صفحة الكاتب : عباس عبد الرزاق الصباغ

رهان الوطنية الرابح
عباس عبد الرزاق الصباغ

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في ظرف تتسيد فيه الهويات الفرعية على الهوية الوطنية الجامعة وتتغول الولاءات المكوناتية على الولاء الوطني فان الحدود الفاصلة مابين الصح والخطأ وما بين الوهم والحقيقة قد تبدو أدق من شعرة معاوية وارفع من الصراط المستقيم... وتغلف الحقائقَ الساطعةَ سديميةُ اللامعقول واللامنطقي واللامقبول فان المعقول والمقبول والمنطقي يغدو استثناءً ، والاستثناء يستحيل أكثر معقولية من جميع الثوابت .... وحين تكون الطائفية وحشا كاسرا وداء عضالا فان الترويض يكون أشبه بالمستحيل المر، والكي دواءً لا محيص عنه وهذا يعني القطيعة والتقاطع والتخندق والتمترس "والاختباء" وراء حجابات وسُتر تفرضها أوهام الجغرافيا وعُقد التاريخ ومطبات الطوبوغرافيا وتزرعها رذائل الميكيافليات وتجذرها خطايا السياسة وأخطاؤها وتسقيها وتنميها أمراء الطوائف وأرباب الطائفية ووعاظ السلاطين ومعتاشو سفسطات الأدلة "النقلية" و"العقلية" ومرتزقة ديباجات التكفير والتضليل والمُتون التي تبيح قتل الآخر (ابن الوطن وشريك المواطنة) وانتهاك حرمته إلا أن تحدث " المعجزة" التي تقلب الطاولة على رأس من يلعب بأوراق قد احترقت حتى هوامشها ولم يبق منها لحشرة الأرَضَة ما تقضمه خلا ما توهم "وجوده" في أضغاث أحلام اللاعبين بالورقة الطائفية وان كثر اللاعبون على أديم هذا الوطن الجريح وتشعبت الامتدادات المحلية والإقليمية للضاربين على ذات الوتر المقطوع سلفا والعازفين على نفس الاسطوانة المشروخة والمعطوبة ..ولكن "المعجزة" لم تكن في كسر حاجز الطائفية وإذابة الجليد "التاريخي" المزمن والمأزوم فحسب بل في التماهي مع "الطرف" الآخر الى حد التضحية بالنفس ليس إيمانا بقضية "الآخر" التي لا تختلف طائفيا عن قضية المضحي فحسب بل إيمان بان "الآخر" شريك متساوٍ في الوطن ومتشارك متفاعل معه في المواطنة وهو ما فعله شهيد العراق نزهان الجبوري الذي قلب "الطاولة" على رؤوس الطائفيين وأمرائهم ومفتيهم وفتواهم ومن يمدهم بالمال و"البنين" ويسمم الأثير بفضائياتهم ويستميل البسطاء والسذج بأدبياتهم وهلوساتهم وتنظيراتهم التي تحول عاثري الحظوظ وناقصي العقول الى قنابل تنفجر وسط الأبرياء استماتة في تطهير الاخر وطمعا في مأدبة سماوية لن تتحقق... نزهان الجبوري شخصا وشاخصا ورمزا لم يكن استثناءً مكوناتيا او طفرة طائفية او جينا مذهبيا متنحيا ... وانما هو الهوية العراقية الناصعة العابرة للطوائفية المقيتة والخارجة من نفقها المظلم نحو آفاق الوطنية الرحبة .
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس عبد الرزاق الصباغ
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/25



كتابة تعليق لموضوع : رهان الوطنية الرابح
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net