صفحة الكاتب : قاسم خشان الركابي

ولاننا للحسين اقرب
قاسم خشان الركابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الإصلاح لغة:مصدر: أصلح يُصلِحُ، وهو مأخوذٌ من مادَّة (ص ل ح) التي تدلُّ على «خلاف الفساد»، يقال: صلح الشَّيء يَصلُح صلاحًا.
قال ابن منظور: «الإصلاح: نقيضُ الإفسادِ، وأصلح الشَّيء بعد فسادِه: أقامه. وأصلحَ الدّابّة: أحسن إليها فصلحت. والصُّلح: تصالح القومُ بينهم. والصُّلح: السِّلم.
وأصلح ما بينهم وصالحهم مصالحةً وصلاحًا.
والإصلاح اصطلاحًا:مأخوذ من الصُّلح: وهو عقدٌ يرفعُ النِّزاع، وهو بمعنى المصالحة، وهو المسالمة بخلاف المخاصمة، وأصله من الصَّلاح وهو ضدُّ الفساد، ومعناه دالٌّ على حُسنه الذَّاتيِّ؛ ولهذا أمر اللهُ تعالى به عند حصولِ الفساد والفتن بقوله تعالى: (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما) [(الحجرات:9]، وقال تعالى: (وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ) [النساء: 128].
* الإصلاح في القرآن الكريم والسنة النبوية:
ورد الإصلاحُ في القرآن الكريم في مواضعَ متعدِّدة؛ منها:
1-قوله تعالى على لسان موسى-عليه السلام- يُوصي أخاه هارون: (وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ) [الأعراف: 142].
2-قوله تعالى على لسان نبيِّ الله شعيب -عليه السلام-: (قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَما أُرِيدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إِلى ما أَنْهاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ، وَما تَوْفِيقِي إِلَّا بِالله، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) [هود:88].
3-قوله تعالى: (وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها) [الأعراف:85].
4-قوله تعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها مُصْلِحُونَ) [هود:117].
* من أنواع الإصلاح:
1- الإصلاح بعد التوبة:
ومنه قوله تعالى: (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) [البقرة: 160].
2- إصلاح ذات البين:
ومعنى ذات البين: صاحبةُ البين، والبينُ في كلامِ العرب يأتي على وجهين متضادَّين: فيأتي بمعنى الفراق والفُرقة، ويأتي بمعنى الوصل.
* الأجر العظيم للمصلحين:
رتَّب اللهُ -عز وجل- على الإصلاحِ أجرًا عظيمًا، فقال تعالى: (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) [الأعراف: 170].
وقال تعالى: (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى الله إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [الشورى: 4].
فهنيئًا لمن كانت له يدُ إصلاحٍ بين الناس، وهنيئًا لمن أصلح بين متشاحنين، فقد أتى بابًا عظيمًا من أبواب الخير.
وقد نهى اللهُ عن الفساد في الأرضِ بعد إصلاحها، قال تعالى: (وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ الله قَرِيبٌ مِنَ المُحْسِنِينَ) [الأعراف:56].
* من فوائد الإصلاح:
1-الإصلاحُ بين المؤمنين إذا تنازعوا واجبٌ لا بدَّ منه؛ لتستقيم حياة المجتمع، ويتَّجه نحوَ العمل المثمر.
2-الإصلاح ينشر المودة والمحبة بين الناس، وينبذ الكراهية بينهم.
3-الإصلاح يغرس في النفوس فضيلة العفو والمسامحة.
4-الإصلاح باب من أبواب الثواب والأجر العظيم عند الله.

ونحن نعيش ذكرى الطف؛ وموجة الاصلاحات, التي يطالب بها كثيرون, لابد لنا من مصلح يستلهم معنى الاصلاح الحسيني, ليجدد تلك الثورة التي نقشت على سجلات التاريخ, أين نجد مصلحا يضحى بما يملكه؟ ليحقق لإصلاحاته الخلود, بعيدا عن التوترات, ويلقي في رؤوس الفساد المتعشعشة في دولتنا, في مستنقع الرذيلة, ولأننا للحسين أقرب
تركت واقعة الطف من المعاني في نفوس المطلعين على وقائعها اثرا عميقا لعلها أضمت اكثر شيوعا و تغطية وتأثيراًعلى نفوس المسلمين من الخاصة كما يعرفون بالشيعة من موالي ال بيت رسول الله (ص)دون العامة ،بل لم تكن حكرا على المسلمين فقط ،فقد طالعتنا الروايات التاريخية عن مدى تأثر غير المسلمين من الاديان السماوية الاخرى بل حتى من اصحاب الديانات الوثنية بهذه الثورة العظيمة
إن الدين الإسلامي كان قد سبق المجتمع الدولي في تقرير مبادئ حقوق الإنسان، والتي لم يصل المجتمع الدولي إلى إقرارها إلا قبل نصف قرن من الزمان تقريبا.
هناك فارق بين حقوق الإنسان في الإسلام وبينها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من حيث التفصيل الذي تناول الإسلام خلاله تلك الحقوق بما يتناسب مع الحاجات الأساسية لبني البشر.
تختلف حقوق الإنسان في الإسلام عنها في الإعلان العالمي في كون الأولى مقترنة بالعقاب إضافة إلى ضمير الفرد على تقدير مخالفة مبادئها، وهذا ما يضمن لها الاحترام اللازم، وضمان التطبيق لتلك المبادئ، كما إنه يدخلها في حيز القوانين وذلك بتوفر عنصر الإلزام، بخلاف الأمر في الإعلان العالمي، الذي يترك تطبيق تلك المبادئ لضمير الفرد، وبالتالي يفقد عنصر الإلزام بما يخرجه من حيز القوانين بافتقاد أحد ركني القاعدة القانونية وهو عنصر الإلزام الذي يضفي مع العمومية صفة القانون على كل قاعدة.
يعد الإمام الحسين (عليه السلام) من أشد الداعين إلى مبادئ حقوق الإنسان وصيانتها من الانتهاك، وذلك أنه لم يكتفي بحدود الدعوة النظرية المجردة إلى تلك المبادئ، وإنما مارس تلك المبادئ عمليا، وضحى بنفسه وأهل بيته من أجل تلك المبادئ الإنسانية.
ولصعوبة الاصلاحات بسبب الضائقة الاقتصادية التي يمر بها البلد وهبوط أسعار النفط وبشكل سريع وليؤشر على مرور العراق بأكبر محنة اقتصادية تصل به إلى حد الإفلاس إذا لم يتدارك الأمر لأن العراق هو على حافة الإفلاس ولتبدء ب (الغاء الرواتب التقاعدية لجميع النواب ممن هم اصلا كانوا موظفين قبل دخوهم البرلمان والعوده لرواتبهم الوظيفية..منح مكافئة خدمه غير الموظفين لعدم اكمالهم الخدمه ظمن قانون التقاعد الجديد احالة ممكن اكمل خدمة 34 سنه على التقاعد 
استلام محصول التمور وااستثمار الغازمن قبل الشركات وعودة نفط كركوك هما بداية الاصلاح ...والاصلاح السياسي بعد استقرار الاوضاع
ليس بمضمونها الذي يجري حاليا


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قاسم خشان الركابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/07/12



كتابة تعليق لموضوع : ولاننا للحسين اقرب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net