صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

العفن المتراكم
سلام محمد جعاز العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

"أنت لا تعيش لتملك السعادة فقط, بل تعيش لتقدمها أيضاً"/ الفيلسوف والحكيم اليوناني سقراط.

رائحة الفساد قبيحة, فضيحة لا يأبه بها الفاسدون, بالرغم من أنها غير مريحة, إن أنها عندما تلتصق, لا ينفعها الغسل والتلميع والرشوة, ولا تُمحى إلا بالحساب أو بحسن الصنيع.

كان الشعب العراقي, تأمل الشعب العراقي حالا ألأفضل, بعد سقوط الصنم, إلا أن أغلب من تصدى للحكم, كان يُفكر بالأنانية الحزبية والفردية, ولم يعمل لبناء دولة عراقية حديثة, مفعمة بروح الخدمة للمواطن العراقي, فقاد الاِنحراف للفساد, فقاد الانحراف لفساد.

مرت الأعوام على الأنام, ولم يحصد الشعب غير الكلام, فَتكاثَرت الوعود بحرب الإجرام, لتَسود الفُرقَةٌ بدل الوئام, وكأن ساسة العراق نيام, حتى قال من قال, أن عصرنا هذا أسوء من عصر صدام؛ فهل كان المتصدرون نيام؟ أم أنَّ إختيار الشعب ليس على ما يرام؟

إبان حكم السيد نوري المالكي, كان الإجرام وَصل القِمَة, إلا أنَّ فتوى الجهاد الكفائي, دحرت الإرهاب وفوتت على المجرمين الفُرصة , بهبة الشرفاء من الشباب, مما أعادَ للعراق هيبته, فنادت الحركات والكتل السياسية, سَنُطَهِرُ البِلاد من الفساد, كما حاربنا الإرهاب, وعَدٌ جديد بحماسٍ شديد, لكنه جاء في الوقت الضائع, فقد شمر العبادي عن حربه الجديدة, فقال: "المعركة ضد الفساد في العراق أخطر من معركة الإرهاب." إلا أنَّ ذلك كان شبه سراب, فالانتخابات كانت قريبة ليتبدد كالضباب.

جاء الأمل بعد الصراع, لتستلم حكومة جديدة, وعلى ما يبدو أنَّ آلية عملها, تختلف عن سابقاتها, فهل ستقوم بما وعدت به المواطن؟ وسط آلاف الملفات المتراكمة, خبايا فساد فقد بها العراق, أكثر من 320مليار دولار, حسب ما أقرت به, هيأة النزاهة البرلمانية, لخمسة عشر عاماً مَضَتْ.

عقودٌ وهمية وصفقاتُ مشبوهة, وأحكام غيابية صدرت دون تنفيذ, لهروب المتهمين خارج البلاد, لدول غير مشمولة بتسليم المجرمين, أما قانون العفو العام, فهو طامة كُبرى, وكأن لسان حاله يقول (اللي بات مات), والكارثة أن القانون, لا يشترط إعادة الأموال, بل يغض النظر عنها.!

ملف الفساد في العراق شائكٌ ومعقد, وكأنَّ مشرع القانون مُقعَد, 250 مليار دولار صفقات فسادٍ سرية, صفقاتٌ تتلوها أخرى, تراكمت لعقد ونصف, فهل ستنجلي غمة الفساد, بحكومة أربع سنوات قد لا تكتمل.

لا ننسى قول سقراط" ألذين فَشلوا في إنجاز شيء في حياتهم, يحاولون دائماً إحباط الآخرين." فهل تعي الحكومة ذلك؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/02/21



كتابة تعليق لموضوع : العفن المتراكم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net