صفحة الكاتب : د . عبد علي سفيح الطائي

في سبيل حوارٍ للعقلاء
د . عبد علي سفيح الطائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ايها العراقيون الحذر كل الحذر، فإن ثقافتنا العربية والشرقية بصورة عامة مبنية على الرأي ونقيضه. اي اما معي او ضدي ( وياي لو عليه)، لذلك يصعب مع ذلك الحوار المبني على التنازلات. اما الثقافة الغربية فبنيت على الرأي وضده، والذي ينتج عنه المحصلة.
إن المحصلة هي: نتيجة الحوار بين اثنين اي بين الرأي ونقيضه وتحديد الاتجاه الجديد الجامع.
اليوم العراق لا يوجد فيه محصلة بل أصبحت معركة وجود، اي ساحة صدام بين فريقين متعاكسين بالبوصلة. لذا اقول للعراقيين: احذروا، وذلك لمعرفة اين نحن اليوم من هذه المعركة؟
نحن شعب لا خبرة لنا بالتظاهرات ولا بدراستها الاجتماعية والنفسية والسياسية.
اليوم احاول ان ابين المسيرة العلمية لكل حركة اجتماعية ومنها سنعرف اين نحن اليوم.
تبدأ الحركة الاجتماعية بالاحتجاجات لأجل مكاسب معينة وتشمل طبقة او فئة أو شريحة معينة من المجتمع، فالطالب يريد حياة افضل، والعامل يريد أن يمتلك اكثر، والشاب يريد تعيين بدل البطالة، والعائلة تريد كهرباء وماء اكثر.
اذا لم تلبى المطالب المشروعة للشريحة المحتجة، فستتحول الاحتجاجات إلى تظاهرات ذات بعد اجتماعي، فتزداد حدتها ومدتها وجغرافيتها.
واذا لم يستجاب للتظاهرات الاجتماعية فستتحول إلى تظاهرات إصلاحية. اي تتوسع إلى شرائح متعددة ومناطق متعددة ومهن متعددة تطالب بإصلاح القوانين .
واذا لم يستجاب فستتحول التظاهرات الإصلاحية إلى سياسية اي تطبيق القوانين التي تحفظ العدالة والمساواة وحقوق المواطنة وتغيير بعض القوانين ورجال السلطة. واذا لم يستجاب فستتحول إلى ثورة اجتماعية هدفها هدم القيم القديمة وبناء قيم جديدة.
واذا لم يستجاب بسرعة للثورة فستتحول الثورة إلى ثورة ثقافية تعطي مفاهيم جديدة للدين والوطن والسلطة ولها منظريها وفلاسفتها وشعرائها ومطربيها ورساميها ونحاتيها وكتابها ونسائها ورجالها وفنانيها.

اليوم وصل العراق إلى الثورة الثقافية التي سوف تبني هوية عراقية خاصة بها خارج التاثير الايراني والعربي، وأي تأثير آخر، اي هدم كل ما مضى.
إن هذه الثورة أكدت على:
١- لا يمكن تغيير الحياة الاجتماعية العراقية دون تغيير الحكومة.
٢- ان هذا حصل بسبب انعدام الحوار والتنازلات من طرف الحكومة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . عبد علي سفيح الطائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/11/28



كتابة تعليق لموضوع : في سبيل حوارٍ للعقلاء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net