ما أنشره أدناه هو مقتطفات مختصرة من مخطوطة كتاب (جولة في براري العمارة)، وهو تسجيل لمشاهداتي في جولتي التي استغرقت أكثر من يوم في براري العمارة أيام شهر شباط من السنة 2019، أما المعلومات التي اعتمدتها في الكتاب فقد حصلت عليه من مصادر شفاهية موثوقة عاشت في تلكم الربوع.
سيد طعمة النوري
بناء يقع على مكان تغسيل السيد طعمة -الذي يسمى عند أهل الجنوب بمقام- في أعالي أرض الزبيدات في سفح جبل، وقد مات في ظروف غامضة، حيث كان عاشقا لإحدى فتيات بيت (...)( )وكان اسمها (رابعة)، وترك مضيفه وكل أملاكه وعاش سائحا في أرض أهلها، وأهلها على خلاف ما هو معروف عن أهل الجنوب من تشرفهم بتزويج السادة ذرية النبي الأعظم محمد بن عبد الله صلوات الله عليه وآله لم يزوجوه، لكنهم سكتوا على أن يحل ضيفا شبه دائم عندهم، وكان رحمه الله يحمل متاعه وقهوته على فرسه، التي كانت من الخيول الأصيلة، ودائما يحمل بندقيته معه، وفي يوم من الأيام وجدوه مقتولا بطلق ناري، وقيل أنهم وجدوا ورقة في جيبة يذكر بها بأنه قد انتحر، وقد سألت محدثي عن ذلك الحاج جمعة حداد الكناني هل يحفظ ما فيها، فقال: لا يحفظه، وقد نقل لي خبر الانتحار بصيغة التضعيف، لا الجزم به، وعلى مغتسله بناء صغير متواضع وتعتليه قبة خضراء، وقد بني المقام من قبل الجيش الإيراني عندما كانت أرض المغتسل وما يحيط بها تحت سلطتهم، بعد أن كان مبنيا بالقصب.
السيد طعمة الياسري
هو عسكري إيراني من ضحايى الحرب، ومن العجيب أن قاتليه اقصد الجيش العراقي هم من شيدوا قبره، وتروى قصة للتشييد، هي باختصار: ان وحدة عسكرية عراقية كان جنودها يرون يوميا ضوء يشع من بقعة فظنوه كمينا، أو جيشا تسلل عليهم، فأرسلهم كبير ضباطهم يستطلعون المكان، فوجدوا جثمان السيد فأخبروا مرسلهم الضابط فأمرهم بتشييد القبر، وبعد أن ظهر القبر للعيان وشاعت قصة الضياء والبناء أخذ الضابط للسجن، لكن خرج منه وعاد لمنصبه بعد ان تبين للسلطات أنه من نفس مذهبهم وجلدتهم.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat