لا زال العمل مستمراً في رفع رفات الشهداء في مقبرة نقرة السلمان التي تم الكشف عنها قريباً من قبل دائرة حماية وشؤون المقابر الجماعية، وبمهنية كوادر الدائرة في مؤسسة الشهداء تم العمل بظروف قاسية وبالفرشاة التي تنوعت مقاساتها حفروا الارض الصخرية ليحفظوا بذلك مسرح الجريمة ولسلامة الرفات من اي خلل قد يصيبها او يضيع بعض معالمها واختلاطها ليكون العمل سهلاً في المرحلة اللاحقة وهي تحليل البيانات.
وقد ذكر مدير دائرة المقابر الجماعية ضياء الساعدي ان اجراءات التنقيب بعد رفع الرفات كشفت عن 80 جثة لحد الان والعمل مستمر في الموقع اذ المتوقع ان يصل عددها الى 130 شهيداً، مبيناً ان اغلب الشهداء من الاطفال والنساء ، وقد تم العثور على مقتنيات وحلي ذهبية تعود الى نساء واطفال في دلالة على ان نظام البعث اعتقل عوائل كاملة من المنطقة الشمالية اثناء العمليات العسكرية وقام باجراءات قمعية عليهم ثم دفنهم في مقابر جماعية، واكد مدير الدائرة ان العمل سيستمر في الموقع حسب توجيهات رئيسة المؤسسة السيدة ناجحة عبد الامير الشمري التي اوعزت لجميع الجهات العاملة في المؤسسة ودائرة المقابر الجماعية بشكل خاص على مواصلة البحث والتنقيب في هذه المنطقة على الرغم من الصعوبات والمخاطر التي تواجه العمل والعاملين.
وفيا اشار السيد مدير الدائرة سابقاً الى ان تاريخ المقبرة توافر الادلة الى سنة 1988 م وانها تعود مواطنين عراقيين من ابناء المكون الكردي.
فيما تشير الوثائق والتقارير التي عمل عليها المركز الوطني لتوثيق الجرائم في المؤسسة الى ان النظام المباد كان يمارس أساليباً منوعة في قتل وتعذيب ابناء الشعب العراقي واعتقالهم في اماكن بعيدة ونائية كما أجريت عليهم تجارب خاصة لأسلحته الكيميائية واستخدام بعض السموم والدفن في المقابر الجماعية بعيداً عن اعين الناس والمجتمع الدولي. اذ تمثل هذه المقابر جرائم ضد الانسانية وجرائم ابادة جماعية.
فمقبرة نقرة السلمان الواقعة في منطقة صحراوية نائية (الشيخية- ضبي) تكشف عن بشاعة تبك الممارسات.
ومما يذكر ان المؤسسة شاركت في عدة مؤتمرات دولية وهي ساعية باتجاه كشف وعرض هذه الجرائم على المجتمع الدولي بالتعاون مع الجهات المعنية.
والجدير بالاشارة ان دائرة المقابر الجماعية تقوم بجهد كبير لم تسلط عليه الاضواء كما لم يسلط على الجهود الاخرى التي تبذلها المؤسسة مما ينبغي على المعنيين من الجهات الحكومية والمنظمات والجهات الاعلامية الى تسليط الضوء والاشادة بهذه الجهود لتوفير الاسناد والدعم لتعزيز هذه الجهود.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat