موقع كتابات.. حرية أم تشويه للهوية؟!
طالب عباس الظاهر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من غريب المفارقات أن تكون مؤسسة ما، أو موقع الكتروني كـ(كتابات) يدعي الإنفتاح والحرية، لكنه يعمل ضدهما معاً، فيطلق هذا السيل الممجوج من النوايا المريضة المبيتة وقد أصابها العفن والأسن لطول مكوثها في نفوس أصحابها، ويفسح المجال لأنكر الأصوات أن يتعالى نهيقها على رؤوس الأشهاد، وينشر غسيلها أمام الملأ، مع احترامنا الشديد لبعض الأسماء المرموقة التي تنشر فيه وهي بريئة من جريرة مثل هذا التوجه المشبوه وهذه الرسالة الخبيثة، ممن نكن له كل الاحترام والتقدير، والعديد من الكتاب المغفلين فيه، رغم إن الكثير منهم قد انسحب مذ وعى قذارة اللعبة، وضحالة الدور الذي يلعبه الزاملي مؤسس كتابات، ناهيك عن الناعقين والمتملقين والمتمايلين مع معزوفة لحن الموقع الإعلامي النشاز، والذي يذكرنا بجمهور العشاق لصوت أم كلثوم من مدمني حفلاتها التي كانت تقام في الخمسينات والستينات من القرن المنصرم ، ويحيلنا إلى المثل الصيني الشهير القائل:(كلب ينبح على شبح وألف كلب ينبح لنباحه).
بل الأعجب أن يكون له كل هؤلاء المريدين والناعقين والزاعقين والفاتقين (اليمني!) بل المستميتين في الدفاع عنه، تملقاً لصاحبه وما أدراك ما التملق؛ فإنه داء وبيل تغلغل في النفوس، وترعرت بأحضانه الأقلام، بعد أن خلت الساحة من أصنامهم السابقة مزبان وحردان وزر.......!! أجلكم الله، وتبني منهجه الشاذ في فوضى الطرح الإعلامي، واختلاط الحابل بالنابل على أرض معركة وهمية إلا من تخرصات ذوات مريضة تتشدق بالشذوذ، وتتفاخر بدواعي عارها وخستها!، ممن يلقب نفسه بـ(الفقير والبعّير والسكير) وممن شاكلهم الكثير الكثير، أقلام ربما مأجورة أو في أحسن أحوالها منفلتة من القيود، ومتجاوزة لكل الحدود، فتطلق لنفسها الأعنة من أجل النيل من كل شي للاشيء! إلا مناهضة الفكر والتوجه التكفيري في تجربة العراق الجديد كونه وكما يبدو خط وحيد أحمر في سياسة الموقع، وهي تنظر للأمور بعين عوراء لا ترى إلا السيئ، وكالذباب لا ينجذب إلا للقمامة.
وفي حمأة حماسة التبرع بالرد من قبل هؤلاء؛ وأعني بهم جوقة المطبلين والمزمير والناعقين، على أية اعتراضات أو احتجاجات مقابل (عافرم) الزاملي الغالي، وبالتالي رفع أسماءهم ومواضيعهم لتتصدر الأسماء والكتابات دون وجه حق، وخاصة إعلاناته التي توضع على جبهة الموقع كالوشم الهندي على الجبين، وحسب إعتراضاته على بعض الأطروحات أو الأحداث السياسية الساخنة، ولا أدل على هذا وذاك من التطبيل والتزمير والنعيق، من أجل التحريض والمشاركة في مظاهرات ساحة التحرير..حيث لم نعد نعرف هوية (الموقع) واتجاهاته ومراميه، أهو معنا أم علينا!، مع العلم إن كل الاتجاهات لدينا محترمة إلا المنافقة منها، التي لا لون لها ولا طعم، فلا احترام لها عندنا، ممن تتباكى في العلن على جراحاتنا بدموع التماسيح، لكنها تساهم في الخفاء فيها، وهي تقدم مآربها وأطماعها حتى ولو خدمت أجندات خارجية لا تريد لزمن النزيف العراقي أن يتوقف، ولجراحه أن تندمل، ونتساءل أهو موقع شخصي أم حزبي أم تقف وراءه دولة ما، أو دول لها أهدافها من وراء دعمه ومساندته، بل قل حقدها على كل ما هو عراقي وشريف، ممن تضرر من قيام الوضع الجديد في عراق ما بعد البعث وصنم المعبود وولي النعمة المفدى بالروح وبالدم؟ وقائد معركة البوابة الشرقية ضد الفرس (المجوس!!).
ونتساءل بحيرة: أهو موقع بعثي أم وهابي أم إلحادي؟ بيد إنه بالحقيقة لا يعدو كونه مزيج متناقض من كل هذا وذاك وتلكم و..و..و..!! كونه موقع مباح لـ( الكلشي والكلاشي ) بالعراقي الدارج! وهذه إحدى حسناته لقياس مدى ما وصلت إليه حالة الانحدار الأخلاقي للبعض، ممن يكن حقداً دفيناً على العراق والعراقيين كما في سوق (هرج) للإطلاع على آخر مخترعات ( اللوتية) أي أولاد السوق في النصب والاحتيال، وآخر ما وصل إليه استهتار وسوء خلق (السرسرية) التي لم تسلم أحياناً من بذاءتهم حتى أعراضهم وشرفهم المفقود، مما تجري الدماء من اجله في المناسبات الأخرى، بل وعند عامة الناس، وهذا ربما الأقرب إلى الواقع الغريب الذي يكتف سياسة الموقع وتوجهه، والنهج الأغرب لصاحبه ومؤسسه، وتمتعه بالقوة الخارقة على التحدي، ليكتب مخاطباً رئيساً للوزراء قائلاً:(أنت رئيس وزراء وأنا رئيس كتابات!!)، وتزوده بإكسير الحكمة البالغة التي بات يوزعها معلبة بالمجان لسكان الأرض، وما فاض عنها لسكان البحار ومن يسبح في غمرتها!، ولعل بوادر الكرم الزاملي ستشمل المخلوقات النظيرة في الكواكب والأجرام السماوية الأخرى، بعد تجاوزها حدود الإخوة البشرية والزمالة الحيوانية! ، ومن بعد الانفتاح الكوني، وإلغاء الجاذبية، وإزاحة الغلاف الجوي بالشتائم والسباب وكيل المدائح لصاحب الموقع المعترف بـ(عظمة لسانه) في ذات بوح قديم بكونه نصف مثقف وربع كاتب و(ست إدراهم) مفكر و(عانة) أديب! تحت ذريعة حرية التعبير، ورقابة ضمير الكتاب الذي فقد الضمير أصلاً، وتحضرنا هنا صرخة الإمام علي عليه السلام بوجه المنافقين من مناوئيه وبحكمته التي تخطت حدود الزمان والمكان القائلة): إنها والله كلمة حق يراد بها باطل )، وكأن ذائقة البعض من كتابه ومريديه، وأؤكد ثانية على هذه البعض، قد أصيبت بالفعل بالعطب، وليس لدينا هنالك مجرد شكوك، وأضعف الظنون؛ بإصابة الهؤلاء بأعراض وباء مرض انفلونزا النهيق الفايروسي!!
والأدهى أن يكون لهم كل هذه الشراسة في الهجوم ، وإطلاق الكلام المسعور، وتوزيعه هنا وهناك على كل من لا يرضى عنه العزيز أبن العزيز الزاملي، وكتابات المدللة، حتى ولو نال وانتقص ممن يقف على رأس الهرم المرجعي أو الثقافي أو العشائري أو السياسي، والموقع المشار إليه كان ومازال وباسم الضمير(المخمور) والحرية (العرجاء) ينفخ على رماد احتراقات الوطن الجريح، ويضفي الكثير من الرتوش الباطلة في تلميع صورة الباطل، ويهرق مساحيق التجميل على أقبح المخلوقات وأحقرها، مثل الطاغية المقبور بطل الحفرة، وسوءة حكمه السوداء، وغيره من أفراد أسرته الشريفة جداً، ناهيك عن الأذناب، التي مازالت تتاجر بالدم العراقي الطهور، دون خوف أو حياء، من أجل مكاسب سياسية رخيصة مهما عظمت، من خلال التبجيل لشخصه، والتبجح بجرائمه التي يندى لها جبين كل حر وشريف، ولكن المثل الشعبي يقول : (إن لم تخف ولم تستح فافعل ما شئت!)، وهذا هو بالذات ما يفعله الزاملي وموقعه المشبوه كتابات.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
طالب عباس الظاهر

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat