صفحة الكاتب : علي جابر الفتلاوي

انسحبت امريكا وتركت الغامها في العملية السياسية
علي جابر الفتلاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الانسحاب  الامريكي  من العراق  كان يوما  وطنيا  لجميع العراقيين المحبين لوطنهم وشعبهم ، وكانت  الاحتفالات  الشعبية الواسعة في  جميع انحاء العراق عنوانا للفرح الشعبي العراقي ، يوم الفرح للشعب العراقي هذا ، كان يوم حزن للبعض ، ويوم قلق للبعض الاخر ،  بالنسبة  للاخوة الكرد كان  يوم قلق ،  سيما  وانهم يطمحون لتحقيق اهدافهم  ومصالحهم في  ظل الوجود الامريكي  المتعاطف  معهم ، وقد اعلنوا مرات عدة رغبتهم في بقاء قوات الاحتلال او جزء منها ،  بل  عبروا عن رغبتهم  في بقاء جزء من قوات الاحتلال على الاقل في كردستان العراق،لكن ذلك لم يتيسر لهم  كون اتفاقية الانسحاب  نفذت  بالكامل  بناء على  رغبة الشعب العراقي  ، وطلب الحكومة العراقية برئاسة الاستاذ نوري كامل المالكي،الانسحاب الامريكي الكامل زاد من قلق الكرد الذين ارادوا تحقيق ما يبغون اليه من اهداف وطموح في ظل الوجود الامريكي المتعاطف معهم .
اما الطرف الاخر الذي شعر بالحزن من الانسحاب الامريكي  ، فهم السياسيون الذين فرضوا على العملية السياسية الجديدة في العراق  ، وكان للامريكان الدور الكبير في فرضهم ، بالتنسيق مع دول الاقليم المتحالفة مع امريكا،والتي تقود اليوم لواء الطائفية وتحمل راية العداوة للعملية السياسية في العراق ، والتي سلكت طرقا كثيرة منها دعم عمليات  الارهاب  لغرض  تغيير المعادلة  السياسية في العراق  لصالح  حلفائهم  في الداخل  من البعثيين  والطائفيين العنصريين  من  السياسيين المفروضين على العملية السياسية ، والذين هم  بمثابة الغام موقوتة داخل  مؤسسات الدولة المختلفة  ينفجر كل واحد منهم حسب الوقت المحدد له ، فهم من الحكومة في الوقت الذي يريدون وخارج الحكومة ايضا في الوقت الذي يشاؤون ، هؤلاء المدللون من  امريكا  ودول  المحور الطائفي هم الحكومة عندما يريدون ان يكونوا حكومة وهم المعارضة متى ما يريدون ذلك بناء على التعليمات التي تأتي اليهم من خارج الحدود ،وهذه معادلة صعبة وغير عادلة زرعها الامريكان تحت عناوين زائفة وغير واقعية ، كالمحاصصة او الشراكة  هؤلاء السياسيين دخلوا الانتخابات وطرحتهم امريكا ودول المحور الخليجي الطائفي كممثيلن للمكون السني ، وهم بعيدون كل البعد عن مصالح المكون الذي ينتمون  اليه ونأمل  ان  يمثل  الاخوة  السنة في العراق الرجال الذين يتصفون بالوطنية ، والولاء للعراق فقط وليس لاي دولة اخرى ،وهؤلاء المخلصون والاوفياء لوطنهم موجودون والحمد لله داخل المكون وهم كثيرون ، ولكن  لم  تتح لهم الفرصة لذا ندعوهم الى ان يحتلوا  مواقعهم  الطبيعية ، ويدخلوا  الانتخابات  كي  يشاركوا  في العملية  السياسية الجديدة ، مع  اخوانهم  الاخرين  من ابناء العراق ليفوتوا الفرصة على كل سياسي لا يتحلى بالوطنية،ومرتبط باجندة حارجية،ان بعض السياسيين المتواجدين على الساحة السياسية العراقية اليوم  والذين  يعملون  لتخريب  العملية  السياسية  الجديدة ، هؤلاء يمثلون الاجندة الخارجية التي تدعمهم وتمدهم بالمال وكل صورالدعم الاخرى  حتى الانتخابات زورت لصالحهم ، ودخلوا في الحكومة ، وتحولوا الى الغام موقوته داخل العملية السياسية  كل لغم  ينفجر حسب  التوقيت  المعد  والمهيأ له ،  وحسب  المهمة المكلف بها ، وهؤلاء الالغام الموقوته ومن يقف وراءهم ،  كلهم يسعون لهدف  كبير واحد هو قلب المعادلة السياسية الجديدة في العراق ،  ونسف  المشروع  الديمقراطي  هؤلاء السياسيون المزروعون في العملية السياسية ، هم  اليوم  من  يصطنع