صفحة الكاتب : د . ماجد اسد

من كيمياء الأسلاف الى فوضى الحاضر
د . ماجد اسد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عندما تأمل (نرسيس) وجهه في صفحة الماء لم يصدق ان يكتشف كم هو جميل فعشق محياه كي يولد مفهوم او مصطلح النرسسية بالحب او العشق الزائد عن الحد حد المرض..

وعندما اكتشفت العدسات التي راحت تقرب البعيد وتكبر غير المرئيات حد تفكيك الذرة وأجزاءها بدأ المشروع العلمي بالتعرف على عوالم لم يسبق للإنسان ان رأها ففي قطرة الماء الملوث بل والنقي أنظمة ترليونيةتكونها جسورها وعلاقاتهاوتصادماتها وتفاعلاتها كأنها شبيه بنظام المجرة بترليونات النجوم والكواكب والكويكبات وشبهيه بما هو اكثر اتساعا من ذلك ..

والمجموعات البشرية هي الاخرى منذ تشكلت في المجموعات السكانية المبكرة وصولا الى نظام القرى المتجاورة وبينها اكبر العواصم وأصغرها تشكلت وفق علاقات بالغة التعقيد لكن العلوم المستحدثة في الكيمياء والفيزياء الحديثة وفي علم النفس والمجتمع وفي باقي العلوم الخالصة وفي العلوم الانسانية راحت تعيد رسم أدوات العلاقات والمكونات وسماتها وهذه المناهج والنظريات والمكتشفات لم تعمل على وصف الواقع وتكتفي بتأمله وترك العالم يجري بحسب ثوابته وعاداته الراسخة بل عملت على نسفها وإعادة صياغتها لاهداف مغايرة بمصائر ارتبطت بعوامل مثل زيادة السكان والتقدم التقني وتراكم الثروات والمعارف والعمل على هدم الخرافات والاوهام وتحويل الاوهام الى مشروعات واقعية لصالح الانسان او لصالح فئة من البشر ضد البشر المهم ان المعرفة والخبرة والتطور كلها افضت الى استبدال المحراث القديم في الزراعة الى اختراع الماكينات العملاقة والطائرات الزراعية واستبدال مشرط طبيب المعدني بالليزر في اجراء ادق العمليات وولدت مسائل السفر والاتصال من البريد بواسطة الحمام الزاجل الئ الفيس بوك والنت بأشكاله الأكثر تطورا فالعالم لم يعد قرية صغيرة مقسمة الى احياء واجزاء بل الى شبكة سكنية تختلط وتندمج وتتوحد فيها الأجناس والمعتقدات والأفكار والمذاقات .

هذا التقديم في استثمار الموارد في حدود الارض وفي الفضاءات شرع نظام التنافس والعمل على صناعة علامات توازي تراكم الخبرات وقدرتها على تحويل المستحيلات تأخذ طريقها الى الممكن والى الحياة اليومية .

فهل يواكب مجتمعنا الذي يحمل ذكرى منجزات اسلافه في وضع اقدم الشرائع وعلوم الكيمياء والري وصهر المعادن واحترام حقوق الطفل والمعلم والمرأة والبيئة وهل مجتمعنا يواكب علوم عالمنا المعاصر الحديث في شتى مجالات التقدم والمنافسة الشرعية لا في تصدير الفائض بل في الأقل من اجل الاكتفاء الذاتي .

ان اعادة المبادرات الخلاقة للشباب والمواهب لايضمن المستقبل فحسب بل يضمن كرامة الانسان وهو يحول الفوضى الى سلوك خلاق والارتداد الى تقدم والوهن الى اقدام ومبادرات والظلمات الى إضاءات تمنح الحياة معناها في تساوي فرص الاختيار وفرص العمل وفي الأخير تجعل الجميع لا يأسفون ان يكون العدل كالعمل الخلاق كلاهما يؤسسان مجتمعا اكثر صفاء وكرامة وجمال .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . ماجد اسد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/11/26



كتابة تعليق لموضوع : من كيمياء الأسلاف الى فوضى الحاضر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net