صفحة الكاتب : نزار حيدر

لصحيفة بلادنا اليوم : هيئة الحَشد الشَّعبي جزءٌ من المؤَسَّسة الأَمنيَّة والعسكريَّة في البلادِ وِفقاً للقانُونِ
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

           لِصحيفةِ [بلدُنا اليَوم] المصريَّة؛
هيئة الحَشد الشَّعبي جزءٌ من المؤَسَّسة الأَمنيَّة والعسكريَّة في البلادِ وِفقاً للقانُونِ
*فتوى الجِهاد الكِفائي التي أَصدرها المرجعُ الأَعلى كانت لتعضيدِ مؤَسَّسات الدَّولة
*لولا الحشدُ وبطولاتهُ لما تحرَّر العراق من الإِرهاب كلمحٍ بالبصرِ 
*لا أَحدَ في العراق يقبل أَن يأخُذ الحشد مكانَ المؤَسَّسة الأَمنيَّة والعسكريَّة في البلاد
                     نـــــــــــزار حيدر
                           توطِئة؛
   *بتاريخ [٧ أَيلول] المُنصرم أَجرى الزَّميل مِدحت بدران المحرِّر في صحيفة [بلدُنا اليَوم] اليوميَّة المصريَّة الحوار التَّالي الذي نشرتهُ الصَّحيفة في عددِها الصَّادر الْيَوْم الخميس [١٢ أَيلول]؛
   س١/ ما رأيكَ فى تشكيلِ ميليشيات الحشد الشَّعبي في العراق قوَّة جويَّة؟.
   الجواب؛ أَوَّلاً؛ الحشد الشَّعبي ليس ميليشيات فهو هيئة رسميَّة جزءٌ من المؤَسَّسة العسكريَّة والأَمنيَّة الرسميَّة في البلادِ، كما وصفها قانون الحشد الشَّعبي الذي شرَّعهُ مجلس النوَّاب قبل سنتَين، والذي نظَّم فِيهِ هَذِهِ العلاقة الدستوريَّة والقانونيَّة.
   والكلُّ يعرف، العدوُّ قَبْلَ الصَّديق، أَنَّهُ لولا الحشدُ وبطولاتهُ لما تحرَّر العراق من الإِرهاب كلمحٍ بالبصرِ.
   يجب أَن نتذكَّر الظُّروف القاسية التي مرَّ بها العراق عندما اجتاحتهُ عصابات الإِرهاب التَّكفيري الأَسود، ففي ذَلِكَ الوقت كانت المؤَسَّسة الأَمنيَّة والعسكريَّة تشهد إِنهياراً واسعاً بسببِ فسادِ وفشلِ القائِد العام الأَسبق ومكتبهِ.
   ثم جاءت فتوى الجِهاد الكِفائي التي أَصدرها المرجعُ الأَعلى لتعبِّئ العراقيِّين فينهضُوا عن بِكرةِ أَبيهم نهضةَ رجُلٍ واحدٍ لمواجهةِ الإِرهاب وللدِّفاعِ عن البلاد، وبذلك وقفت قوَّات الحشد الشَّعبي بوجهِ الإِنهيار الشَّامل كونها قُوَّات ذات عقيدة وطنيَّة راسخة.
   ولأَنَّ الحشد الشَّعبي هو الْيَوْم جزءٌ من المؤَسَّسة الأَمنيَّة والعسكريَّة ولذلك فهو لا يتصرَّف لوحدهِ ولا يقرِّر على هواهُ وبمِعزلٍ عن هذه المؤَسَّسة التي يقف على رأسِها القائد العام للقُوَّات المُسلَّحة، وإِنَّ ما قيلَ مؤخَّراً عن عزمِ الحشدِ إِمتلاك قوَّة دفاع جويَّة خاصَّة بهِ لا أَساس لَهُ من الصحَّة البتَّة وقد كذَّب الخبر المتحدِّث الرَّسمي باسمِ هيئة الحشد الشَّعبي، كما أَنَّ السيِّد القائد العام أَوضح الأَمر بشَكلٍ جليٍّ لا يقبل التَّأويل.
   بقيت مُلاحظة أَخيرة بهذا الصَّدد وهي أَنَّ الحشد الشَّعبي، وكلَّ الدَّولة ومؤَسَّساتها، يعتبر أَنَّ أَيَّ سلاحٍ يحتفظ بهِ أَيَّ فصيلٍ مسلَّح خارج إِطار الدَّولة فهو ميليشيا بالتَّوصيف الدُّستوري والقانوني بغضِّ النَّظر عن الأَسماء والمُسمَّيات.
   ٢/ هل يسير الحشد الشَّعبي على خُطى الحرس الثَّوري الإِيراني؟.
   الجواب؛ لا أَبداً، فالظَّرفُ السِّياسي والواقع الذي أَنتجهُما يختلف جذريّاً، فإِذا كان الحرس الثَّوري قد تشكَّل وقتها ليكونَ المؤَسَّسة العسكريَّة الرَّديفة والبديلة عن الجيش، فإِنَّ الحشد لم يتأَسَّس لهذا الغرض، وكلُّنا نتذكَّر فإِنَّ فتوى المرجعُ الأَعلى كانت لتعضيدِ المؤَسَّسة العسكريَّة الرسميَّة وليسَ لخلقِ مؤَسَّسةٍ رديفةٍ، والقانونُ واضحٌ، كذلكَ، بهذا الخصُوص.
