صفحة الكاتب : د . ليث شبر

إيجابي وسلبي
د . ليث شبر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

 من الظواهر السلبية في مجتمعنا اليوم هو النظر الى مستقبل البلاد بتشاؤم وسوداوية فنحن جميعا نمارس النقد السلبي في كل مانراه على أرض وطننا الحبيب..سواء بحق أو من دون حق.. وسواء أكان مانسمعه حقيقيا أم مفبركا.. كاملا أم ناقصا.. ولذلك أصبحت وسائل التواصل جميعها أرضا خصبة لكل كلام ناقد وحاد ومتسرع وأحادي النظرة.. ويوما بعد يوم يتضخم في نفوسنا اليأس والتشاؤم والسوداوية بسبب هذا الكم الهائل من الشحن النفسي والضجيج السلبي فضلا عن عدم وضوح الرؤية واختلاط الأمور ..

نتفق جميعا أن هناك مظالم ومآس وتحديات عظيمة أسهمت في خلقها عوامل عديدة منها الأزمات والحروب التي مر بها بلدنا وهي متنوعة وكثيرة نعرفها جميعا والتحولات الدراماتيكية في أنظمة الحكم لدينا منذ العشرينيات من القرن الماضي وحتى النظام الحالي فضلا عن الاضطهاد الذي تعرضت له طبقات المجتمع كافة من قبل بعضها البعض.. فالماضي والحاضر في العراق معقد ومتشابك وعصي علينا فهمه فهما كاملا.. 

ولكن من جانب آخر فإن العراق فيه من الإيجابيات مايوازي سلبياته إن لم تكن أكثر بكثير.. وأولها قدرته الواضحة على التعافي والنهوض بسرعة تفوق التوقعات.. وعاطفته القوية التي يمكنها أن تجعل المستحيل ممكنا.. وعقليته ومستوى الذكاء لأبنائه الصغار.. وهو مجتمع حي لما فيه من نسبة كبيرة من الشباب وقدرة على الإنجاز.. وخيراته مبثوثة في كل شبر من أرضه.. وتنوعه القادر على صهر الحضارات كلها في تاريخه المتجذر.. أكثر ناسه من الكرماء الذين يبسطون ماعندهم ساعة الوفاء.. ويطول المقام هنا لذكر مزايا المجتمع العراقي التي نهدمها كل دقيقة بذكر مثالبنا القليلة أمام الملأ وتغيب عنا محاسننا الكثيرة لنطمرها تحت أقدامنا غير مبالين بكل مالدينا من مزايا.. 
نحن نمارس سقوطنا المجتمعي ونحاول أن ننهض فرادى.. ونسقط العراق من أعيننا ونريد أن ننهض كعراقيين وهذا لن يكون أبدا.. 
نهضتتا تكمن في نفوسنا في دواخلنا فحين نزرع فيها الخير سنطوي الأرض سريعا ونرقى الى السماء وحين نملؤها بالضجيج والضوضاء واليأس والتشاؤم والنقد السلبي سنفقد كل معاني الحياة المشرقة لنعيش في ظلام دامس.. 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . ليث شبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/01/05



كتابة تعليق لموضوع : إيجابي وسلبي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net