في الغدير لابد ان تتذكر :-
(١) ان تفريط الناس بالحق واهله وعدم استعدادهم للدفاع من اجله لن يجعل تداعيات الامور عند حدودهم ، بل ستبقى تمتد تلك التداعيات الى مساحات اوسع ( زمانية ومكانية ) بقدر حجم الحق المضيع .
(٢) ان هناك فارقا كبيرا بين العيش في ظل ولاية ارتباط حميمي بالرب،يزيد على الافراد فرص ومساحات الوصول الى كمالهم واقترابهم من الله، وبالتالي تحقق اعمق لانسانيتهم، وبين ولاية مدعاة ومنتحلة للدين، تلبس القدسية كدرع وقاية تحمي نفسها به ،وتجبر الناس على طاعتها دون نقاش او مجادلة، فهي كهنوت تسلط ياخذ ببعد الالزام دون ان يكون له صلة بالرحمة والطهر والغفران .
(٣) ان هوية الصلة الحقيقية بالله عبر بوابة ( ولاية المعرفة الالهية ) لا تتضمن اية امتيازات فوقية ، ولاتعبأ افرادها بنظرة نرجسية تدفعهم الى النظر بدونية الى الاخرين ، بل هي هوية مفتوحة تقبل الأخر بقدرة عالية من منطلق روح الرحمة والشفقة وإنعكاس محتواها الاخلاقي في التعامل ، كما أنها لاترفض الاعتراف بالارض ولاتمنع التمسك بأية خصوصيات نبيلة شريطة الا تتقاطع تلك الخصوصيات مع ( القرب الى الله )، وألا تكون حاجزا أمام تحقيق الطاعة الحقيقية ، لذا فإن الهوبة العلوية أكثر من كونية .
(٤) إن التنافس في مضمار الولاية ليس تنافس إدعاءات، ولا يتحرك على اساس الشعارات والأصوات العالية ، وإنما هو تنافس يقوم بروح النهج العلوي القائم على أكبر تحقق لتطهير الذات من الأنانية والتحرر من سلطة المغريات ،والجدية والثبات في الدفاع عن الحق ، والعروج بمحبة الله للتعالي عن المراتب الذاتية في السلوك الأنساني .
فالأنتماء الى علي يحتم على الأفراد سعي دائب نحو تحقق مستمر لمراتب نصرة الحق والدفاع عن الظلم والمزيد من طهارة الذات ،وعمق أكبر في حب الوجود والعالم من منطلق الرحمة والمحبة .
(٥) إن هناك خللا عظيما في الوعي العام تجاه ( علي وولايته ) وإن رفع هذا الخلل وتصحيح وجهة النظر حوله، ليست مهمة مستقرة على فئة بعينها ولا على مسمى محدد ، وإنما هي مهمة إلهية ملزمة للجميع ، وان منهج التدليل بالفعل هو المنهج الأوحد والأصوب للوصول إلى نتائج مثمرة في تحقيق هذه المهمة ، فكلما شاهد العالم (المشتبه ) أو ( اللاموضوعي ) . أفعالا ( عامة وخاصة ) تعكس حقائق علوية أصيلة ، كلما إقترب نحو فهم حقيقي لهذه الولاية وزالت منه طبقات من الغشاوة والعمى المعنوي وكلما وجد في هذه الولاية خلاصا حقيقيا ووحيدا لآلام البشرية والعالم .
غديركم وعي واخلاص وطهارة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat