صفحة الكاتب : نعيم ياسين

فضائيات ارهابية
نعيم ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يستحق موضوع الارهاب ودور بعض الفضائيات السلبي في الترويج له عبر مختلف الصيغ وصلة ذلك بانتهاك حقوق الإنسان دراسة اشمل واوسع مما نعرضه هنا , بالنظر إلى حيوية الموضوع وتعدد زوايا النظر إليه لكن ذلك لايمنع من القاء الضوء عليه بالمتيسر عملا بقاعدة " لايترك الميسور بالمعسور" 0
     لقد اصبح من البديهيات تعريف عصرنا بانه عصر الاعلام وعصر الفضائيات لما لعبته هذه من دور في التاثير في وعي الفرد والمجتمع على حد سواء , كما انها استحوذت على القسط الاكبر من الزمن المتاح امام الناس أو اوقات فراغهم فتنبهت إلى ذلك دول كبرى ومؤسسات صناعة الرأي في العالم فعملت بجد ودون كلل على وضع ستراتيجيات قصيرة المدى وبعيدة المدى للتسلل إلى قناعات الشعوب ورؤاها للتاثير فيها بما يخدم مصالحها ومشاريعها , ويكفي إن نذكر دلالة على ذلك بوصف احد زعماء اوربا الشرقية انذاك للتاثير الاعلامي ودوره في تفكيك تلك الكتلة التي كانت ضمن دائرة نفوذ الاتحاد السوفياتي السابق , فقد اشار إلى إن الدور الاعلامي الغربي في تاثيره على دول اوربا الشرقية لم يكن اقل من استخدام السلاح النووي تدميرا لانظمتها السياسية وقناعاتها . وفي هذا الاطار يقول خبير الاعلام
( بودريارد ) " إن التلفزيون لايعرض لنا العالم أو يعكسه أو يمثله , بل اصبح يحدد ويعيد تعريف ماهية العالم الذي نعيش فيه "
العراق نموذجا :       
     لقد عانى العراق منذ التغيير عام 2003 ومازال من هجمة ارهابية شرسة لم تتعرض لها أية دولة في العالم من قبل شهدت تغييرا في نظامها السياسي , وقد تميزت هذه الهجمة الارهابية بشمولية اهدافها حيث كانت البنية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية للعراق مسرحا داميا اصطبغ بالدماء والتدمير المنظم . إن الهجمة الارهابية هذه انتهكت كل مواثيق حقوق الإنسان , سواء ما شرعته منظمة الامم المتحدة أو ماوضعته منظمات اقليمية تعنى بتلك الحقوق .
     واذا كانت حقوق الإنسان مترابطة وغير قابلة للتجزئة وغير قابلة للتصرف فاننا بالرصد والاستقراء نجد إن الحقوق المصنفة ضمن المستوى الاول كانت اولى ضحايا الارهاب , وفي مقدمتها حق الحياة , وحق الامن , وحرية الاعتقاد والتعبير عن الراي , فالقتل الجماعي في ابسط تعريفاته هو مصادرة لحق الحياة , وهو ايضا جريمة مادام سلب حياة الإنسان – أي انسان – لايستند إلى نص قانوني ولا يخضع لمحاكمة عادلة , وهكذا سائر الاعتداءات الاخرى التي قامت بها الجماعات الارهابية من قبيل التهجير الطائفي والخطف والاخفاء القسري . 
قناة الجزيرة واخواتها :          
        تعاملت الكثير من الفضائيات وبعضها محلية بعدم المسؤولية مع الهجمة الإرهابية التي يشهدها العراق منتهكة بذلك كل مواثيق الشرف الاعلامي ومواثيق حقوق الإنسان 0 إن من مقررات مواثيق الشرف الاعلامي إن لاتوصف الجريمة وصفا يغري الاخرين بارتكابها فيما تبنت تلك الفضائيات في تغطيتها للحدث العراقي والجرائم الارهابية خطابا اتسم  بالاغراء من خلال ما يلي :  
اولا : اعتبار الجرائم الارهابية اعمالا جهادية يأمر بها الدين وهو نفس التوصيف الذي تعطيه القاعدة لاعتداءاتها في العراق . فاستخدام مفردات الجهاد والكفار والصليبيين والمرتدين مفردات ذات صبغة دينية معروفة .