المشاكل والمعوقات ، ويخلق الازمات ، فما من ازمة تنتهي حتى  تخلق  ازمة  جديدة  اخرى  وعندما يضبط احدهم متلبسا بالجرم المشهود تقوم الدنيا ولا تقعد،واجبهم عرقلة عمل الحكومة وتأخير تقديم الخدمات، وخلق المشاكل بهذه الحجة او تلك، انهم الغام وقنابل مزروعة في العملية السياسية ،  وقد آن الاوان  للتخلص منها ،  ونزع  فتيل  الازمة المصطنعة ، ولا يكون ذلك الا بالجوء لحكومة الاغلبية السياسية ، للتخلص من زيف وشراك ما يسمى بالشراكة او المحاصصة ، هؤلاء يريدون كل شئ بايديهم  وبايديهم وحدهم فقط ، هؤلاء السياسيون وكلاء الاجندة  الخارجية  المفروضون  على  العملية السياسية بعد الانسحاب الامريكي تحولوا الى الغام جاهزة للانفجار، لان هؤلاء كانوا يتحركون ضد العملية السياسية سابقا تحت المظلة الامريكية،حيث كانوا تحت نظرهم ورعايتهم وحمايتهم ، لكن بعد الانسحاب اصبحوا مكشوفين وظاهرين للعيان ، كذلك اعمالهم ومخططاتهم مكشوفة ،  واثناء  الوجود  الامريكي كانوا يملئون الدنيا صياحا بانهم ضد الاحتلال ، وفي الخفاء هم اعوان وحلفاء الاحتلال ، وقد ظهر ذلك واضحا من خلال حزنهم وألمهم لانسحاب القوات الامريكية ، هؤلاء  السياسيون  اليوم ،  كل واحد منهم لغم جاهز للانفجار في أي لحظة ، فزر التحكم من خارج الحدود ، وندموا وحزنوا كثيرا لانسحاب حلفائهم الامريكان، وكان انفجار اللغم ( طارق الهاشمي ) قد كشف كثيرا من الخفايا ، وظهرت  كثير  من  الحقائق  التي كانت مخفية على الشعب العراقي، في ظل هذه الظروف، وبعد انكشاف كثير من الاوراق ، اصبح  من  اللازم اللجوء الى الحل المنطقي والواقعي والديمقراطي الذي يطالب به الشعب،وهو تشكيل حكومة الاغلبية السياسية ، اذ هي السبيل الوحيد للتخلص من الازمة التي خلقها طبقة السياسيين المزروعين في العملية السياسية الجديد ة، لان هؤلاء غير مؤمنين بالعملية السياسية الجديدة اصلا،لارتباطهم بفكر البعث الدموي ، ان هذه الطبقة من السياسيين اتباع طارق الهاشمي، باتت مصدر خطر على العملية السياسية الجديدة ، وهم يمنون انفسهم بان يحصل تدخل خارجي لصالحهم ، وقد  طلبوا  ذلك  فعلا ، من  دون خجل او حياء ، طلبوا من راعيتهم  امريكا ، بان  تتدخل لاسقاط  حكومة المالكي ،  وكذلك استنجدوا بالجامعة العربية ، وهم اذ يطلبون ذلك ينسون ان حكومة المالكي ، لا يمكن ان يسقطها احد لا امريكا ولا أي حهة اخرى ، غير الشعب العراقي الذي اتى بها عن طريق انتخابات حرة ديمقراطية ، رغم  تدخل  الامريكان  في  نتائج  هذه الانتخابات لصالح هؤلاء السياسيين  المفروضين على العملية  السياسية ، هذه  الدعوات  للتدخل الخارجي من قبل الغام السياسة ، يجب  ان  تكون  حافزا  ودافعا للسياسيين الوطنيين الذين يحرصون على العراق ووحدته ومشروعه السياسي  الجديد ، بالتوحد  والتآلف ونبذ الخلافات وترك الغيرة والحسد، والمصالح الذاتية الانانية، لتفويت الفرصة على هؤلاء الذين يريدون ارجاع عجلة التقدم العرااقية الى الخلف .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي جابر الفتلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/10



كتابة تعليق لموضوع : انسحبت امريكا وتركت الغامها في العملية السياسية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : الانيقه الاولى ، في 2012/01/10 .

اللهم احفظ العراق واهله الطيبين استاذنا موضوعك قيم وفعلا افكارك رائعه وان شاء الله العراق يتحرر من كل الطغاه والخونه ويعيش اهله بامن وامان\\\\\ دمت بخير وننتظر المزيد من مقالاتك القيمه\\\ تقبل مني اسمى ايات المحبه والاحترام< الانيقه>




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net