   لا أَحدَ في العراق يقبل أَن يأخُذ الحشد مكانَ المؤَسَّسة الأَمنيَّة والعسكريَّة في البلاد.
   إِنَّ الأَمر الدِّيواني الأَخير الذي وقَّعهُ السيِّد القائد العام وضعَ حدّاً لكلِّ هذا الجدل.
   ٣/ إِلى أَيِّ مدى تتزايد المخاوف من تغوُّل هَذِهِ القُوَّات في مفاصلِ الدَّولة؟.
   الجواب؛ الخوفُ في العراق ليس من هذا الموضوع لا من قريبٍ ولا من بعيد، وإِنَّما الخوف والخَشية هو من إِستمرار المُحاصصة وتغوُّلها والتي قسَّمت البلاد على مُختلف الأَصعدة، حتى تحوَّلت الوِزارات، مثلاً، إِلى كانتونات تتقاسمها الأَحزاب والزَّعامات.
   والمُشكلة الآن في أَنَّ المُحاصصة التي كانت سبباً للخِلافات بين سياسيِّي المُكوِّنات، فإِنَّها الْيَوْم بدأَت تعمِّق الخِلافات السياسيَّة بين سياسيِّي المُكوِّن الواحد كما هُوَ الحال بين السياسيِّين من المُكوِّن السنِّي والتي وصلت حدِّ التَّخوين والتَّسقيط بسببِ الصِّراع على السُّلطةِ والنُّفوذِ.
   ٤/ وماذا عن الوضع الإِيراني العراقي حاليّاً؟.
   الجواب؛ يوماً بعد آخر تتعمَّق وتتَّسع العلاقات الإِستراتيجيَّة بين البلدَين الجارَين، الَّذَين بينهُما حدودٍ تمتد أَكثر من ١٤٠٠ كم.
   واليَوم تتَّسع هَذِهِ العِلاقة أَكثر فأَكثر في ظلِّ تبنِّي العراقيِّين مبدأ الحَياد الإِيجابي في كلِّ الأَزماتِ التي تشهدها المنطقة، ولذلكَ ينفتحُ العراق الْيَوْم ويسعى لتكونَ علاقاتهِ الأَفضل مع كلِّ دُول الجِوار والدُّول الإِقليميَّة، طبعاً ومنها وعلى رأسِها جمهوريَّة مصر العربيَّة التي زارها السيِّد رئيس مجلس الوزراء ليدشِّن العراق مرحلةً جديدةً من هَذِهِ العِلاقة الإِستراتيجيَّة.
   العراقيُّون يحدوهُم الأَمل في أَن تتفهَّم بقيَّة دُول المنطقة والإِقليميَّة معنى وضَرورة العِلاقات الإِستراتيجيَّة بين طهران وبغداد، لتنفتحَ على العراق من دونِ حسَّاسيَّة وتقرِّر البدء بمرحلةٍ جديدةٍ من علاقاتِ الصَّداقة وحُسن الجِوار في إِطار المصالحِ المُتبادلة والتَّكامل الإِستراتيجي الإِقتصادي والأَمني وغيرها. 
   ٥/ هل يوجد إِنقسام داخل المُجتمع العراقي تجاه الصِّراع الأَميركي الإِيراني؟.
   الجواب؛ العراقيُّون هم من أَكثر شعوب المنطقة تضرُّراً من الحرُوب، فلقد ظلُّوا يعانُون المآسي التي خلَّفتها لهم الحرُوب العبثيَّة التي زجَّ بها نظام الطَّاغية صدَّام حسين البِلاد والتي خرج منها جميعاً مهزُوماً ومخذولاً، حتَّى ختمها بالتسبُّب في غزوِ العراق في ظلِّ صمتٍ دوليٍّ وعربيٍّ مَعيب.
   ولذلك فإِنَّ العراقيِّين يتمنَّون أَن يتُم تجاوز كلَّ الأَزماتِ الحاليَّة في المِنطقة بالحوارِ وليسَ بالحربِ، لأَنَّ المُتضرِّر من الحرب ليس المتحاربينَ فقط وإِنَّما كلَّ المنطقة، ولا يُستثنى العراق منها والذي يسعى الآن للنُّهوض والبناء والإِستثمار والتَّنمية بعد أَن أَعلن النَّصر النَّاجز على الإِرهاب.
   ١٢ أَيلول ٢٠١٩


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/09/12



كتابة تعليق لموضوع : لصحيفة بلادنا اليوم : هيئة الحَشد الشَّعبي جزءٌ من المؤَسَّسة الأَمنيَّة والعسكريَّة في البلادِ وِفقاً للقانُونِ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net