صفحة الكاتب : سجاد العسكري

وانتفاضة وفتوى !
سجاد العسكري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

منذ مايقارب 1400سنة ولد منقذ البشرية ,فكانت ولادته تثير التساؤلات ليس على المستوى الاسلامي او فكر اهل البيت ع فحسب , فبالتاكيد هذه القضية هي تتجاوز الامور المادية كونها متعلقة بالوجود ككل والتكوين والخلق لتشكل جزاء من سنن الالهية في الخلق.
فكل موضع من مواضع هذا الكون الا متناهي هوموضع لعظمة الله الوجودية والتكوينية , فقد اختار عز وجل تعالى اماكن وازمنة لظهور الانبياء ورسله ورسالاتهم منها اختيار رسوله محمد "ص" رحمة للعالمين وخاتم الانبياء والمرسلين , واختار مكة لتكون موضعا لولادته كما كانت مكان ل وصيه علي بن ابي طالب عليه السلام ,كما اختار هارونا وزيرا لنبي الله موسى عليه السلام ..., نعم انه الاختصاص وهو من السنن الالهية سنن الاختصاص اي ان الله سبحانه وتعالى يختص من يشاء ومايشاء سواء ان يصطفي احدهم للنبوة والرسالة او يختار مكان ما لخصوصية ما .
فغياب الامام المنتظر عج بحد ذاته هو حضور وذلك من خلال تحريك العقل والاجتهاد في تعاطي الامة التي غاب عنها وليها وناب عنه العلماء والفقهاء في ادارة شؤون العباد والبلاد وتوظيف العقل في استنباط متغيرات الحياة من الشريعة الغراء بتحريك العقل, فغياب الامام هو في الحقيقة اظهار مافي باطن هذا العالم من حقائق واسرار .
فهذه ال والغيبة هي التي حركت الروح الثورية لدى ابناء العراق للانتفاضة بوجه الظلم والاستبداد والاستعباد ضد حكومة البعث الصدامي الدكتاتور المجرم لتنتفض البصرة لتقع خلال 15 يوما اربعة عشر محافظة عراقية بيد المنتفضين ,لتقوم جلاوزة السلطة البعثية كردة فعل بقمعها مما ادى الى استشهاد عشرات الالاف وتشريد الاخرين , وقصفت حرم الامام علي "ع" والامام الحسين "ع" , واعتقالات طالت طلبة الحوزة والعلماء واعدمت وهدمت المدارس الدينية والمساجد والحسينيات ,لقد كان الثوار يأملون دعما دوليا لحركتهم ,بعد ان كانت تحفز الشعب على الثورة والاطاحة بنظام الصدامي البعثي المجرم, لكن ما عدى ممابدى ,لتتغير وتتفرج ثم تمنح عبر هدنة استخدام طائراتها الهليوكوبتر العسكرية لتدمير المدن المنتفضة.
نعم فلقد سمحت الادارة الامريكية بان يستخدم النظام البعثي الصدامي كل قواه العسكرية لقمع هذه الانتفاضة والحيلولة دون تسلم حكومة دينية زمام الامور , فالموقف نفسه يتكرر ومع نفس العدو الادارة الامريكة في ضرب الارهاب المتمثل بالقاعدة امن المدن الامنة وتشتعل نيران الانفجارات والقتل الطائفي , وتكرر اخرى عند هجوم اجتمع فيه العهر العربي والامريكي لينجب داعش ! ؛لكن هذه المرة لم تمر الامور كمايشاء فاصدر سيد النجف الاشرف فتواه بالجهاد الكفائي ,لتقلب موازين القوى عاليها سافلها , ويتخبط المخططين , بجحافل زاحفة نحو سوح القتال لترعب اجندتهم وتقول لهم كفى انه عراق الحسين ع.
فمابين الانتفاضة والجهاد نور العدالة الالهية العالمية لتبرز كنوزها واسرارها ,فلنزيل النظرة التشاؤمية عبر مراحل الاستكمال التدريجي للامام ,فالغيبة هي نهضة المنجي الذي يهيء الارضية في نضج المجتمع البشري , فال والغيبة هي انتفاضة وفتوى وانتصار.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سجاد العسكري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/04/20



كتابة تعليق لموضوع : وانتفاضة وفتوى !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net