صفحة الكاتب : جنان الهلالي

اصبح الحكام العرب عالة على شعوبهم !!
جنان الهلالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 منذ مطلع القرن العشرين والوطن العربي يسير من فشل إلى آخر ،ومعاناة في  اكثر من قطر عربي ولايمكن لاي امة حية ذي كرامة ان تقبله   ومن هزيمة إلى أخرى ،وبلرغم من التطور الذي يروج له في بلدانا الا إنه يزداد جهلا ، وفقرا ، وضياعا حتى وصل بنا الحال إلى ما نحن فيه من أوضاع مزرية تبشّر بمزيد من الهزائم والكوارث .. ما حدث ويحدث في وطننا من كوارث منذ بداية القرن الماضي ليس إلا إستحقاقات لقيادات سياسيّة.. فاسدة لا تهتم إلا بمصالحها واستمرار حكمها .
وكانت ترعى مصالحها فوق مصلحة الشعب .عابثة بمقدرات الشعوب .وما خرجت بلدانها من ازمة ادخلتها في ازمة جديدة ، لقد عجزت عن قراءة واقع أوطانها  وأخفقت في تطويرها وبنائها ، وفشلت في تعاملها مع القوى السياسية الكبرى المؤثرة في توجيه سياسات العالم مما جعل وطننا الذي كان موحّدا هدفا سهلا للدول الإستعمارية ، وأعداء الأمة .
السؤال الذي يطرحه المواطن العربي لماذا حكام الدول الاوربية اكثر وطنية لشعوبهم واكثر مصداقية على ارض الواقع !؟
فلناخذ آخر شخصية امريكية فازت بلانتخايات الرئاسية
الرئيس الأمريكي  دونالد اترامب مثالا ؛ فخلال وقوفه على  منصة السباق الى البيت الابيض وعد الشعب الامريكي بانتعاش الأقتصاد والقضاء على البطالة ووعود اخرى .وبلفعل بعد فوزه كرئيس للولايات المتحدة بدا العمل لخدمة الشعب الامريكي .لسنا بصدد مدح الرئيس ترامب ولكن كمثال لبعض قادة الغرب ،فلم يمضي عام   على فوزه؛ نقل السفارة الاسرائلية للقدس ،وسحب مايمكن سحبه من الأموال  من بعض البلدان وخاصة العربية منها   مقابل حمايته لها كما يدعي ،واستطاع ان يقنع الديمقراطين عل بناء جدار الفاصل للمكسيك ليحد من الهجرة الغير شرعية،وتدفق المخدرات والتي تكلف البلاد سنوياً 25 دولار  وكثير من الاعمال الاخرى التي لم تظهر للعلن ،اظهار عداءه،المعلن  للمسلمين، ومحاولاته للحد من الهجرة كل تلك الامور تصب في خدمة الشعب الامريكي .فهو قبل ان يكلف رسميا رئاسة الولايات المتحدة جاء وفي جعبته الكثير من الحلول وفعلا أخذ بلعمل بها.
ماذا فعل الحكام العرب لشعوبهم بلمقابل  ؟؟ اول خطوة هي يختار افشل وزراء من نظرية "الرجل غير  المناسب في المكان المناسب "
حيث يستشري الفساد في ارجاء بلاد ،كما نلاحظ اليوم منذ القرن العشرين وحتى هذه اللحظة واوضاع الشعوب العربية الى الاسوء حتى بعد ثورات الربيع العربي والتي اطاحت بلحكام حيث كان المواطن العربي يحلم انه حقق انجاز في تغير منهجية الحكام وظلمهم .ولكن للأسف الربيع تمخض فتحول خريفاً للعرب .
ولكن لعل من أكبر حسنات الربيع العربي أنه أسقط الأقنعة وأزال الأوهام، وأثبت أنه لا جدوى من التغيير الفوقي ولا أمل في الزعامات والأحزاب القائمة المهووسة بالسلطة وليس بالنهضة،
اما الوعود والانجازات التي يتحدث بها الحاكم على المنصة قبل فوزه لاوجود لها لا من بعيد ولا من قريب ولكن فقط اطلالة الحاكم على منصة الخطاب بلوعود الزائفة وخطابات متكررة ومملة سوف ،وساعمل وساحقق .وسَتنجز.... وعود للمستقبل البعيد .
لقد أفسدوا مؤسساتنا ، وحكمونا بالحديد والنار ،تغير  وحرمونا من أبسط حقوقنا ، وأذلّونا بظلمهم ومخابراتهم ، وزوّروا تاريخنا  ، ورعوا وشجّعوا المذهبية والطائفية والخلافات الدينية ، ونهبوا ثروات الأمة الطائلة ، وأمعنوا في حَبك الموآمرات ضد بعضهم بعضا
المضحك المبكي ،مازالوا يدعون بأنهم يعملون من أجل حماية الوطن والمواطن ، والمحافظة على قيمه وثقافته ، وحماية دينه وصيانة مقدّساته .
كل هذا مارسوه لأكثر من قرن من الزمن وما زالوا يحكموننا ويسبّح الكثير منا بحمدهم ! لو كنا شعبا واعيا لكان من المستحيل أن يحدث لنا كل هذا ...
صحيح أن الاستبداد لم يبق للمواطن الحافز والفرصة للانخراط في الشأن العام وأضعف لديه الحس الوطني وأشغله بنفسه وألهاه بشتى الوسائل، فتوارثت الأجيال الاستقالة من الشأن العام والميل إلى الخلاص الفردي، ولكن النهوض يقتضي التخلص من تلك العقليات والسلوكيات وتحفيز الأفراد لتغيير ما بأنفسهم وأوضاعهم فتنشأ علاقة تفاعلية بين صلاح الناس وصلاح الأوضاع تفضي إلى نهضة مستدامة..لذلك من المهم يجب اختيار  من هو فوق مستوى الشبهات في الالتزام بالسيادة والثوابت الوطنية وتغليب المصلحة الوطنية ثم مصلحة دائرته فوق كل اعتبار حزبي أو شخصي أو فئوي، واجعلوا من السياسة تفانيا في خدمة الوطن والشعب وتنافسا في الإنجازات وليس تنابزا بالألقاب.  فبدلا أن نعيش طيلة العمر نلعن القدر ونندب حضنا العاثر ونلقي باللائمة على أشخاص وحكومات متعاقبة, ماذا لو بدأنا بالتغيير في ذواتنا ومحيطنا البسيط.. أليس بمقدور أحدنا تثقيف وتوعية العشرات في محيطه؟! وبمقدور هؤلاء الجدد على نحو تسلسلي تأهيل العشرات والمئات وهكذا! (كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبه), كقطرات الغيث ما تلبث أن تصير سيولاً جرارة تدمر كل شيءٍ تأتي عليه. 
إذا لم يستيقظ  المواطن العربي من سباته ،   وتمكنّه من القيام بدوره في حكم نفسه من خلال أنظمة ديموقراطيّة دستوريّة تعطيه حريتّه وتعيد له كرامته  الحرية والديموقراطية لم تمنح لآي شعب بقرار من الحاكم طيلة التاريخ الإنساني .بل الشعوب هي التي تحرّكت، وحصلت على حقوقها بتضحياتها.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جنان الهلالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/05/14



كتابة تعليق لموضوع : اصبح الحكام العرب عالة على شعوبهم !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net