صفحة الكاتب : علي ساجت الغزي

خيانة الشعب
علي ساجت الغزي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 طالما استمنعا وشاهدنا اغلب الساسة يضمرون فيما بينهم قضايا تصل حد الجريمة والتوغل في دم الابرياء تجلت علانية بعد مذكرة القبض الصادرة بحق نائب رئيس الجمهورية، فالمالكي يمتلك أدلة تدين الهاشمي، والهاشمي يمتلك أدلة تدين بعض الدول لم يسمها ولكنه يمتلك وثائق تشير الى ظلوع دولة مجاورة تحمل أجندة داخلية دفعت بالمالكي الى فبركة قضية الاعترافات...
علما ان الطرفين جزء مهم في العملية السياسية ويشكلون مجتمعين الحكومة العراقية، الملفات المخبأة هي عبارة عن اوراق أزمة، تحمل ميقاتا معينا، دفاعية تارة وهجومية تارة اخرى، اخفاؤها ليست لتهدئة الساحة وعدم ارباك الوضع العام، كما يحاول البعض تبرير عدم اظهارها فيما سبق، بل هي لتطويق الحق واضماره، فأي طرف من الاطراف لديه شعور وعلم بوجود هذه الملفات عند خصومه السياسيين ويتحرك ضمن هذه المساحة مع ما يمتلك من ملفات دفاعية مقابلة... والمشاهد يلحظ بسهولة طغيان ملف ما على الساحة يصل حد الذروة ثم ينتهي ويذوب دون معرفة اسباب انتهاءه، او تشغل الساحة بملف ساخن اخر، وما اكثرها، لنسيان الملف الأول.
خيانة الشعب عندما يجتهد النائب في تجاوز دماء الابرياء، فالتيار الصدري، المبادر لحل أزمة الهاشمي وأول المجتمعين به بعد استفحال الأزمة بينه وبين القضاء العراقي كان المبادر الأول في جمع الاطراف المختلفة، الهاشمي وما يحمل من ثقل اقليمي متمثلا بتركيا والسعودية والمالكي وبما يملك من مفاتيح يحرك من خلالها القضاء ويوجهه، عن طريق الملفات التي تستدعي القضاء التصرف ضمن الضوابط القانونية والأدلة الجرمية، مع اننا كنا ننتظر ان يكون التيار الصدري أول المدافعين والمطالبين بدماء الضحايا، وانا شخصيا، كنت اتوقع ان يهدد التيار الصدري والسيد مقتدى الصدر في حال تمت تسوية الخلاف دون تقديم المذنب الى العدالة فانه سيعلق حضور نوابه الى البرلمان وان يقاطع الحكومة، وسبق وان فعلها عندما كان الخلاف يدور حول ملف الخدمات وعجز الحكومة عن توفيرها للمواطن، ولكن ولغاية لم ادركها لحد اللحظة تصرف التيار الصدري عكس ما كنا نتمنى.
خيانة الشعب عندما لا يجد ثائرا يطالب بحقوقه وتذوب همومه ومعاناته حول مبادرات واجتماعات ولقاءات وصفقات جلها شخصي يعود بمنفعة بعيدة عن ما يريد الشارع، بالأمس طفق صباح الساعدي ملوحا بجناحي الملائكة يقصف بهما بواطن الشر ويعري خلالهما التصرفات المشينة والتجاوزات غير المعقولة والمسكوت عنها من قبل الجميع ولوح ببعض الملفات التي تكشف الفساد، ولكنه صمت ولم ينطق بعدها او يكشف المفسدين،  كلكم تحملون ملفات ادانة لم لا تكشفوها، وتوضحوا للشارع ويكون المواطن حينها على دراية ومعرفة بما يدور من حوله..
التوجه اليوم حول تشكيل حكومة اغلبية، وهو جزء من الحل وليس كل الحل، واتسائل اذا ما تشكلت هذه الحكومة فهل سينتهي الشر ويقف الخلاف؟ ام ستجزأ الأزمة وتتحول من أزمة وصراع كتل الى أزمة وصراع كتلة؟ التحالف الوطني ليس دولة القانون فقط، يضاف لذلك الدور الاقليمي النافذ والذي لا يستهان به ولا يشجع فكرة تشكيل حكومة بلون واحد، فجل المشاكل اليوم هو الخوف المستمر من اصطباغ الحكومة بصبغة واحدة، فماذا لو تشكلت حكومة اغلبية بهذه المميزات؟ بالتأكيد ستواجه الحكومة مجموعة عراقيل وسيشتد الصراع الدولي والاقليمي في العراق، وستظهر أزمات كثيرة وكبيرة جديدة، فضلا عن تصدع جدار التحالف  فأزمة عدم الثقة ممتدة الى الداخل ولم يكن المالكي صديقا مرغوبا به على طول الخط، ربما حجم الخلافات بين دولة القانون والقائمة العراقية حجب جميع الخلافات ومنها داخل بيت التحالف الوطني، ولكنها ستبرز جليا اذا ما واجه التحالف السلطة بكاملها بقضها وقضيضها.
alialgezy@yahoo.com
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي ساجت الغزي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/07



كتابة تعليق لموضوع : خيانة الشعب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net