صفحة الكاتب : جواد كاظم الخالصي

الشباب العراقي وصرخة حقوق امام البرلمان
جواد كاظم الخالصي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ان تظاهرة شباب العراق التشرينية وعلى امتداد اكثر مساحات المحافظات المنتفظة هي بساط الريح الإصلاحية التي يمكن ان تغيّر الواقع المرير الذي يمر به الشاب العراقي دونما شباب البلدان المجاورة وغيرها، فلم يعرف الشاب الطموح في العراق غير توازن الرعب والحروب والارهاب والمواجهات العنيفة على وقع عصابات الجريمة تحت ظل وصمت برلماننا العتيق وحكومتنا المحصصاتية ..

المرجعية الدينية يوم الجمعة الماضي في خطبتها حددت معالم الخلل والتلكؤ الذي يكمن في البرلمان معتبرة ان جميع المشاكل تقع على عاتقه ولو توقفنا عند هذا التشخيص نجد فعلا ان التناحر السياسي والتحاصص بين الاحزاب المتمثلة في البرلمان هي من أوجدت هذا التراكم من المشاكل وقلة الخدمات وحاجة المواطن العراقي وانحسار طموحات الشباب وتطلعهم للمستقبل وسقف المجهول الذي يعيشونه ، كل ذلك سببه الكتل السياسية التي فشلت في الأداء والتخطيط وتراكم ملفات الفساد التي سكتت عنها جميع اللجان البرلمانية وحتى اللجان التحقيقية التي تم تشكيلها بعد وقوع اي كارثة في العراق .

لم اعمد انا شخصيا الى الكتابة حول الموضوع سوى بعض المداخلات حرصا على إعطاء الشباب في العراق الكلمة الفصل والرأي الثاقب في الحدث حتى لا يُصادَر حقهم في التعبير ولا يُحدِث خلطٌ في الاوراق وليس من حقنا نحن من خارج العراق الحديث نيابة عنهم وما كنّا نتخوف منه في هذا الاتجاه فعلا قد وقع بما شاهدناه نتيجة تصرفات بعض المعتوهين اللذين كان تدخلهم فيه تأثير مباشر على الشباب المنتفض وهم يصرخون بكل ألم عن حاجتهم الماسة الى الوصول لحقوقهم المنهوبة من قبل السياسيين والذي نضع لومه بشكل كامل على احزاب البرلمان المتصارعة صراعا لم يتوقف منذ الدورة الاولى له الى يومنا هذا ولن يتوقف طالما ان المحاصصة هي الهدف الرئيس امام الكتل السياسية ..

أيها البرلمانيون انتم بيدكم من يمكنه ان يحل مشاكل العراق ولديكم التشريع والقوانين وما الحكومة سوى انها اداة تنفيذ قد تحترم حقوق الفرد وقد تعبث بها كما كان واضحا للجميع لان العبث طال دماء الناس الأبرياء وهي خطوط حمراء عندما لا تسيطر السلطة التنفيذية على احداث مظاهرات قام بها شباب يريد العيش بكرامة حاله حال باقي شبان المنطقة التي يعيش معظم شبابها حالة من الرفاهية وتوفير ما يتناسب من حياة حرة كريمة.

اقول ان ما حدث خلال التظاهرات الاخيرة مع المتظاهرين وقتل العشرات منهم وجرح الالاف انما ينم عن جهل الحكومة وعدم تخطيطها السليم وتثبت انها جاءت وتشكلت نتيجة محاصصة بغيظة وتحت ظلال كتل سياسية متهمة بالفساد مهما نادوا بالإصلاح او محاربة الفساد ..

اكتب الان في هدا الوقت تحديدا وقد هدأت ثورة الشباب العراقي وعادت القوات الامنية لتسيطر على الموقف والوضع بشكل عام منتقدا فيها الحكومة واجهزتها الامنية ( كي لا يقول البعض انني انتظر الصولة لمن تكون حتى أجامل ) وذلك لعدم قدرتها على ادارة الازمة بشكل صحيح ما يدل على عدم كفائتها ولابد من ادانتها وعلى المدعي العام في العراق ان يحقق في ذلك وان كانت أيادي خفية قامت بآلية القتل فذلك ايضا يضع الحكومة في موقف محرج لانها لا تمتلك جهازاً استخبارياً صحيحا وقويا وفاعلا ،، كما انني انتقد السلطة التشريعية بكتلها السياسية التي لم توفر في قوانينها حقوق المواطنين ولم تعتني بمستقبل شباب البلد بل تركتهم فريسة لأجندات خارجية تتلاعب بهم وتصادر اصواتهم وصرخة ثورتهم ليستغل الظرف بعض الادعياء والنكرات ويوصلوا رسائلهم على اكتاف شبابنا الذين زهقت ارواحهم ورُمّلت نسائهم وكأن القدر كتب على شباب العراق ان يكونوا حطبا للحروب والنزاعات والخلافات وسوء الادارة والتخطيط .

اتمنى ان تكون إجراءات البرلمان الجديدة فعلية وحقيقية لخدمة المواطن ولا تكون حبرا على ورق كما تعودنا سابقا ..

رحم الله الشهداء اللذين سقطوا خلال التظاهرات للأسبوع الماضي والشفاء للجرحى وان يحفظ الله العراق وشعبه من كل المتآمرين في الداخل والخارج ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جواد كاظم الخالصي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/10/11



كتابة تعليق لموضوع : الشباب العراقي وصرخة حقوق امام البرلمان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net