فتوى الجِهاد الكِفائي كانت لتدعيمِ الدَّولة
نزار حيدر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نزار حيدر

*مجمُوعات الضَّغط لحمايةِ المصالِح
١/ في ٢ آب ١٩٩٠ إِرتكب الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين [أُمِّ الجرائِم] عندما غزا دولة الكويت الشَّقيقة، ليستمرَّ التَّدهور إِلى أَن غزت الولايات المتَّحدة الأَميركيَّة وحليفاتها العراق في عام ٢٠٠٣ ليفقُدَ إِستقلالهُ وسيادتهُ.
ولقد ارتكب النِّظام الشُّمولي البوليسي من الجرائِم البشِعة طوال سنيِّ حُكمهِ الـ (٣٥) ما يحتاجُ إِلى مجلَّدات لتوثيقها وسنين للحديثِ عنها.
ولا أُريدُ هنا أَن أُعددِّها وأَسهبُ في الحديثِ عن تفاصيلها وآثارِها، وإِنَّما أُريد أَن أُلفت النَّظر إِلى حقيقةٍ في غايةِ الأَهميَّة تتعلَّق بموضوع التَّجريم، فلماذا لا يتمُّ ذلكَ على غرارِ تجريمِ النازيَّة إِلى الْيَوْم على الرَّغمِ من مرور أَكثر من ٧٠ عاماً على تلك الجرائِم؟!.
٢/ والتَّجريمُ ليست مسؤُوليَّة الدَّولة ومؤَسَّساتها فقط وإِنَّما هي مسؤُوليَّة منظَّمات المُجتمع المدني كذلك والتي يجب أَن تتعاون جميعها من أَجلِ إِنجاز هذا الموضُوع في المنظَّمات والهيئات الدوليَّة وعلى رأسها الأُمم المتَّحدة.
٣/ إِنَّ التَّجريم؛
أ/ يحمي الذَّاكرة، فمن طبيعةِ الإِنسان أَنَّهُ ينسى بسرعةٍ، والتَّجريمُ تذكرةً وهو ينشِّط الذاكرة ويجعلها مُستَنفَرةً ومُنتبهةً وواعيةً وحذرةً دائماً.
ولو كنَّا قد وثَّقنا وجرَّمنا لما حنَّ البعضُ إِلى عهد الطَّاغية الذَّليل الذي سامَ العراقيِّين أَشدَّ العذابِ والذُّلِّ.
ب/ يحفظ الجرائِم التي ارتكبها الطَّاغية الذَّليل كجرائمَ بتفاصيلها وإِلَّا فسنستيقض يوماً لنقرأَ أَنَّ حلبجة والأَنفال والمقابر الجماعيَّة وغيرِها بطولات، أَو على أَقلِّ تقديرٍ يصفها بأَنها أَكاذيب وافتراءات لتشويهِ سُمعة [سيف العرب] ونظامهِ ليس إِلَّا!.
ج/ يحمي مُستقبلنا فالتَّجريمُ لا يدعُ أَحداً أَن تسوِّل لهُ نفسهُ تكرار مثل هذه الجرائِم أَبداً.
إِنَّ من المهمِّ جدّاً إِستقباح الجريمة وتهويلها بكلِّ ما نقدر من جُهدٍ إِعلاميٍّ وثقافيٍّ وفكريٍّ لأَنَّ استسهالها وتبريرها والتَّقليلِ من قباحتها يجرِّئ الآخرين على تكرارها ولو بعدَ حينٍ.
٤/ إِنَّ الأَمر الدِّيواني بشأن الحشد الشَّعبي والذي ينسجم بكلِّ تفاصيلهِ مع جَوهر فتوى الجهاد الكِفائي التي أَصدرها المرجعُ الأَعلى وكذلك مع قانون الحشد الذي شرَّعهُ مجلس النوَّاب، دليلٌ واضحٌ على أَنَّ الفتوى والقانون لتدعيم مؤَسَّسات الدَّولة الأَمنيَّة والعسكريَّة وليس لبناءِ جهازٍ رديفٍ أَو موازي أَبداً.
٥/ طهران التي لها نفوذٌ في بعضِ فصائل الحشد الشَّعبي تتفهَّم جيِّداً حاجة العراق الْيَوْم إِلى الإِستقرار الأَمني والعسكري والذي يتحقَّق الآن، وبعد الإِنتصار النَّاجز الذي تحقَّق في الحربِ على الإِرهاب، من خلال تنظيم العلاقة بين الحشد والمؤَسَّسة الأَمنيَّة بالإِضافةِ إِلى لزومِ حصر السِّلاح بيَد الدَّولة وعدم ترك أَيَّة قِطعة مُنفلتة تتصرَّف خارج مؤَسَّسات الدَّولة.
طهران هَذِهِ ستتعاون مع بغداد لتنفيذِ الأَمر الدِّيواني.
٦/ العراق بحاجةٍ إِلى مجموعات ضغطٍ [لوبيَّات] فاعلة ومُتعدِّدة في واشنطن لحمايةِ مصالحهِ الوطنيَّة.
كما أَنَّ على مجلس النوَّاب على وجهِ التَّحديد أَن يفهم ما يجري في واشنطن ليُبادر إِلى إِصدار تشريعات موازية قد تُساعد في حمايةِ المصالح الوطنيَّة العُليا للبلادِ قَبْلَ فواتِ الأَوان.
٧/ تهديدات الرَّئيس ترامب الجديدة ضدَّ الصِّين، هي للإِبتزاز والضَّغط ليحصلَ على أَكبر قدرٍ مُمكنٍ من التَّنازلات في الحربِ التجاريَّة التي ليس فيها رايحٌ أَبداً.
E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat