صفحة الكاتب : صادق غانم الاسدي

كيف بدأت العلاقة بين الإسلام وروسيـا القديمة ؟
صادق غانم الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لم يقتصر نشر الدين الإسلامي على شبه الجزيرة العربية فقط بل امتدت أنواره وأفكاره إلى ابعد نقطة من مركز الكون ,وتحمل المسلمون الأوائل من أصحاب القلوب المفعمة بالأيمان والرأي الثابت وزر نشر الرسالة وتغيير خارطة العالم الدينية والسياسية بهمم ممزوجة بعبق الولاء ولا يعرفون الانكسار والهزيمة وبذلك استطاعوا إن يدقوا في ابعد نقطة من الأرض أسس للحضارة الإسلامية التي اعتبرت في ما بعد منجزات العقل البشري وسفرا خالدا للمسلمين الأوائل , وافتخرت بها الأجيال اللاحقة وأنقذوا سكان البلدان المحررة من التمييز والاضطهاد الطائفي واستبشروا بهذا الدين الخير والعدل  وهي تنظر إلى عمق انتشار الرسالة المحمدية في بقاع الأرض جميعا  لكون الدين الإسلامي أممي نزل إلى كافة شعوب الأرض  لقوله تعالى(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) الأنبياء 107 , بدأت روسيا القديمة البحث عن دين جديد نهاية القرن العاشر الميلادي ( 980 – 1015 ) وفي زمن الأمير فلاديمير الذي اخذ يبحث لروسيا عن دين جديد, وبهذه الفترة كانت روسيا تأتي إليها قوافل تجارية من المسلمين وتتخلل هذه القوافل كتاب ومؤرخين , واخذ سكان روسيا السلافيون يحتكون بالتجار المسلمين ويتعلمون منهم مبادئ الدين , واعتاد الأمير الروسي إن يفتح بلاطه إمام التجار والمؤرخين ليتحدث إليهم في دينهم وماهية معتقداتهم , وكان من بين المسلمين ابن فضلان وغيره وأكثر مايدور في البلاط عن قضايا الدين فقط ويتطرقون في حديثهم عن الثواب والعقاب وان معتقدات الأمير وثنية ولا تمكنه أدراك هذه المعاني , وبنفس الوقت إن حكام المسلمين يرسلون العلماء لنشر الدين الإسلامي والالتقاء بالملك فلاديمير ظافرين منه إن يدخل دينهم , وقد وصل في تلك الفترة سكان البلغار من منطقة الفولغا الذين اعتنقوا الإسلام وبينوا للملك إن هذا الدين أفضل الأديان في الرحمة والمعاملة , ثم قالوا للأمير ( انك أمير حكيم لكنك لأتعرف إي قانون فاعتنق ديننا وكن مسلماً ) ثم سألهم الملك ( ماهو جوهر دينكم ) فأجابوا ( نحن نؤمن بالله الواحد ورسوله محمد صلى الله عليه واله وسلم  وان لاناكل لحم الخنزير ولا نشرب الخمر ولا نأكل الربا ),وقد شغف منهم هذه المباهج لكن بعض تعليمات الإسلام مثل الخمر ولحم الخنزير والختان لم يرق له فقال ( الخمر متعة الروس , ولايمكن إن نعيش من دونه ) ورأى هذه المحرمات غير مقبولة لدى الروس ولم يعطي موافقته بالرفض أو الإيجاب , فقرر إن يحول الأمر إلى مجلس النبلاء الذي بدوره أوفد مبعوثين إلى مراكز أربع ديانات وهي : الإسلام , المذهب الكاثوليكي والمذهب الأرثوذكسي الشرقي , اليهودية ) وبدأ هؤلاء المبعوثون جولتهم بلقاء البلغار المسلمين واستمعوا إلى صلواتهم وشعائرهم الدينية فأعجبتهم , ولكنهم وجدوا إن تحريم الخمر من الصعوبة عليهم بإقناع الشعب الروسي عن ترك هذه العادة المستفحلة بينهم , وسرعان ما انتشر الإسلام في بعض أجزاء من مناطق القفاز والفولغا , ويوعز اكثر المؤرخين ان هزيمة البلغار والأتراك على يد الأمير الروسي ( سفياتوسلاف) سنة 971م, التي مكنت روسيا المنتصرة لن تخضع لديانة أعدائهم المهزومين , وتعتبر الشعب الذي يتخذ دين معين ثم يهزم لايمكن أن يكون ديناً رسمياً لدولة الأمير وعلى هذا الأساس تم رفضهم للإسلام .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق غانم الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/24



كتابة تعليق لموضوع : كيف بدأت العلاقة بين الإسلام وروسيـا القديمة ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net