى اي تناقض بين الامرين، فالشراكة الوطنية تخص القرار السياسي، اما المهنية فتخص التنفيذ، فاذا كنا بحاجة الى تحقيق الشراكة الوطنية فمن خلال القرار السياسي وهذا ما يتحقق تحت قبة البرلمان، وقد يتحقق في المجلس الجديد المقترح والذي تم الاتفاق عليه من بين الصفقات السياسية التي اثمرت تشكيل مؤسسات الدولة في جلسة مجلس النواب في يوم الخميس المنصرم، اما المهنية فلا علاقة لها بالشراكة لا من قريب ولا من بعيد، فهي معيار يجب ان يتم العمل به لاختيار الوزراء في الحكومة الجديدة، من اجل ان لا نكرر اخطاء الماضي عندما تم اعتماد الحماصصة والحزبية والانتماء والولاء قبل اي شئ حقيقي آخر لاختيار الوزراء في الحكومة السابقة.
 
   عن ردود الافعال الانفعالية التي ابداها آل سعود على لسان اعلامهم الطائفي، ازاء الفشل الذريع الذي منيت به مبادرة ابن سعود بشان الملف العراقي، قال نــــزار حيدر:
 
   لقد منى، بتشديد النون، آل سعود انفسهم بمثل هذا النصر السياسي الذي حاولوا ان يحققوه برأس العراقيين، من خلال اطلاق ابن سعود لمبادرته الاخيرة، فعلى الرغم من الجهد الاعلامي والديبلوماسي والسياسي والمالي الضخم الذي بذله آل سعود، منذ لحظة اطلاق الرياض للمبادرة، الا انها فشلت فشلا ذريعا عندما ادار العراقيون ظهورهم اليها لدرجة التجاهل، ثم جاء النجاح المتميز للمبادرة العراقية الوطنية التي اطلقها احد اعمدة بناة العراق الجديد، واقصد به السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان العراق، لتقبر المبادرة والى الابد، بعد ان كان آل سعود يراهنون على فشل المبادرة العراقية الوطنية، وعلى فشل العراقيين في لعق جراحهم من اجل تحقيق المصلحة الوطنية العليا.
 
   لقد تصور آل سعود ان العراق لبنان ثانية، يمكنهم ان يحققوا به نصرا سياسيا، فلما فشلت المبادرة حركت الرياض (كلابها) المسعورة لتنبح وراء القافلة العراقية الجديدة، وقديما قيل:
 
   القافلة تسير ولا يهمها نبح الكلاب.
 
   لقد اصاب العراقيون مملكة آل سعود بالاحباط الشديد، بتمسكهم بالحل الوطني للازمة.
 
   13 تشرين الثاني 2010

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/11/21



كتابة تعليق لموضوع : العراقية..مزرعة بصل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : علي حسين النجفي من : العراق ، بعنوان : موتوا بغيظكم يا ال سعود !! في 2010/11/22 .

اعتقد ال سعود ان العراقيين سيهرولون لاهثين الى الرياض او الطائف تلبية لنداء حرامي الحرمين عبد اللات بن عبد العزيــر الذي توهم انه بملايين الدولارات المسروقة من ثروات بلاد نجد والحجاز يستطيع شراء موقف الشعب العراقي ويجيره لصالحه مثلما تعود ذلك وقناة العبرية خير شاهد على وجود اشخاص ذوي ذمم رخيصة عرضوها للبيع في سوق نخاسة ال سعود امثال نجاح محمد علي وعبد الرحمن الراشد ,لكن ال سعود وهبلهم الاعلى عبد اللات بن عبد العزيز صدمتهم مبادرة العراقيين المضادة حين اداروا ظهورهم للمبادرة السعودية الخبيثة وقالوا بصوت عال لا لمن حرض على قتل العراقيين ولا لمن ارسل الاجساد النتنة لتتفجر في اسواق مدن العراق ولا لمن ساند صدام بالاموال ويطالب العراقيين اليوم باعادنها ..لقد اصاب الرد العراقي العملاق ال سعود بالصدمة وكسروا ظهر عبد اللات وها هو الان على كرسي متحرك ينشد الشفاء في مشافي واشنطن..انه شعب العراق يا ال سعود فموتوا بغيظكم.






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net