 ثانيا : اعتبار الجرائم الارهابية عملا من اعمال المقاومة باعتباره يستهدف قوات الاحتلال , وحقيقة الامر غير ذلك فقد دلت الاحصائيات إن سقوط العراقيين في تلك الاعتداءات فاق بكثير ماسقط من قوات الاحتلال . 
ثالثا : التحريض على القتل من خلال عرض افلام وتسجيلات بصوت قادة الجماعات الارهابية مثل ابن لادن والظواهري والزرقاوي . اضافة إلى استضافة قادة الجماعات الارهابية .  
     وتقف قناة الجزيرة وتقترب منها قناة الشرقية في مقدمة الفضائيات التي روجت للدعاية الارهابية في العراق من خلال تضليل المتلقين في بث الاخبار والتقارير أو في برامج سياسية تستضيف فيها شخصيات معروفة المواقف سلفا من عملية التغيير في العراق . يقول الباحث ( جون بي . الترمان ) في بحثه - العراق ودول الخليج - المنشور في مجلة المستقبل العراقي عدد كانون الاول عام 2008
" هناك رابطة وصل بين قطر ونظام العراق السابق وهي قناة الجزيرة وكان فيصل القاسم احد مقدمي برامج القناة , الصحفي الاخير الذي زار صدام حسين في ايلول عام 2002 بصحبة المدير العام للقناة جاسم العلي , وقد كشفت وثيقة في بغداد بان التغطية الاعلامية ستكون لصالح نظام صدام كما كشفت الوثيقة إن هناك علاقة بين المخابرات العراقية لنظام صدام وفيصل القاسم " . إلى جانب ما تقدم فتحت قناة الجزيرة ابوابها للمحرضين على العنف في العراق والداعين إلى الاقتتال الطائفي حيث قال الشيخ يوسف القرضاوي من على شاشة القناة وفي احد برامجها  " إن ابناء السنة في العراق يعانون من تصفية طائفية وعرقية " دون إن يذكر شيئا عن قتل الالاف من الشيعة . وفي مضمون الاخبار وصياغتها خصوصا ما يتعلق بالحدث العراقي انتهكت قناة الجزيرة وقناة الشرقية حق الإنسان في المعلومة الصحيحة الامر الذي يعد رافدا يصب في مصلحة الارهاب , فقد نقل احد الباحثين  العراقيتن في رسالته للماجستير عام 2008 والموسومة " اساليب الدعاية في قناة الجزيرة الفضائية " نقلا عن باحثين اعلاميين " إن قناة الجزيرة لجأت إلى إلى التوظيف السياسي والاعلامي للتقارير الاخبارية لاسيما التي تنتجها داخل القناة , وهذا يخالف مواثيق الشرف المهني , وتجسد ذلك التوظيف في استخدام المفردات والمصطلحات التي تؤدي إلى التشكيك في مصداقية الخبر أو التقرير حيث استخدمت مفردة ( مؤخرا ) لتفادي تاريخ الحدث , واستخدمت مفردة ( عدة اشخاص ) لتفادي الرقم الحقيقي , واستخدمت عبارة ( فوضى امنية شاملة ) في حين هناك مناطق كثيرة في البلاد آمنة ومستقرة " ,.. وهكذا .  مما تقدم يتبين لنا دور بعض الفضائيات في تاجيج العنف وتقوية شوكة الارهاب ولدوافع بعضها ظاهر مكشوف وبعضها الاخر خفي غير محدد المعالم لكنها جميعا تنتهك حقوق الإنسان انتهاكا خطيرا . ونخلص مما تقدم ايضا إلى ماياتي :
    اولا : إن الارهاب بما انه يصادر اهم حقوق الإنسان وهو حق الحياة فان وسائل الاعلام وبوجه اخص الفضائيات المروجة له بالدعاية تصادر هذا الحق ايضا .
   ثانيا : على جميع الجهات الرسمية وغير الرسمية إن تعمل على وقف الدعاية الفضائية للارهاب ومقاضاة الفضائيات العاملة في هذا الاتجاه .
  ثالثا : مقاطعة الفضائيات المروجة للدعاية الارهابية .
  رابعا : ان تعمل اجهزة الحكومة ومنظمات المجتمع المدني وخبراء الاعلام على كشف حقيقة الدعاية الضارة المروجة للارهاب وتبصير المواطن بها وتعريفه باساليبها .  
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نعيم ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/02/03



كتابة تعليق لموضوع : فضائيات ارهابية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net