الخطاب الديني ، ومحنة الــ (Antibiotics)
راسم المرواني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
راسم المرواني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في العالم المتحضر الذي يحترم صحة الانسان ، (ولا أعني به العراق طبعاً) ، يقنن الأطباء ويحذرون من الإفراط في استخدام المضادات الحيوية الــ (Antibiotics) ، لأنهم اكتشفوا مؤخراً أن (البكتيريا) ، ونتيجة لكثرة استخدام المضاد الحيوي ، فإنها تستطيع أن (تعتاد) عليه ، ويمكنها أن (تطوّر) مناعتها ضده .
ولذلك ، فمن المتوقع جداً أن أحد المضادات الحيوية ، وهو الــ (Ampicillin) لم يعد ينفع استعماله (في العراق) ، بسبب كثرة تعاطيه من قبل العراقيين (بمناسبة وبدون مناسبة) ، وظهور أجيال بكتيرية طوّرت مناعتها ضد هذا المضاد .
وعليه ، فلابد من إيجاد مضادات حيوية جديدة لم تعتد عليها البكتيريا .
نفس الشئ ينطبق على الخطاب الديني ، فأغلب الأجيال الجديدة (والأمثلة تضرب ولا تقاس) قد (سئمت) أو اعتادت الخطاب الديني (الكلاسيكي) حد الاشباع والنفور ، وربما امتلكت (شبه مناعة) ضده ، خصوصاً عند المتأثرين بالحضارة والتكنولوجيا ، ولا أعني بهم (القافلين) والإمّعـات ممن تربوا تحت منابر شيوخ (الفتنة) .
وهنا ، على الذين يعرفون قيمة الزمن والتطوّر من (جحاجيح الدين وكهنته) أن يغيروا من خطابهم المستهلك ، وأن يواكبوا روح التطور والحداثة ، وأن يجدوا لأنفسهم خطاباً يستطيع أن يأخذ مكانا في زحمة وضجيج العالم المتسارع .
عليهم أن يتركوا جلجلوتيات (الجهاد والسيف والحور العين والممارسات والطقوس الهشة) التي كانت تؤتي أُكلها مع (البدوي) في الصحراء ، وأن يحولوا (خطاباتهم) إلى سلوك واقعي مجتمعي يفتح شهية المتلقي لقبوله .
ملاحظة .. / الذين يكرهون الدين هم كالذين يعتنقونه بالوراثة .. لن يجدوا فيه شيئاً جديداً
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat