الراصد الاسبوعي في مركز دراسات جنوب العراق
مركز دراسات جنوب العراق
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مركز دراسات جنوب العراق

التقسيم، والطائفية، والعمالة، أخطر ما في مشروع الشرق الاوسط الجديد
صقور الأمس لم يعودوا صقوراً ، ومدّعو المقاومة أخذهم الهلع خشية سلب عناوين انتحلوها في ليلٍ، واصطفافات طائفية دينية وسياسية جديدة هي الأخرى تطفو على السطح كالزبد من غير خجل، ومن كان يلوم الاحتلال يوماً عاد يكتب للمحتل ويرجوه أن يبقى، وصرخات مزعجة لاستقدام الناتو والمحتلين لأرض المسلمين متوسلين به وراكعين عند أقدامهِ، ولاعبون قدامى عادوا يلعبون في ملعب المحتل ويدافعون عن أهدافه.
هذه أقدار ليست مفروضة وإنما مارسوها هم باختيارهم إلا قليلاً منهم يخاف الفضيحة فيتترس بالشعارات الفارغة ويضع العصي في دولاب التفاهم والحوار، لم يسلم العراق بعد خروج المحتل من هذه الظواهر ولا حتى سوريا الممانعة، وها هم أيضاً يتحركون ويحاولون وضع ايران في المكان الصعب والمعقد.
أزاء ذلك ماذا عسانا ان نفعل؟
بعد ان وجد فيهم المحتل القابلية على الاستعمار من جديد، استعمار وإذلال واحتلال تحت شعارات الحرية والديمقراطية.
كيف نتعامل مع كل هذه التطورات التي تهدد أمننا واستقرارنا وتبيّت لنا مستقبلاً غامضاً يصعب فيه تنسّم السيادة والشعور بالاستقلال الحقيقي.
انّ الزلزال الاقتصادي الذي تواجهه الدول الغربية اليوم، والذي يهدد وحدتها وقوتها بشكل جدي، والاخفاقات والهزائم السياسية التي ألحقتها الشعوب المتحررة بجيوش وقدرات هذه الدول كل ذلك دفعهم ليفتشوا عن مستعمرات جديدة يفتتون فيها المفتت من خلال ورقة التقسيم. كما رأوا في الطائفية أسلوباً خبيثاً لتدمير وحدة الأمة وتمزيق صفوفها بين المسلم والمسيحي، أو بين السني والشيعي وهكذا. بعد بروز ذلك بوضوح هل لهم ان يجلدوا ذاتهم ويتهمونها بالتبعية؟ لماذا هم متخلفون إذن؟ أليس ما ينفذه الغرب في منطقتنا هو برضاهم أي برضى تلك المجاميع والكيانات والدول التي ارتمت في احضان الغرب طمعاً بالوعود العرقوبية او خوفاً من ربيع قادم او رغماً عليهم لضعفهم وكثرة ثرواتهم التي لا يسمح لهم الانتفاع بها وبذلك يحرمون شعوبهم منها.
استطاع الغرب ان يزرع عملاء بالجملة من ضعفاء النفوس في دوائر خدمته داخل بلداننا من أنظمة وكيانات وافراد وحكومات.
إنّ العالم بعد ان أصبح أحادي القطب بزوال المعسكر السوفيتي واستبداد ظلم السياسة الغربية، وجدت أمريكا والغرب عموماً ان عدواً كبيراً ينتظرهم هو الاسلام الاستراتيجي فعمدوا لتشويهه وتضعيفه وطرحوا البدائل الضعيفة والمستسلمة، وعملوا مؤخراً على تحويل بعض دول المنطقة المتحالفة والتابعة لتكون قواعد عسكرية امريكية كما في مناطق من تركيا تحت ما يسمى بالدرع الصاروخي وفي الامارات والسعودية ناهيك عن قطر التي تتربع على صدرها اكبر قاعدة عسكرية امريكية.
أين هؤلاء من الديمقراطية التي يرفعونها شعاراً فحسب؟ لو ان ولاية من الولايات المتحدة الامريكية أرادت ان تستقل وترفض التعامل مع واشنطن ماذا سيكون مصيرها؟ لماذا يريدون تقسيمنا بفدراليات طائفية وسياسية وليست ادارية؟ ولا يريدونها لأنفسهم، أليس قمعهم لما يجري في وول ستريت بنيويورك شاهداً على ديمقراطيتهم المزيفة؟
ان شعارات الاستقلال والسيادة والموت للمحتل لم نسمع بها بالمرّة في هذه التحوّلات الربيعية كما يسمّونها بعد أنْ خربوا فيها بعسكرتها ودمويتها استباحوا عذريتها. وهل الاستقلال والسيادة غير مطلوبين من هذه الشعوب؟ علماً اننا مع الحقوق والمطالبات المشروعة في كل مكان ولكل الشعوب!
لقد وجدت الصهيونية التي هزمت على يد المقاومة الشجاعة في تموز 2006م فرصة لتشويه صورة سيد المقاومة في لبنان وذلك لزعزعة هذه الوحدة المقاومة، ووجدت لهذا الأسلوب مسوّقين وشعارين وطبّالين بدافع طائفي او مادي وقنوات تحريض واعلام سيّء وقدرات واسعة لهدم هذه الاسوار السيادية وهيهات ان يتحقق لهم ذلك.
ان القوى الشريفة والشعوب الصامدة والشخصيات المناضلة سوف يكون لهم دور إفشال المؤامرة وفضح من ارتمى بأحضان المحتلين وطرح خارطة طريق لتحقيق السيادة والاستقلال الى جانب الحرية والديمقراطية التي تنشدها الشعوب لا التي تصلنا معلّبة ولا يتم ذلك إلا بالوعي بأدراك خطر هذه التحركات والاصطفافات المشبوهة وكذلك بالمواقف الشجاعة التي يأبى أصحابها الضيم.
ان اعداء هذه الأمة لا يهمهم إلا تضعيفنا ونهب ثرواتنا وتقسيمنا بالطائفية والاقليمية والفئوية واشتراء النفوس الضعيفة واسقاط اقتصادنا بفرض العقوبات الجائرة هنا وهناك، وليعلم من ارتمى في احضانهم انهم سوف لا يسلمون من مكر كبارهم فدورهم آتٍ قريباً ومصيرهم الى المجهول.
ويبقى الاعتصام بحبل الله المتين هو المنجي فقط (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا).
والحمد لله أولاً وآخراً.
الراصد الاسبوعي
مركز دراسات جنوب العراق
Southiraq93@hotmail.com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat